أثنت صفاء الكوقلي، المديرة الإقليمية لـ”البنك الدولي” لدول مجلس التعاون الخليجي، على جهود دولة الإمارات في مواجهة التحديات المناخية من خلال تعزيز التمويل المستدام. وفي كلمتها التي ألقتها خلال مشاركتها في النسخة السابعة من منتدى أبوظبي للتمويل المستدام ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي المالي، أكدت الكوقلي: “نفخر بشراكتنا مع الإمارات، خاصة في تأسيس مركز التمويل المناخي العالمي خلال مؤتمر COP28”، مشيرة في هذا السياق إلى اتفاقية سيتم توقيعها مع المركز لتعزيز جهود تمويل المناخ.
دعم أجندة التنمية المستدامة
كما أبرزت الكوقلي دور البنك الدولي في دعم أجندة التنمية المستدامة للعام 2030، موضحة أن أهداف التنمية المستدامة العالمية السبعة عشر تركز على الإنسان والبيئة والازدهار كجزء من الجهود الجماعية لبناء عالم أكثر استدامة.
الالتزام بالعمل المناخي
ولفتت الانتباه إلى التزام البنك الدولي بمواجهة التغير المناخي، حيث يخصص 45 في المئة من تمويله السنوي للعمل المناخي بحلول العام 2025. وتحدثت عن جهود البنك في دعم الدول الأعضاء، والبالغ عددها 189، لتحقيق أهداف القضاء على الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك.
تخصيص التمويل لتحقيق الأهداف
وأضافت أن البنك الدولي قد التزم العام الماضي بتخصيص 72.8 مليار دولار لدعم الدول الأعضاء في تحقيق هذه الأهداف، مع التركيز على مجالات رئيسية تشمل القضاء على الفقر، وتعزيز الصحة والتعليم، وتوفير الطاقة النظيفة، وتحقيق النمو الاقتصادي، والتصدي للتغير المناخي.
مكافحة الفقر المدقع
وبحسب “وام”، أوضحت الكوقلي أن البنك يعمل بجد للقضاء على الفقر المدقع، الذي يُعرف بأنه العيش بأقل من 2.15 دولار يوميًا. وأشارت إلى أن العالم حقق تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال بين العامين 1990 و2019، حيث انخفضت نسبة الفقر المدقع من 38 في المئة إلى 8.5 في المئة. لكنها حذرت من أن الأزمات الأخيرة، مثل جائحة كورونا والنزاعات الجيوسياسية، قد تسببت في تراجع بعض المكاسب، مما دفع 70 مليون شخص إضافي إلى دائرة الفقر المدقع في العام 2020، ليصل العدد الإجمالي إلى نحو 719 مليون شخص.
أهمية التعليم لدفع التنمية المستدامة
وأكدت الكوقلي أن البنك الدولي يواصل جهوده في دعم التعليم كركيزة أساسية للتنمية المستدامة. وأشادت بالاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها الإمارات في هذا القطاع، مشيرة إلى أن البنك هو أكبر ممول للتعليم في الدول النامية، حيث يوفر 26 مليار دولار لدعم 94 دولة لتحقيق التعليم الشامل للجميع بحلول العام 2030.
توفير خدمات صحية شاملة
كما ذكرت التزام البنك بتوفير خدمات صحية شاملة وبأسعار معقولة لـ1.5 مليار شخص بحلول العام 2030، مع تعزيز برامج الحماية الاجتماعية لمساعدة نصف مليار شخص في مواجهة الأزمات، نصفهم من النساء.
دعم مشاريع الطاقة النظيفة
وأوضحت الكوقلي أن البنك الدولي يواصل دعم مشروعات الطاقة النظيفة، حيث قدم 42.6 مليار دولار كتمويل مناخي في العام 2023. وشمل هذا التمويل مشروعات مثل أنظمة النقل الكهربائي في مصر والسنغال، وبرامج الطاقة الشمسية في بنغلاديش التي وفرت الكهرباء لـ18 مليون شخص.
التركيز على فرص العمل للشباب
وأشارت الكوقلي إلى أن البنك الدولي يركز بشكل خاص على توفير فرص العمل للشباب، في ظل التحديات الناتجة عن دخول 1.2 مليار شاب إلى سوق العمل خلال العقد المقبل، بينما يتوفر 420 مليون وظيفة فقط.
مبادرة Mission 300
وتناولت أيضًا مبادرة Mission 300 التي أطلقها البنك الدولي بهدف توفير الكهرباء لـ300 مليون شخص في أفريقيا بحلول العام 2030، بالتعاون مع البنك الأفريقي للتنمية. وأشارت إلى أن نصف سكان أفريقيا، أي حوالي 600 مليون شخص، يفتقرون حاليًا إلى الكهرباء، مما يجعل هذه المبادرة ذات أهمية كبيرة.
كما تحدثت عن دور المؤسسة الدولية للتنمية (IDA) التابعة لمجموعة البنك الدولي، حيث تعتبر أكبر مزود للتمويل في أفريقيا، وقد خصصت في العام 2023 أكثر من 26 مليار دولار للقارة.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الاستدامة.