شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إعلان شراكة بين “مبادرة محمد بن زايد للماء” ومؤسسة “إكس برايز” الأميركية. الشراكة تهدف إلى إطلاق مسابقة “إكس برايز للحد من ندرة المياه” والتي ستمولها المبادرة بمبلغ 150 مليون دولار. وتتضمن جوائز تصل قيمتها الإجمالية إلى 119 مليون دولار. وتستهدف المبادرة تحفيز المبتكرين حول العالم على تقديم حلول فاعلة ومستدامة وتطويرها لتعزيز كفاءة تقنيات تحلية المياه وتكلفتها.
وبهذه المناسبة، قال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مبادرة محمد بن زايد للماء بهذه المناسبة، إن الحلول المتاحة حالياً لمعالجة أزمة ندرة المياه غير كافية لتجنب عواقب هذه المشكلة المتنامية. من هنا تبرز الحاجة الملحّة إلى ابتكار حلول جديدة وفاعلة. وأشار سموه إلى أن “مبادرة محمد بن زايد للماء” تسعى إلى تعزيز التعاون والعمل مع مختلف الشركاء الدوليين. وذلك بغية استكشاف هذه الحلول والابتكارات الجديدة والمستدامة وإثبات جدواها وتطبيقها بأعلى درجات الكفاءة الممكنة.
اقرأ أيضاً: جائزة زايد للاستدامة تستحدث فئة العمل المناخي وجائزة بـ 600 ألف دولار
شخصيات بارزة
حضرت شخصيات بارزة مراسم إعلان الشراكة، التي جرت في موقع أول خزان للمياه في أبوظبي “نقا بن عتيج ” التاريخي. وعلى رأس هؤلاء سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة. كما كان بين الحضور معالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة. وشارك أيضاً معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار. وكان من بين الحضور أيضاً معالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي. كما حضر عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين هذا الحدث الكبير.
إبراز أهمية مشكلة ندرة المياه على المستوى الدولي
وتسعى “مبادرة محمد بن زايد للماء” المكرسة لمواجهة التحدي العاجل لندرة المياه على مستوى العالم إلى إبراز أهمية هذه المشكلة على المستوى الدولي. كما تسعى لتقديم حلول فاعلة ومبتكرة للتحديات التي تفرضها ندرة المياه على المجتمعات والشركات والدول حول العالم. كذلك، تعمل على تعزيز التعاون الدولي وتسريع عملية تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة ومستدامة واختبارها وتوظيفها بفاعلية في المجتمعات التي تعاني من آثار وتبعات ندرة الماء. كما تعمل على زيادة الاستثمارات الهادفة إلى التغلب على هذا التحدي العالمي.
وتشكل أزمة ندرة الماء العالمية تحدياً متنامياً يؤثر تأثيراً مباشراً على الأفراد والمجتمعات حول العالم. وتُظهر الدراسات أن قرابة أربعة مليار شخص باتوا يعانون من مشكلة ندرة الماء لمدة لا تقل عن شهر سنوياً.
عوامل ندرة الماء
وتتعدد عوامل ندرة الماء لتشمل النمو السكاني المتزايد والتغيرات الديمغرافية. كما تضم تحديات البنية التحتية والحوكمة، إضافة إلى التلوث البيئي والتغير المناخي. وفي غياب الحلول الفعالة، من المتوقع أن تكون لأزمة ندرة الماء العالمية عواقب وخيمة. ويتمثل ذلك بخسارة الأرواح وتفاقم الأزمات الإنسانية، وانعدام الأمن الغذائي، والهجرات الجماعية القسرية. كما يتجلى بتزايد الاضطراب السياسي، وكذلك احتمالية نشوب صراعات مسلحة من أجل المياه. ويقع على عاتق كلٍّ من الحكومات، وشركات القطاع الخاص، مهمّة القيام بدور حيوي وفاعل في التصدي للتأثيرات الواسعة لندرة الماء. كذلك تقع الأزمة على عاتق الباحثين ورواد الأعمال، والمؤسّسات الخيرية والمنظمات الدولية والأفراد،
دعوة عالمية لتحويل ندرة المياه إلى وفرة
من جانبه قال بيتر ديامانديس، المدير العام والمؤسس والرئيس التنفيذي لمجلس إدارة مؤسسة “إكس برايز”، إن مسابقة “إكس برايز” للحد من ندرة المياه تمثل دعوة عالمية للعلماء والمهندسين ورواد الأعمال لتحويل ندرة المياه إلى وفرة من خلال توظيف التقارب التقني والتطور المتسارع للتصدي لهذه المشكلة العالمية الخطيرة، مشيراً إلى أن المسابقة هي الأكبر والأولى من نوعها حتى الآن، التي تركز على إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتحلية المياه واستخراج مياه المحيطات وتحويلها إلى مياه عذبة على نحو مستدام ومنصف للجميع.
وتساعد الشراكة مع مؤسسة”إكس برايز”، المتخصصة في تصميم مسابقات واسعة النطاق لمعالجة أبرز التحديات التي تواجه الإنسانية، في تحفيز الابتكار التكنولوجي وإيجاد حلول قابلة للتطبيق ومستمدة من إسهامات الجمهور بهدف خلق مستقبل يضمن وفرة الماء للجميع.
ويعدّ إطلاق “مبادرة محمد بن زايد للماء” جزءًا من مساعي أشمل تقودها دولة الإمارات على الصعيد الدولي للتصدي لمشكلة ندرة الماء عالمياً. وتضمنت هذه المساعي نشر ورقة نقاش مفصّلة حول هذا الموضوع في سبتمبر/ايلول 2023. وجاءت الورقة البحثية بعنوان “تداعيات متلاحقة: ندرة المياه، التهديد الخفي لأمن وازدهار العالم”.
وتُعتبر ورقة النقاش هذه، التي يمكن تحميلها من موقع وزارة الخارجية الإماراتية، دعوة عالمية مفتوحة لجميع أعضاء المجتمع الدولي للتحرك عاجلاً واتخاذ إجراءات أكثر حزماً وتنسيقاً من خلال العمل معاً بأساليب وطرق جديدة لمواجهة هذا التحدي المتفاقم.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الاستدامة.