بعبارة بسيطة، يُستخدم مصطلح “kimchi premium” (كيمتشي بريميوم/فروق أسعار كيمتشي) للإشارة إلى الفجوة في أسعار العملات المشفرة في بورصات كوريا الجنوبية مقارنة بالبورصات العالمية الأخرى. لكن ما سبب وجودها، وما مدى أهميتها؟
هي ظاهرة تحصل في الغالب في أسعار العملات المشفرة الضخمة مثل Bitcoin، بحيث وجدت دراسة أجرتها جامعة كالجاري أن kimchi premium لوحظ حدوثها للمرة الأولي في العام 2016. وفقًا للورقة البحثية، بين يناير/كانون الثاني 2016 وفبراير/شباط 2018، تم إدراج Bitcoin في البورصات الكورية الجنوبية بسعر تجاوز المتوسط بنسبة 4.73 في المئة، مقارنة بالسعر الذي كان عليه في الولايات المتحدة. والحال، أن الباحثين يشيرون إلى أن سعر البيتكوين كان أعلى بنسبة 54.48 في المئة في كوريا الجنوبية في يناير/كانون الثاني 2018.
إقرأ المزيد: ارتفاع البيتكوين وعملات مشفرة أخرى مع قيام الفيدرالي برفع أسعار الفائدة
ولا زالت ظاهرة “فروق أسعار كيمتشي”، التي سمّيت تيمّناً بأحد أكثر الأطباق شهرة في البلاد، موجودة حتى اليوم. وحتى كتابة هذه السطور، بلغ سعر Bitcoin حوالي 23 ألف دولار على CoinGecko، بينما اقترب من 30 ألف دولار في اثنين من أكبر البورصات الكورية الجنوبية، Upbit و Bithumb.
ما السبب وراء هذه الفروقات السعرية؟
نظرًا لميلها نحو التقنية، برزت كوريا الجنوبية من بين أولى الدول التي اعتمدت العملات الرقمية وتبنّتها، مما جعلها واحدة من أكثر الأسواق شعبية في العالم لتداول العملات المشفرة.
يدين الكثيرون بشعبية العملات المشفرة، كأحد الأسباب المحتملة التي دفعت المستثمرين في الدولة إلى دفع علاوة لامتلاكها. يبدو هذا ممكناً ذلك أن العملات المشفرة هي أصول لامركزية، والتي على خلاف الأسهم، لا يتم تداولها في بورصة مركزية. بمعنى آخر، يمكن أن يكون للعملات المشفرة أسعار مختلفة في بورصات متنوعة عبر بلدان عدّة.
إقرأ المزيد: هل سيكون 2023 عامًا مثيرًا للعملات المشفرة؟
نظرًا لأن المواطنين كوريا الجنوبية يدفعون مبالغ إضافية للتداول بالعملات المشفرة، فإن كيمتشي بريميوم لا يعود بالمنفعة على الأفراد الذين يقيمون داخل البلاد. ومع ذلك، يُنظر لهذه الظاهرة على أنها بمثابة النعمة/الهدية بالنسبة للمراجحين الذين يمكنهم الحصول على العملات الرقمية بسعر أقل في أي مكان آخر، قبل بيعها لتحقيق المكاسب في منصات التداول الكورية الجنوبية.
ترشيد الجشع
ومع ذلك، استطاع هؤلاء المراجحون الاستفادة من الفروقات السعرية لفترة قصيرة من الزمن. أصبح الاستفادة من علاوة الكيمتشي عملية مستحيلة فعليًا في كوريا الجنوبية بسبب السياسات التنظيمية التقييدية للبلاد، فضلاً عن مجموعة متنوعة من قوانين مكافحة غسل الأموال.
لذلك، بينما يمكن للمراجحين الاستفادة نظريًا من علاوة الكيمتشي لتحقيق أرباح جيدة، فإن المشكلة تكمن في تحويل هذه المكاسب إلى خارج كوريا الجنوبية. ويرجع ذلك بالدرجة الأولي إلى متطلبات الإبلاغ الصارمة المفروضة على المصارف في كوريا الجنوبية، لا سيّما بالنسبة لأي معاملات بالعملة الأجنبية.
في المقابل، لا يعني ذلك أن الأفراد لا يعملون على استغلال علاوة الكيمتشي. في هذا الإطار، تشير دراسة أُجريت في ديسمبر/كانون الأول 2022 إلى أن ظاهرة الكيمتشي تسببت في زيادة التحويلات الدولية إلى الصين. في الآونة الأخيرة، تم الترويج للظاهرة أيضًا باعتبارها أحد أسباب الارتفاع غير المسبوق في سعر عملة APT، والتي على الرغم من نظامها البيئي الضيق نسبيًا، لا يزال يتم تداولها كعلاوة في البورصات الكورية الجنوبية.
إقرأ المزيد: ما كل هذه الضجة حول Aptos؟
تنويه: تستند هذه المقالة إلى معلومات متاحة للعامّة، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال اعتبارها نصيحة مالية.
