هل يقرر الاتحاد الاوروبي فصل روسيا عن نظام “سويفت” للتعاملات المصرفية العالمية وبالتالي قطع الروابط بينها وبين النظام المالي العالمي؟
سؤال طُرح بشكل واسع في الساعات الماضية قبيل الاجتماع غير الرسمي لوزراء المالية والاقتصاد الاوروبيين في باريس اليوم من أجل بحث تشديد العقوبات على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.
إجراء عزل روسيا عن النظام المصرفي العالمي يثير الخوف في قلب الكرملين. إذ إن من شأنه أن يشل روسيا التي تعد ثاني أكبر دولة بعد الولايات المتحدة من حيث عدد المستخدمين لديها لـ”سويفت”، حيث تنتمي حوالي 300 مؤسسة مالية روسية إلى النظام العالمي.
وكانت كييف طالبت باستبعاد روسيا عن نظام “سويفت” لمعاقبتها على غزوها أراضيها. وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون: “نطالب باستبعاد روسيا من نظام سويفت وفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا”.
فيما أعلن البيت الأبيض “أننا سنمنع الرئيس الروسي فلاديمير من الحصول على أيّ مميزات من النظام المالي العالمي، والعقوبات المالية جزء من الردّ على الغزو الروسي”، ليرد الأخير قائلاً إن “موسكو ستظل جزءاً من الاقتصاد العالمي، ولا تعتزم إلحاق الضرر بهذا النظام”.
وكان الاتحاد الأوروبي وافق في وقت سابق على حزمة عقوبات جديدة على روسيا تستهدف مجالات جديدة، تشمل قطاعات الطاقة والمالية والنقل. وتشمل الإجراءات تجميد الأصول الروسية في الاتحاد الأوروبي، وحظر دخول القطاعات الاقتصادية الروسية المهمة لمجالات التكنولوجيا الرئيسية، وأسواق المال الأوروبية.
تصريحات قبيل الاجتماع
وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برينو لومير، قال قبيل اجتماع وزراء المالية والاقتصاد الاوروبيين إن فصل روسيا عن نظام سويفت “خيارنا الأخير”.
فيما قال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر إن العقوبات على المصارف الروسية حدت من عملياتها في الأسواق العالمية.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس اعتبر أن فصل روسيا عن نظام سويفت ينبغي ألا يكون جزءاً من حزمة العقوبات ضد روسيا.
من جانبها، قالت وزارة الاقتصاد الروسية إن “عقوبات الاتحاد الأوروبي ضدنا ستؤثر على الشركات الفرنسية”.
كيف ستتأثر روسيا في حال عزلها؟
وفق تقرير نشرته شبكة “سي أن أن”، فإنه في حال عزل روسيا عن نظام “سويفت”، سيصبح من المستحيل للمؤسسات المالية إرسال الأموال إلى داخل أو إلى خارج البلاد، ما يجعل الشركات الروسية الكبرى في حالة صدمة، خاصة لمشتري النفط والغاز.
فيما ذكر تقرير لشبكة “أن بي سي نيوز” أنّ عزل روسيا عن هذه المنظومة المصرفية الهامة قد يؤدي إلى إلحاق ضرر فوري بالاقتصاد الروسي، خاصة وأنّ هذا يعني عزل روسيا عن معاملاتها المالية الدولية، بما في ذلك عائدات إنتاج النفط والغاز، والتي تمثل أكثر من 40 في المئة من إيرادات البلاد.
وكانت روسيا قد خطت خطوات بإنشاء نظام للمبادلات المصرفية خاص بها، تعتمد فيه على 20 في المئة من تحويلاتها المحلية. وهذا يعني أن نظام المبادلات لاروسية قد يوفر لها ارضية للتعاملات المالية مع مصارف الصين.
ما هو نظام سويفت؟
في العام 1973، تاسست جمعية الاتصالات المالية العالمية بين المصارف، أو سويفت. وهي لا تتعامل مع أي تحويلات للأموال بنفسها.
لكن نظام المراسلة الخاص بها، الذي تم تطويره في السبعينات ليحل محل الاعتماد على أجهزة التلكس يوفر للمصارف وسيلة للتواصل بسرعة وأمان وبتكلفة زهيدة.
ماذا يفعل سويفت؟
تستخدم المصارف نظام سويفت لإرسال رسائل موحدة حول عمليات تحويل المبالغ في ما بينها، وتحويلات المبالغ للعملاء، وأوامر الشراء والبيع للأصول.
تستخدم أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة شبكة سويفت، مما يجعلها العمود الفقري لنظام التحويل المالي الدولي.
ويعني دورها البارز في التمويل أنهت تعلب دوراً عبر التعاون مع السلطات في منع تمويل الإرهاب.