كشف مركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية (ADPIC)، خلال فعاليات اليوم الثاني من “قمة أبوظبي للنية التحتية 2025″، عن “خارطة طريق المشاريع الرأسمالية للفترة 2025-2029″، وهي خطة خمسية طموحة تهدف إلى تعزيز جودة الحياة، وتعزيز الاستدامة، ودعم النمو الاقتصادي المستدام في إمارة أبوظبي.
تُمثل هذه الخطة إطاراً متكاملاً لتطوير وتنفيذ المشاريع الرأسمالية الحكومية ذات التأثير طويل الأمد، حيث يشرف المركز على قيادة جهود التحول الحضري والتنموي، بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها الحكيمة. تركز خارطة الطريق على بناء بنية تحتية مرنة ومستدامة، وتعزيز الابتكار، وخلق مجتمعات نابضة بالحياة تحافظ على الهوية الثقافية لإمارة أبوظبي وتلبي تطلعات المستقبل.
تعكس الخطة التزام المركز بتحقيق تطور متوازن يضع رفاه الإنسان في صميم الأولويات، ويضمن شمولية الخدمات، واستدامة الموارد، وفعالية النماذج التشغيلية عبر مختلف القطاعات. كما تدعم الخطة التكامل بين القطاعين العام والخاص، مما يسهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتوسيع قاعدة الاستثمار المحلي.
ترتكز خارطة الطريق على ست ركائز استراتيجية رئيسية هي: الارتقاء بجودة الحياة، وتلبية احتياجات المجتمع، وتوسيع مشاركة القطاع الخاص، وتحفيز الاقتصاد المحلي، وتبني ممارسات الاستدامة، وتسريع وتيرة التحول الرقمي.
وبهذه المناسبة، أكد سعادة المهندس ميسرة محمود عيد، المدير العام لمركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية، بأن هذه الخطة الطموحة تمثل خطوة جريئة نحو تشكيل مستقبل أبوظبي، وأضاف: “تشكل خطتنا ترجمة لنهجنا الاستباقي في تطوير البنية التحتية للإمارة من خلال التركيز على الابتكار والاستدامة وإبرام الشراكات الاستراتيجية الفعّالة. وتتمحور جهودنا حول تأسيس بنية تحتية تدعم التقدم الاقتصادي، وتعزيز جودة الحياة اليومية للسكان، وتشكل أيضاً عاملاً حيوياً في جذب الاستثمارات والكفاءات من مختلف أنحاء العالم”.

جولات ترويجية للأسواق العالمية
تولي الخطة أهمية كبيرة لتوسيع مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ المشاريع الرأسمالية، حيث يهدف مركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص بمعدل 20 في المئة سنوياً. يأتي ذلك ضمن رؤية طموحة لفتح آفاق جديدة أمام فرص الأعمال والاستثمار، من خلال بيئة جاذبة ومحفّزة للشراكات المستدامة.
في هذا السياق، تستهدف الخطة استقطاب 20 مطوراً ومقاولاً جديداً إلى إمارة أبوظبي، من خلال تنظيم جولات ترويجية متخصصة في أبرز الأسواق العالمية، مما يعزز من مكانة الإمارة كوجهة مفضلة للشركات الرائدة في مجال تطوير وتنفيذ مشاريع البنية التحتية.
كما تسلط خارطة الطريق الضوء على أهمية تعزيز القيمة الاقتصادية المحلية، حيث تهدف إلى إعادة توجيه 30 في المئة من الإنفاق الرأسمالي إلى الاقتصاد الوطني. يشمل ذلك توريد 40 في المئة من المواد المستخدمة محلياً، واستقطاب مستثمرين لإنشاء مصانع متخصصة في إنتاج وحدات الإنارة وأنظمة التكييف، مع وجود خطط طموحة للتوسع مستقبلاً في قطاعات حيوية أخرى. تسهم هذه المبادرات في دعم التنوع الاقتصادي، وخلق فرص نوعية، وتعزيز سلاسل الإمداد المحلية بما يرسخ مكانة أبوظبي كمركز إقليمي للابتكار الصناعي والبنية التحتية المستدامة.
تشكل الاستدامة محوراً أساسياً في خطة مركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية، حيث سيتم إلزام جميع المشاريع الرأسمالية الحكومية بالامتثال الكامل لسياسة الحياد المناخي 2050، وذلك قبل نهاية العام الجاري. تماشياً مع هذا التوجه، سيتم اعتماد نظام البناء المعياري في تنفيذ 50 في المئة من المشاريع الإسكانية والاجتماعية الجديدة، بهدف تعزيز كفاءة استخدام الموارد، والحد من الهدر، ودعم الاستدامة في مختلف مراحل التطوير.
منصات رقمية تفاعلية بحلول 2026
يُعد إشراك المجتمع أحد المبادئ الجوهرية التي تقوم عليها الخطة الاستراتيجية، حيث يحرص المركز على تضمين آراء السكان ضمن مراحل التخطيط لـ90 في المئة من المشاريع المعنية بتحسين جودة الحياة. يتم ذلك عبر تنظيم جلسات تشاورية ومجموعات تركيز لضمان توافق المشاريع مع تطلعات واحتياجات المستفيدين. ولتعزيز هذا التوجه، يعتزم المركز إطلاق منصات رقمية تفاعلية بحلول عام 2026 تتيح شفافية أكبر، وتسهم في تعزيز المشاركة العامة، وتسهّل قنوات التواصل مع مختلف أصحاب المصلحة.
تولي خارطة الطريق أهمية خاصة لتسريع التحول الرقمي، من خلال تطوير منصة مركزية مخصصة للجهات الحكومية، من المقرر إطلاقها في عام 2026، لرفع الكفاءة التشغيلية وتعزيز مستويات التكامل بين مختلف الجهات المعنية بتنفيذ المشاريع.
وبالتوازي مع تنفيذ الخطة الخمسية، يستثمر المركز في بناء قدرات وكفاءات بشرية وطنية قادرة على مواكبة متطلبات المستقبل، عبر برامج تدريب داخلي، ومنهج تعليمي متخصص في إدارة المشاريع الرأسمالية، بالإضافة إلى تأسيس مركز للبحث والتطوير يُعنى بتحفيز الابتكار في مجالات البنية التحتية والإنشاءات الذكية.
من خلال تفعيل هذه الخارطة الطموحة، يرسّخ مركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية دعائم مستقبل أكثر كفاءة واستدامة لإمارة أبوظبي، ويعزز مكانتها التنافسية على الصعيد العالمي. تعكس هذه المبادرات التزام الإمارة برؤية تنموية شاملة تستند إلى تمكين القطاع الخاص، وتحقيق أعلى معايير جودة الحياة، وتقديم نموذج رائد للتخطيط الحضري المتكامل والمستدام.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار اللوجستية.