سياسة التنويع الاقتصادي لم تعد موارِبة في دول الخليج قاطبة. فكل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي اعتمدت استراتيجية واضحة لتنويع اقتصاداتها في زمن الوفورات المالية المتأتية من ارتفاعات أسعار النفط، إدراكاً منها بأن النفط سينضب يوماً ما، وأنه لا بد من بديل يكون قاطرة لأي نمو اقتصادي مستدام.
إحدى قاطرات النمو هو قطاع السياحة والضيافة الذي تهيئه الحكومات ليصبح أحد المصادر الرئيسية لاقتصادها المتنوع ومساهماً في خلق فرص العمل، وتعبّد الطريق أمامه لأن يكون مساهماً مهماً في ناتجها المحلي.
وبحسب جو شدياق، الرئيس التنفيذي لمجموعة “جي سي ميديا جروب”، فإن ذلك يتم “عبر اعتماد إجراءات وتشريعات تسهل عمله وتساهم في جذب الاستثمارات الضخمة، وهو ما من شأنه أن يرسخ مكانة دول الخليج على خريطة السياحة العالمية”.
ويبدو أن السير بأهداف تعزيز القطاع السياحي يظهر نتائجه. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة مثلاً، ارتفعت مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 11.9 في المئة في 2022، في حين استقبلت إمارة دبي العام الماضي 14.3 مليون زائر أي بنسبة ارتفاع 97 في المئة عن العام 2021. كما بلغت نسبة مساهمة القطاع السياحي في المملكة العربية السعودية 4 في المئة بنهاية العام 2022 مقارنة بنحو 3 في المئة في 2019. علماً أن المملكة تستهدف رفع نسبة مشاركة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10 في المئة بحلول العام 2030.
إقرأ أيضاً: إنفستوبيا توقع مذكرة تفاهم مع جي سي ميديا جروب
جميل أن نرى مشاريع هنا وهناك في المنطقة تروج للسياحة التراثية غير المستغلة سابقاً كهدف من أهداف تعزيز النمو. هو حال السعودية اليوم مثلاً التي تروج لآثاها الرائعة؛ أو الإمارات مالكة العديد من المتاحف التي تبرز تاريخها ومقتنياتها الأثرية.
السعودية والإمارات مثالان لما تنجزه دول الخليج الأخرى على طريق التنويع الاقتصادي. فبالمثل، استقطبت قطر الاهتمام العالمي باستضافتها ألعاب “الفيفا” وتهيأت بشكل جيد لاستقبال الزوار من جميع أنحاء المعمورة. أما البحرين، فتعمل على الوصول إلى 14.1 مليون سائح بحلول عام 2026. كما شرعت عُمان والكويت في خطط إعادة تطوير واسعة النطاق في هذا المجال.
ثمة العديد من السياسات التي باتت حكومات المنطقة تعتمدها لتنمية قطاعها السياحي، منها على سبيل المثال لا الحصر اقتناص الأحداث العالمية الكبرى. لقد باتت هذه الدول على أهبة الترحيب بزوارها بحرارة، بعد توسيع بنيتها السياحية من فنادق فخمة، ومناطق عطلات جبلية ومناظر طبيعية صحراوية، وحدائق ترفيهية، وشواطئ مريحة، و…، ما يساعدها على أن تصبح وجهة رئيسية للمسافرين.
ويؤكد جو شدياق: “بفضل كرم الضيافة والخدمات الاستثنائية، تستعد المنطقة لتصبح وجهة سياحية رائدة”.
“ولن يكون مستغرباً أبداً أنه، بالإضافة إلى دبي، يتم تصنيف العديد من مدن دول مجلس التعاون الخليجي في التصنيف العالمي لبعض أفضل الوجهات للمسافر العالمي.”
أنقر هنا للمزيد من الأخبار الاقتصادية.