شهدت القمة العالمية للحكومات 2022، أمس انطلاق “منتدى الطاقة العالمي” الذي تم تنظيمه بالشراكة مع المجلس الأطلسي بهدف تسليط الضوء على جهود حكومات العالم في تطوير الخطط والاستراتيجيات المستقبلية لتسريع التحول العالمي من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وزيادة التركيز على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.
وقد تحدث في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وأدارها الرئيس والرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي فريدريك كيمب.
الجابر: ضرورة تبنّي سياسات قادرة على تلبية احتياجات العالم الفعلية من الطاقة
وأكد الجابر خلال حديثه أن القمة العالمية للحكومات 2022 توفر منصة مثالية وشاملة لمناقشة أهم المواضيع الرئيسية التي تلعب دوراً مؤثراً في تشكّيل المشهد العام لمختلف القطاعات الحيوية والرئيسية.
وأشار إلى أهمية تطوير رؤى وأفكار وحلول مبتكرة لمواجهة التحديات المناخية تكون قابلة للتطبيق وتلبي التحولات العالمية في قطاع الطاقة الذي يشهد تقلبات كبيرة، خاصة مع تراجع الاستثمارات طويلة الأمد في النفط والغاز ما جعل الأسواق أكثر عرضةً للعديد من المخاطر. ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، فإنّ الاستثمارات السنوية في النفط والغاز هي أقل بمقدار 200 مليار دولار من المستوى المطلوب لضمان مواكبة الطلب العالمي على الطاقة خلال الفترة الممتدة حتى العام 2030.
وقال: “يجب أن ندرك ضرورة تبنّي سياسات قادرة على تلبية احتياجات العالم الفعلية من الطاقة، وأن تتبع هذه السياسات القاعدة الأساسية لتحقيق التقدم، والتي تقول إن من يفشل في التخطيط، يكون قد خطط للفشل. فاتباع نهجٍ غير واقعي يتجاهل المبادئ الاقتصادية الأساسية، سيؤدي إلى تراجع العرض مقابل الطلب، خاصةً في الأسواق الأكثر عُرضة للصدمات الجيوسياسية”.
وأكد أن تراجع الاستثمار في مصادر الطاقة التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي، سيؤدي إلى حدوث أزمة في جانب العرض تؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي، “إذ لا يمكننا أن نتخلى ببساطة عن منظومة الطاقة الحالية قبل إنشاء منظومة جديدة”.
ولفت الجابر إلى أن دولة الإمارات تتبنى نهجاً استباقياً ومتوازناً لمواكبة التحول في قطاع الطاقة، يركز على دعم تحقيق النمو والاستدامة والازدهار، ويراعي الحد من تداعيات تغير المناخ.. و”من هذا المنطلق نعمل في دولة الإمارات على زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات والخالية من الكربون انطلاقاً من إيماننا بأنّ التحوّل المدروس في قطاع الطاقة يرسم مساراً مرناً لتطوير صناعات جديدة، وتوفير المزيد من فرص العمل، وتحقق النمو الاقتصادي المستدام على المدى الطويل.”
المزروعي
من جهته، استعرض وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي أبرز العوامل المؤثرة في مستقبل الطاقة بما في ذلك تأمين سلاسل التوريد، ودراسة التكلفة، والاستدامة، ما يحتم على حكومات العالم ضمان تحقيقها بشكل متوازن لتحقيق أمن الطاقة والإجابة على أسئلة تحول الطاقة التي تواجه بعض الدول في تحديد استراتيجياتها.
و أشار إلى أهمية تعزيز التنويع والاستثمار لتلبية الحاجة المتزايدة من الطاقة والاستعداد المسبق لها، حيث أن بعض الدول تخسر 10-15 في المئة من قدرات الإنتاج بسبب عدم الاستثمار في تحديث منشآتها وتطوير استراتيجياتها، لافتاً إلى أن دولة الإمارات من الدول القليلة التي لديها خارطة طريق للاستفادة من طاقة الهيدروجين، حيث سيتم الاعتماد بداية على الهيدروجين الأزرق نظرا لتوفره وجدواه الاقتصادية.
الكعبي
وفي جلسة بعنوان “الاستثمار في الحياد الكربوني-المنظور الإماراتي”، كشف الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار في شركة “مبادلة للاستثمار” مصبح الكعبي أن الإمارات هي أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، مع التركيز على خلق فرص اقتصادية جديدة تسهم في زيادة التنافسية الصناعية وتعزيز مكانة الإمارات مركزاً اقتصادياً عالمياً جاذباً للاستثمارات.
وقال “نحن في منطقة شديدة الأهمية على الصعيد العالمي، من حيث إمدادات الطاقة، ومن المؤكد أنها ستحافظ على أهميتها، حيث تلعب دوراً حيوياً في هذا القطاع، ولدينا هنا نموذج دولة الإمارات الذي يركز على أنماط جديدة من الطاقة من أجل الاستثمار فيها”.
وقد شهد المنتدى الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة “بناة المستقبل الأخضر”، التي تهدف إلى تكريم الأساليب المبتكرة والتقنيات الرائدة التي تساهم بفاعلية في تحقيق الأهداف المناخية وتقليل الانبعاثات الكربونية والوصول بها إلى الصفر في مختلف أنحاء العالم.
وضمت قائمة الفائزين بجائزة “بناة المستقبل الأخضر ” التي تنظم بالشراكة مع وزارة التجارة الدولية في المملكة المتحدة، نخبة من أصحاب الشركات الناشئة والمبتكرة ضمت كلاً من جو باركر مؤسسة شركة “سوليفز”، وإي مكنزي مدير شركة “تروجان إنرجي”، وجولي شين مؤسسة مشارك في شركة “تشيكي باندا”، وإيرنست فان المدير التنفيذي لشركة “روسلين تكنولوجيز”، وبين تيرنر المدير التنفيذي لشركة “أوريغن”.