أعلنت وزارة الخزانة الأميركية ان الولايات المتحدة حظرت اليوم الإثنين، بمفعول فوري، أي تعامل مع المصرف المركزي الروسي، في عقوبات غير مسبوقة بشدتها بالتنسيق مع عدد من حلفاء واشنطن، وذلك رداً على الغزو الروسي لاوكرانيا.
وقالت وزارة الخزانة في بيان إن هذا “القرار له تأثير بشل حركة كل الأصول التي يملكها المصرف المركزي الروسي في الولايات المتحدة”، ما سيحد بقوة من قدرة موسكو على الدفاع عن عملتها ودعم اقتصادها.
وأوضحت الوزارة أن العقوبات تستهدف أيضا صندوق الثروة الوطني ووزارة المالية في روسيا.
اليابان
وانضمت اليابان إلى الغرب في السعي لفرض قيود على قدرة المصرف المركزي الروسي على استخدام 640 مليار دولار من احتياطيات العملات الأجنبية والذهب وعزل المصارف الروسية الكبرى عن شبكة “سويفت” المالية، مما يجعل من الصعب على المصارف والشركات دفع أو تقديم أموال.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا اليوم إن بلاده ستحد التعاملات مع المصرف المركزي الروسي بعد أن أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقوف اليابان بجانب كييف.
وأوضح أيضا أن اليابان ستفرض عقوبات على منظمات وأفراد من روسيا البيضاء، منهم الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، وقيوداً على صادراتها نظرا لـ”تورط (هذا البلد) الواضح في غزو” أوكرانيا.
النروج
وفي السياق نفسه، بدأت النروج عملية لحذف الأصول الروسية من صندوق ثروتها السيادي التي تبلغ قيمته 1.3 تريليون دولار، في خطوة نادرة من توجيه السياسة لاستثمارات مدخرات البلاد.
ووفقا لوكالة “بلومبرغ” للأنباء، قال رئيس الوزراء النروجي جوناس جار ستور للصحافيين في أوسلو إن الحكومة قررت تجميد الحيازات الروسية في الصندوق ردا على غزو روسيا لأوكرانيا، وتخطط لاستبعادها في الوقت المناسب.
وقال وزير المالية تريغف سلاغسفولد فيدوم، إن إدارة الاستثمار في المصرف المركزي النروجي كانت تمتلك نحو 25 مليار كرونه (2.8 ملياري دولار) في نهاية العام الماضي.
ويعتبر الصندوق الذي يتخذ من أوسلو مقرا له أكبر مالك في العالم للشركات المتداولة بشكل عام، بمحفظة تضم نحو 9 آلاف سهم.
شركات الطاقة العالمية
وفي هذا الوقت، كشفت “وول ستريت جورنال” أن الولايات المتحدة والدول الرئيسية الأخرى المستهلكة للنفط تبحثان في تحرير 70 مليون برميل من النفط من مخزونها في حالات الطوارئ مع ارتفاع الأسعار الخام.
وتسير كبرى شركات الطاقة العالمية، وفي مقدمتها “بريتيش بتروليوم” و” إيكوينور” النروجية، على خطى الدول الغربية، إذ أعلنتا سحب استثماراتهما من مشاريعها المشتركة في روسيا. وهي الخطوة الأكثر عدوانية حتى الآن من قبل شركة رداً على غزو موسكو لأوكرانيا.
وقالت “بريتيش بتروليوم”، وهي أكبر مستثمر أجنبي في روسيا، إنها تتخلى عن حصتها في شركة الطاقة “روسنفت”، التي تسيطر عليها الدولة ما قد يكلفها 25 مليار دولار، ويقلل من احتياطيات النفط والغاز للشركة البريطانية إلى النصف، وفقاً لما ذكرته “رويترز”.
من جانبها، قالت شركة “إيكوينور” المملوكة للدولة النروجية، إنها ستبدأ في سحب استثماراتها في مشاريعها المشتركة في روسيا.
المصرف المركزي الروسي
وفي رد مباشر على احتمال سحب روسيا من نظام “سويفت” للتعاملات المالية في العالم، أعلن المصرف المركزي الروسي أن روسيا لديها نظام يمكن أن يحل محل هذا النظام داخلياً، مشددا على الحاجة إلى دعم عملاء المصارف. وأكد أن جميع المصارف في روسيا ستفي بالتزاماتها وسيتم تأمين جميع الأموال في حساباتها.