عندما ترتفع الحرارة في الخارج بشكل جنونيّ، يصبح التسوّق داخل المجمع التجاري في ظل حرارة معتدلة الى باردة نسبيًا ليس فقط خيارًا إنما يتعداه ليصبح ضرورة.
وبما أن لائحة الخيارات أمام مواطني السعودية والامارات ضيَقة في هذا المجال، عمل المسؤولون في قطاع التجزئة خصوصًا في المجمعات التجارية على تطوير القطاع، وإضافة عناصر جذب خصوصًا في الصيف.
عناصر الجذب التي نتحدث عنها ليست فقط مهرجانات التسوق وما يرافقها من حسومات جنونية وما الى هنالك، إنما نشاطات ترفيهية وتثقيفية تخاطب جميع العائلات من الاهل حتى أصغر طفل في العائلة.
النشاطات الترفيهية، تتضمن أيضًا ألعاب مائية ومدن ملاهٍ لجميع الاعمار، حتى التزلج في عز الصيف ممكن في المجمعات التجارية الخليجية، خصوصًا الاماراتية والسعودية.
فمثلًا تعود “مفاجآت صيف دبي” وهي إحدى الفعاليات الرئيسية ضمن تقويم دبي السنوي لقطاع التجزئة، في دورتها الخامسة والعشرين ابتداءً من 1 يوليو/ تموز وحتى 4 سبتمبر/ أيلول 2022.
سوف تقدم دورة هذا العام برنامجاً حافلاً ومميزاً من الفعاليات الترفيهية العائلية في مراكز التسوق الكبرى.
إلى جانب العديد من تجارب المأكولات المخصصة، إضافة إلى مجموعة من العروض والتخفيضات الكبرى.
أما في السعودية، فـ “موسم جدة 2022” هو الابرز هذا الصيف، مع نشاطاته وبرامجه الترفيهية والتثقيفية العديدة والمتنوعة التي تتوجه لجميع أفراد الاسرة.
التجارة الالكترونية
في حين، بات يفضل البعض الآخر تسوّق حاجياته الكترونيًا، خصوصًا بعد ما فرضته كورونا من نظام عيش مختلف على مدى سنتين.
وفي هذا السياق، من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق تجزئة التجارة الإلكترونية في الإمارات 8 مليارات دولار بحلول عام 2025، مسجلةً معدل نمو سنوي مركب يبلغ 15.4 في المئة خلال الفترة 2020-2025.
وتشمل أهم محفزات نمو القطاع: الرواتب المرتفعة، ونسبة الوصول العالية للإنترنت (99 في المئة)، وشبكة النقل اللوجيستي المتطورة، ونظم الدفع الرقمية الحديثة، والنسبة العالية من السكان الشباب المتعلقين بالتكنولوجيا، بالإضافة إلى الدعم الحكومي القوي.
أما في السعودية، فتحتل المرتبة 25 من حيث أكبر أسواق التجارة الإلكترونية بحسب البنك الدولي، ومن المتوقع ان يصل عدد المستخدمين إلى 34.5 مليون بحلول عام 2025، بحسب موقع الاحصاءات ستاتيستا.
حيث ينفق المستخدم العادي 248 دولارًا أمريكيًا على الإنترنت، والتي ستصل إلى 252 دولارًا أمريكيًا بحلول عام 2025، في حين من المتوقع أن تصل عائدات التجارة الرقمية في السعودية عبر جميع فئات المنتجات إلى 8.6 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.
أما أكبر فئة عمرية لمستخدمي التجارة الإلكترونية هي الفئة التي تتراوح أعمارهم بين 45 و 54 عامًا تمثل 31 في المئة، تليها الفئة العمرية التي تتراوح من 35 إلى 44 عامًا بنسبة 28 في المئة.
ويمثل قطاع الموضة حصة سوقية تبلغ 2.28 مليار دولار أمريكي، في يحين تعد الإلكترونيات والوسائط ثاني أكبر فئة من المنتجات، حيث تدر 2.24 مليار دولار أمريكي.
أما وبحلول عام 2025، ستكون الإلكترونيات والإعلام فئة المنتجات الرائدة بقيمة 2.8 مليار دولار أمريكي، وستكون الموضة ثاني فئة المنتجات الرائدة ويجب أن تصل إلى 2.7 مليار دولار أمريكي.
العالم الموازي
ولكن مهلًا رغم كل ذلك، هذا العام تحديدًا سيكون مختلفًا في قطاع الترفيه والتجزئة في المراكز التجارية.
نقصد هنا العالم الموازي “الميتافيرس” الذي اخترقته المراكز التجارية مؤخرًا في سياق تطور دورها مع تطور احتياجات المستهلكين وتوقعاتهم ومرافقتهم في مكان تواجدهم.
“أراك في الميتافيرس” عبارة أصبحت مألوفة مؤخرًا، حيث من المتوقع أن نقضي ساعة يوميًا في العالم الافتراضي بحلول عام 2026.
لكن ماذا سنفعل هناك؟ من بين الاحتمالات الأكثر توقعًا هي التسوق أو الموضة الرقمية، بعدما باتت معظم العلامات التجارية بما في ذلك “أديداس” و “غوتشي” و “فانز” حاضرة في هذا العالم.
هذا التحول إلى الاستهلاك الرقمي سرّعته الجائحة، مما غيّر مزاج العملاء وتوقعاتهم. وفي الوقت نفسه، عززت الحاجة إلى التفاعل البشري والشعور بالانتماء للمجتمع.
لذلك بات يمكن قضاء الوقت باللعب بدلًا من ممارسة هذا النشاط في المجمع التجاري، فأيضًا باتت هناك مساحات للترفيه في الميتافيرس.
أما “مول الامارات” فدخل هذا القطاع، فسوف تستفيد متاجر المستقبل الموجودة من التكنولوجيا والبيانات لتوفير رؤى حول سلوك المستهلك.
إذ يمكن تتبع وتحليل أعداد الزائرين، والتركيبة السكانية، وخرائط الحرارة المتدفقة، وأوقات السكون، وتحليل المشاعر، لتطوير عروض المنتجات وتخصيصها، وتحسين تجربة العميل.
وسيزور هذه المراكز التجارية أشخاص من خارج الإمارات وسيختبرون الأجواء والخدمات الفريدة.