أيام قليلة وتنطلق بطولة كأس العالم التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وتستضيفها قطر على مدى 29 يوماً، وذلك في العشرين من الشهر الجاري.
انعكاسات اقتصادية كثيرة يتوقع أن تجنيها قطر والخليج جراء هذا الحدث العالمي الذي قد تكون له أعلى إيرادات في تاريخ بطولات كأس العالم.
فما هي هذه الفوائد؟
وكالة “فيتش سولييوشن” اعتبرت في تقرير لها أن المونديال سوف يكون له انعكاس فوري ايجابي على اقتصاد قطر.
إذ يُتوقع أن تساهم التحضيرات لانعقاد هذا الحدث – والمونديال في حد ذاته – في رفع النمو الاقتصادي الحقيقي في قطر الى 5.2 في المئة في 2022 من 1.5 في المئة في 2021.
بناء على ذلك، ستسجل قطر النمو السنوي الأسرع منذ العام 2014.
وتتوقع الوكالة أن تستقبل قطر 2.2 مليوني زائر في 2022، أعلى من مستويات العام 2019، منهم حوالي 1.2 مليون في فترة المونديال.
وبحسب توقعاتها، قد يعادل الزوار الاجانب حوالي 40 في المئة من الشعب القطري، مقابل 2.5 في المئة و0.7 في المئة خلال جولات المونديال السابقة التي جرت في روسيا والبرازيل على التوالي.
ومن شأن المونديال أن يعزز الإنفاق إن من قبل الزوار أو من المقيمين، وهو ما سيفيد قطاعات الضيافة والسكن والمأكل والتجزئة.
كما سوف تعزز السلطات إنفاقها على خدمات الصحة والامن خلال فترة الحدث.
إقرأ المزيد: يمكن أن يكون كأس العالم حدث مربح جدّا لقطاع الضيافة، ولكن كيف؟
ولا تقتصر الافادة على قطر فقط، إذ أن انعكاسات الحدث سيطال الدول المجاورة لها، كون قطر لا تستطيع لوحدها استيعاب كل الزوار المرتبطين بالمونديال.
وهذا ما دفع “قطر للطيران” الى التوصل الى اتفاقات مع الدول المجاورة لمنح المشجعين الخيار بالبقاء هناك والسفر الى الدوحة خلال يوم المباراة.
الضغوط التضخمية ستتفاقم
لكن في المقابل، فإن عوامل الطلب ستفاقم الضغوط التضخمية الموجودة، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم الى 4.4 في المئة على أساس سنوي في الربع الرابع من العام الحالي.
“إن الضغوط التضخمية المتأتية من المونديال ستضع التضخم القطري على مسار أكثر ارتفاعاً. لذا، فاننا نتوقع أنه بعد متوسط 4.7 في المئة، سيظل التضخم أعلى من الاتجاه في عام 2023، بمتوسط 2.5 في المئة”، بحسب “فيتش سولييوشن”.
كما تتوقع “فيتش” انخفاضاً على أساس ربعي في نمو تصدير الغاز خلال فترة الألعاب نتيجة تنامي الاستهلاك المحلي للطاقة.
وسوف يتسبب الحدث العالمي في زيادات ربعية قوية في النشاط غير النفطي في الربع الرابع من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من السنوات السابقة.
“ستاندرد آند بورز”
من جهتها، وكالة “ستاندرد آند بورز غلوبال” للتصنيفات الائتمانية، رأت أن بطولة كأس العالم، ستعطي دفعة إضافية لاقتصادات الخليج على المدى القريب.
واعتبرت أن الاقتصادات الخليجية التي تحقق إيرادات عالية نتيجةً لارتفاع أسعار النفط، تستعد لتحقيق المزيد من المكاسب من بطولة كأس العالم لكرة القدم هذا الشهر.
أعلى إيرادات في تاريخ بطولات كأس العالم
هذا ويتوقع ان يحقق المونديال هذا العام أعلى أيرادات في تاريخ بطولات كاس العالم.
فبحسب مصدر مطلع لـ”بلومبرغ”، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) باع مسبقاً حقوق البث ونحو 240 ألف باقة ضيافة إلى جانب 3 ملايين تذكرة لمباريات البطولة.
وأوضح المصدر أن مبيعات التسويق في الفترة من 2019 إلى 2022 ستتجاوز الرقم المدرج في الميزانية بنحو 1.8 مليار دولار.
وأشار المصدر ذاته إلى أن إيرادات البطولة ستتجاوز 6.4 مليارات دولار، وهو الرقم الذي يستهدفه “الفيفا” خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث ستستخدم تلك الإيرادات في أنشطة تطوير الرياضة في أنحاء العالم.
وتوقع التقرير أيضاً أن تضيف قطر ما يقرب من 17 مليار دولار إلى اقتصادها، وذلك خلال وجود المشجعين على مدار أيام البطولة.