يوثق التقرير الأخير للمنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان “تعزيز الانتقال الفعّال للطاقة 2023” التباطؤ الذي تشهده عملية انتقال الطاقة على صعيد منطقة الشرق الأوسط وعالمياً، جرّاء التقلبات الجيوسياسية وأزمة الطاقة العالمية. يستعرض التقرير مؤشر انتقال الطاقة (ETI) الذي يُقيم 120 دولة بناءً على نظمها الطاقوية وأدائها وإمكانية الوصول إليها في البيئة الحالية.
وتضمن التقرير مقياساً لتقييم “زخم الانتقال”، والذي يسلط الضوء على انتقال ثابت وفعّال، الذي تقوم أركانه على معايير العدالة والأمن والاستدامة. خلال السنوات العشر الماضية، قامت 95 في المئة من الدول بتعزيز درجاتها ضمن مؤشر انتقال الطاقة، على الرغم من محدودية هذا التقدم، الذي يقتصر على 41 دولة فقط. وبرزت الهند وسنغافورة باعتبارهما البلدين الوحيدين اللذين أحرزا تقدمًا في جميع جوانب المثلث الطاقوي.
تبني التنويع
عندما ننظر إلى مؤشر انتقال الطاقة في منطقة الشرق الأوسط، نجد العديد من الفرص والتحديات التي تواجهها في طريقها نحو انتقال الطاقة الفعّالة. بلغت الدرجة المتوسطة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حوالي 50.5 على المقياس، حيث ما زال الاعتماد الكبير على إيرادات النفط يشكل تحديًا للانتقال إلى طاقة مستدامة.
تقدم التقنيات المتجددة والتي تشمل الطاقة الشمسية والطاقة الريحية إمكانات ضخمة لم يتم استثمارها بعد في منطقة الشرق الأوسط، ليس للحد من البصمة الكربونية فحسب، ولكن أيضًا لجعل المنطقة رائدة عالميًا في إنتاج الطاقة النظيفة. في العام الماضي، بلغت الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة مستوى قياسيًا قدره 1.3 تريليون دولار، بزيادة حادة بنسبة 70 في المئة عن العام 2019. يشدد التقرير على ضرورة أن يعطي صناع القرار وقادة الصناعة الأولوية للاستثمار في البنية التحتية للطاقة المتجددة وخلق بيئة تعزز الابتكار والتعاون داخل القطاع.
اقرأ أيضاً: الكويت تتبنى مستهدفاً طموحاً بتحقيق 15 في المئة من الطاقة المتجددة بحلول 2030
السياسات التي تقود عملية انتقال الطاقة
تتطلب عملية الانتقال الناجح للطاقة في منطقة الشرق الأوسط التعاون بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومات وشركات القطاع الخاص والمجتمع المدني. يؤكد تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي على ضرورة وجود شراكات فعّالة بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الاستثمارات المستدامة والابتكار في قطاع الطاقة. علاوة على ذلك، تعدّ الأطر السياسية الداعمة التي تحث على اعتماد الطاقة النظيفة وتخلق منافسة عادلة بين جميع الأطراف، عنصراً حاسماً في هذه العملية. ويدعو التقرير الحكومات إلى تنفيذ استراتيجيات طاقة طويلة الأجل، وتشجيع مشاريع الطاقة المتجددة، كما وضع إطارات تنظيمية متينة لتعزيز المنافسة في السوق وضمان تحديد أسعار عادلة.
تتمتع منطقة الشرق الأوسط بفرصة متفردة لقيادة العالم في الانتقال نحو أنظمة طاقة مستدامة ومنخفضة الكربون. من خلال تبني مصادر الطاقة المتجددة، وتنويع مزيج الطاقة، وإعطاء الأولوية للطاقة الفعالة، وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية، يمكن للمنطقة أن تطلق العنان لإمكاناتها الهائلة لتحقيق النمو المستدام.
يسلط تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الضوء على ضرورة وجود رؤية طويلة الأجل وتخطيط استراتيجي والتزام بالابتكار في مسار انتقال الطاقة. من خلال الجهود المشتركة، يمكن لمنطقة الشرق الأوسط أن تعالج التحديات المناخية الملحة وتخلق فرصًا اقتصادية جديدة، كما بإمكانها تحسين أمن الطاقة، وتعزيز رفاهية المواطنين. وفي ظل عملية انتقال العالم نحو الطاقة الفعالة والمستدامة، تبرز تساؤلات عديدة ضمن عملية الانتقال نفسها: ما مدى استدامتها؟ وفعاليتها؟ والأهم، ما مدى شموليتها؟
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الطاقة.