ظلّت أسعار النفط مستقرة نسبيًا اليوم الثلاثاء، بعد تراجعها في الجلسة السابقة، مدعومة جزئيًا بمبادرة أميركية لشراء النفط للاحتياطي البترولي الاستراتيجي. ومع ذلك، استمرت المخاوف الأوسع بشأن تراجع نمو الطلب المستقبلي في التأثير على السوق.
ارتفعت عقود خام برنت بمقدار 3 سنتات لتصل إلى 71.45 دولارًا للبرميل، بينما شهد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي زيادة قدرها 7 سنتات، ليصل إلى 67.45 دولارًا للبرميل. وكانت كلا المؤشرين قد انخفضت بنسبة 6 في المئة يوم الاثنين، مسجلة أدنى مستوياتها منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول. تأثرت معنويات المستثمرين بوجود مؤشرات على أن النزاع في الشرق الأوسط من غير المرجح أن يتصاعد، لكن المخاوف بشأن تراجع الطلب العالمي على النفط هذا العام والعام المقبل أصبحت في المقدمة.
الاضطرابات في الإمدادات وخطط الشراء الأميركية
لقد أثرت مخاوف اضطرابات الإمدادات في الشرق الأوسط، الناتجة عن تصاعد التوترات، بشكل كبير على أسعار النفط خلال الشهر الماضي. أمس الاثنين، أعلنت الولايات المتحدة عن خطط لشراء ما يصل إلى 3 ملايين برميل من النفط للاحتياطي البترولي الاستراتيجي، مع تحديد مواعيد التسليم حتى مايو/أيار من العام المقبل. ومع ذلك، فإن هذا الشراء سيقيد قدرة الحكومة على الاستثمار في مزيد من عمليات الشراء حتى يتم الموافقة على تمويل إضافي من قبل المشرعين.
تقارير المخزونات ومعنويات السوق
أشار استطلاع أولي من رويترز إلى أن مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة من المرجح أن تزيد الأسبوع الماضي، في حين من المتوقع أن تنخفض مخزونات المقطرات. ومن المقرر أن يصدر معهد البترول الأميركي تقريرًا أسبوعيًا يوم الثلاثاء، تتبعه إدارة معلومات الطاقة بتقريرها الخاص يوم الأربعاء.
الانتخابات الأميركية وضغوط على سوق النفط
كانت معنويات السوق تجاه النفط متوترة أيضًا قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، التي تبعد أقل من أسبوع. وقد قويت قيمة الدولار في ظل توقعات الانتخابات، مما وضع ضغوطًا على أسواق النفط بينما كان المتداولون يستعدون لمنافسة محتدمة بين دونالد ترامب وكامالا هاريس. وأشارت استطلاعات الرأي والأسواق التنبؤية مؤخرًا إلى أن ترامب يكتسب زخمًا، مما قد يؤدي إلى سياسات تضخمية في الأشهر المقبلة. ومن المرجح أن تؤدي أي تغييرات في الإدارة إلى تغيير السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
مؤشرات اقتصادية رئيسية في الأفق
قبل الانتخابات، تتركز الأنظار على مجموعة من المؤشرات الاقتصادية الرئيسية من الاقتصادات الكبرى هذا الأسبوع، والتي من المتوقع أن تقدم مزيدًا من الرؤى حول الطلب. من المقرر صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات من الصين، أكبر مستورد للنفط، يوم الخميس، تليها بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث. كما سيصدر مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي -وهو مقياس التضخم المفضل للاحتياطي الفيدرالي- يوم الجمعة، مع بيانات الرواتب غير الزراعية لشهر أكتوبر/تشرين الأول.
تراجع الأسعار يوم الاثنين وردود فعل السوق
انخفضت أسعار النفط بشكل كبير يوم الاثنين، نتيجة لتقليل المخاوف من حرب محتملة في الشرق الأوسط. قام المتداولون بتعديل أسعار النفط الخام من خلال إزالة علاوات المخاطر وإعادة التركيز على الطلب، الذي من المتوقع أن يتراجع في الأشهر المقبلة. انخفضت عقود برنت تسليم ديسمبر/كانون الأول بنسبة 4.1 في المئة لتغلق عند 72.97 دولارًا للبرميل، بينما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4.2 في المئة إلى 68.76 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 19:57 بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
بيانات اقتصادية قادمة وآفاق السوق
بالإضافة إلى الوضع في الشرق الأوسط، ستتضمن هذا الأسبوع عدة مؤشرات اقتصادية حاسمة قد تسلط الضوء على الطلب العالمي على النفط. ومن المتوقع صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي من كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو قريبًا، بالإضافة إلى مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي. كذلك، سيتم الإعلان عن بيانات مؤشر مديري المشتريات في الصين في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بعد إعلانات تحفيزية كبيرة من البلاد خلال الشهر الماضي.
اقرأ أيضاً: أسعار النفط تنخفض وسط تراجع معنويات الأسواق بسبب انكماش النشاط الاقتصادي في الصين
حركة الأسعار يوم الجمعة وعلاوة المخاطر
شهدت أسعار النفط يوم الجمعة الماضي زيادة طفيفة، مستعدة لإغلاق أسبوعي إيجابي وسط مخاوف مستمرة بشأن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، التي حافظت على علاوة المخاطر في السوق. ظل المتداولون حذرين من صراعات محتملة قد تعطل الإمدادات من المنطقة، وقد شهدت الجهود الدبلوماسية الأمريكية لوقف إطلاق النار تقدمًا محدودًا. بحلول الساعة 21:04 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ارتفعت عقود خام برنت تسليم ديسمبر بنسبة 0.4 في المئة إلى 74.70 دولارًا للبرميل، بينما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.5 في المئة إلى 70.55 دولارًا للبرميل.
مكاسب أسبوعية وسط مخاوف المخزونات
سجلت كل من عقود برنت وغرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية تتراوح بين 1 في المئة إلى 2 في المئة، متعافية بعض الشيء من خسائر أوائل أكتوبر/تشرين الأول. ومع ذلك، فإن الانتعاش الأقوى في أسعار النفط الخام تم عرقلته بواسطة بيانات تظهر زيادة أكبر من المتوقع في المخزونات الأميركية، مما يشير إلى تيسير الإمدادات في أكبر دولة مستهلكة للوقود في العالم. علاوة على ذلك، أثرت قوة الدولار على أسعار النفط الخام، حيث أثرت المخاوف المستمرة بشأن وتيرة أبطأ لتخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي على تفضيلات المتداولين للعملة.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.