استضافت “الصكوك الوطنية”، شركة الادخار والاستثمار المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية والمملوكة من قبل ”مؤسسة دبي للاستثمارات”، وهيئة المرأة العربية، المؤسسة غير الحكومية الرائدة التي تركز على تمكين المرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حلقة نقاشية مشتركة حول أهمية الاستثمار في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع التركيز بشكل خاص على المرأة. وشارك في الفعالية مجموعة من الخبراء البارزين في القطاعين المالي والعقاري لمناقشة أهمية الاستثمار في بناء مستقبل مالي آمن للمرأة في دولة الإمارات.
وتشهد دولة الإمارات ارتفاعاً في أعداد المستثمرين من النساء، وذلك في ظل اهتمام المزيد منهنّ ببناء محافظهنّ المالية. وتظهر أحدث بيانات دائرة الأراضي والأملاك بدبي قيام 26698 سيدة بالاستثمار في القطاع العقاري، ما ساهم بأكثر من 58.8 مليار درهم في هذا القطاع المزدهر. وأدى هذا النمو إلى امتلاك النساء حالياً 30% من العقارات في دبي، وفقاً لدراسة حديثة أجرتها حكومة دبي. كما نجحت المرأة الإماراتية في قيادة أعمال تجارية مربحة، حيث تدير 23000 سيدة أعمال إماراتية مشاريع واستثمارات ناجحة بقيمة 50 مليار درهم في دولة الإمارات.
واعترافاً بأهمية دور المرأة في التنمية الاقتصادية لدولة الإمارات، تلتزم “الصكوك الوطنية” وهيئة المرأة العربية بتمكين المرأة بشكل أكبر من خلال تعزيز الاستقلال المالي لها عبر الادخار وتنويع الاستثمارات. وكانت الحلقة النقاشية بمثابة شهادة على التزام المؤسستين بتعزيز القدرات المالية للمرأة في دولة الإمارات.
عقدت الحلقة النقاشية مؤخراً في فندق القصر وسط المدينة بدبي، وشارك فيها كل من محمد قاسم العلي، الرئيس التنفيذي لمجموعة “الصكوك الوطنية”، ورحاب لوتاه، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة “الصكوك الوطنية”، وأحمد المساعيد، المدير التنفيذي للاستثمار والخزينة لمجموعة “الصكوك الوطنية”، ومحمد الدليمي، الأمين العام لهيئة المرأة العربية، والدكتورة لينا أبو بكر، المديرة التنفيذية لهيئة المرأة العربية، والدكتورة ميسون عيسى، عضو مجلس أمناء هيئة المرأة العربية، ومهند الوادية، الرئيس التنفيذي لشركة هاربور العقارية، ومحمد حارب الفلاحي، مؤسس ومدير عام شركة ليوان الملكي للعقارات، وأدارت الفعالية الإعلامية ميرهان مصطفى دسوقي، المذيعة التلفزيونية في قناة “نور دبي”.
جمعت الحلقة النقاشية أكثر من 150 مسؤولاً رفيع المستوى من القنصليات والشركات في دولة الإمارات، وتناولت جميع التحديات التي تواجه عملية الاستثمار، والحاجة المتزايدة لإشراك المزيد من النساء في صنع القرار المالي.
وفي معرض تعليقه على مشهد الاستثمار الحالي في دولة الإمارات، قال محمد قاسم العلي، الرئيس التنفيذي لمجموعة “الصكوك الوطنية”: “يعد نمو عدد المستثمرين في دولة الإمارات أمراً مشجعاً، لا سيما المستثمرين من النساء. ومع ذلك، فقد أثر ارتفاع معدلات التضخم على تسعير الأصول، ما أجبر المستثمرين على إعادة النظر في الأساليب التقليدية للاستثمار، والاهتمام بالأصول التي تتميز بالأمان وتوفر عائدات تنافسية على المدى البعيد. وكما ذكر الخبراء خلال الحلقة النقاشية التي عقدت اليوم، فهناك العديد من الفرص، لا سيما في القطاع العقاري، التي توفر سبلاً آمنة للاستثمار وتنمية الثروات”.
من جهتها، قالت رحاب لوتاه، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة “الصكوك الوطنية” خلال الحلقة النقاشية: “يعد الاستثمار أمراً غاية في الأهمية للتنمية الاقتصادية، وتلعب المرأة على وجه الخصوص، دوراً حيوياً في تقدم المجتمعات وازدهارها. ويعتبر تمكين النساء من خلال التوعية المالية وسبل الاستثمار أمراً ضرورياً لتحقيق الأمان المالي لهنّ وللدولة بشكل عام. واليوم تشكل المرأة نسبة 50% من حاملي الصكوك الوطنية، ونحن نرى أن هذه النسبة تشهد نمواً متسارعاً. ويتمثل هدفنا في تزويد المرأة بالمعرفة والأدوات اللازمة لسد فجوة الاستثمار بين الجنسين، وإلهامهنّ لتحقيق أحلامهنّ الكبيرة والوصول إلى آفاق جديدة، فلا سبيل لازدهار المجتمعات إلا من خلال تمكين المرأة”.
وقالت الدكتورة لينا أبو بكر، المديرة التنفيذية لهيئة المرأة العربية: “سعدنا بالمشاركة في هذا النقاش المثمر حول فرص الاستثمار للمرأة مع الصكوك الوطنية. ويأتي تشجيع مشاركة المرأة في الاستثمار وتعزيز معرفتها المالية في طليعة اهتمامات هيئة المرأة العربية. ويتمثل هدفنا في العمل مع الصكوك الوطنية لخلق بيئة أكثر شمولاً وتكافؤاً للمرأة في دولة الإمارات والعالم العربي عندما يتعلق الأمر بالاستثمار وإدارة الشؤون المالية. ويعد نجاح دولة الإمارات مصدر إلهام للناس يشجعهم على التفكير بصورة أفضل، وهذا ما نريده للنساء في هذه المنطقة من العالم”.
وتشهد أعداد المستثمرين من النساء نمواً ملحوظاً في المنطقة، كما أوضح تقرير ساكسو بنك الذي أظهر زيادة بنسبة 18% في حصة المستثمرين من النساء في دولة الإمارات على مدى السنوات الخمس الماضية. ومع ذلك، لا تزال أعداد السيدات اللاتي يقمن بالاستثمار أقل بكثير مقارنةً بالمستثمرين من الرجال. وأفاد مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي بأن نسبة المستثمرين من النساء في دولة الإمارات هي 21% فقط من إجمالي عدد المستثمرين مقابل 79% للرجال.
وتلتزم “الصكوك الوطنية” وهيئة المرأة العربية بتقديم منصة تتيح للنساء التعرف على خيارات الاستثمار وتطوير مهاراتهنّ المالية، وذلك من خلال مهمة مشتركة لتعزيز الثقافة والشمول المالي. ومن خلال هذه الشراكة، تضع المؤسستان معياراً جديداً في الصناعة، حيث تعملان معاً من أجل تثقيف وتمكين وإلهام المرأة للتعامل مع الأمور المالية وتحقيق الأهداف المالية المنشودة.