ورد في التقرير الأسبوعي الصادر عن اتحاد أسواق المال العربية أن عوائد سندات الخزانة الأميركية ارتفعت الجمعة في ضوء تقرير الوظائف القوي في الولايات المتحدة عن شهر يناير/كانون الثاني. فارتفع العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار 9 نقاط أساس إلى 1.92 في المئة، مسجلاً أعلى مستوى له منذ ديسمبر/كانون الأول 2019.
كما انخفض مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، إلى 95.5 بعد انخفاضه لمدة ثلاثة أيام متتالية من حوالي 97.3 الاثنين الماضي، وذلك أن قفز اليورو مقابل الدولار الخميس إلى حدود 1.14 بعد تعليقات رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد بشأن توقعات بتشديد أسرع للسياسة النقدية.
الاقتصاد الأميركي أضاف 476 ألف وظيفة
في الواقع، أشارت وزارة العمل الجمعة أن الاقتصاد الأميركي أضاف 476 ألف وظيفة في يناير/كانون الثاني، بعدما توقع الاقتصاديون الذين شملهم الاستطلاع من قبل داو جونز إضافة 150 ألف وظيفة فقط.
بالإضافة إلى ذلك، جاء التحرك في العوائد بعد أن أظهر مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ISM لشهر يناير/كانون الثاني نمواً طفيفاً الثلاثاء الماضي، مع ارتفاع في مؤشر أسعار ISM بنسبة 7.9 في المئة إلى 76.1 في المئة.
في المقابل، وجد الدولار موطئ قدم في أسواق آسيا الخميس، وأوقف بذلك انخفاضه الأسبوعي حيث أدّى التراجع في أسهم التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي إلى كبح شهية المستثمرين تجاه العملات ذات المخاطر العالية، في وقت كان المتداولون ينتظرون اجتماعات المصرف المركزي في بريطانيا وأوروبا، وفق ما أشار إليه مدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية الدكتور فادي قانصو.
في التفاصيل، قفزت العائدات في أوروبا بعد التحول المتشدد للبنك المركزي الأوروبي، مع ارتفاع العائد على السندات الألمانية القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار 12 نقطة أساس، إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات تقريباً. وارتفعت عوائد السندات لأجل عامين بمقدار 14 نقطة أساس إلى -0.322 في المئة، وهو أعلى بكثير من معدل المصرف المركزي الأوروبي البالغ -0.50 في المئة.
أما في بريطانيا، فقد رفع مصرف إنكلترا أسعار الفائدة إلى 0.5 في المئة ، لترتفع العوائد لأجل عامين بأكثر من 10 نقاط أساس إلى أعلى مستوى لها في 11 عاماً عند 1.169 في المئة.
بالتوازي مع ذلك، شهد مؤشر S&P 500 الخميس أسوأ يوم له منذ حوالي العام. إذ هبطت أسهم ميتا بأكثر من 26 في المئة وخسرت أكثر من 200 مليار دولار من قيمتها السوقية، فيما كان أكبر انخفاض في القيمة السوقية في يوم واحد من قبل شركة أميركية، ما تسبّب في تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 3.7 في المئة، وهو أسوأ يوم له منذ 17 شهراً.
ومع ذلك، أعلنت أمازون عن أرباح أفضل من المتوقع ليقفز السهم بنسبة 17 في المئة، مما أدى إلى ارتفاع العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.7 في المئة وعزّز المعنويات في آسيا.
أسعار النفط
من جهة أخرى، أشار قانصو إلى أن أسعار النفط صعدت الجمعة، لتواصل مكاسبها حيث اجتاح الطقس البارد مساحات شاسعة من الولايات المتحدة، مما يهدد بمزيد من التعطيل لإمدادات النفط.
فارتفع خام برنت إلى 91.5 دولاراً للبرميل بعد ارتفاعه بحوالي 1.2 دولاراً الخميس، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 90.7 دولاراً للبرميل، بعد أن ارتفع بدولارين في اليوم السابق ليستقر فوق 90 دولاراً، وذلك للمرة الأولى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014.
بالتوازي، اتفقت مجموعة “أوبك+ على التمسك بالزيادات الشهرية البالغة 400 ألف برميل يومياً في إنتاج النفط على الرغم من ضغوط كبار المستهلكين لزيادة الإنتاج بسرعة أكبر.
في هذا السياق، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الخام الأميركية تراجعت بمقدار مليون برميل الأسبوع الماضي، بينما انخفضت مخزونات نواتج التقطير وسط طلب قوي على الصعيدين المحلي وأسواق التصدير.
أسعار الأونصة
في المقابل، بقيت أسعار الذهب ثابتة الجمعة، مع تحقيقها مكاسب أسبوعية مع وهن الدولار الأميركي في وقت أدت المخاوف بشأن التضخم والتجاذبات الجيوسياسية المحيطة بأوكرانيا إلى رفع الطلب على السبائك التي تعتبر ملاذًا آمنًا، وفق قانصو.
وبالتالي فقد بلغ سعر الذهب الفوري 1812 دولاراً للأونصة، حيث أن ضعف الدولار وقلة الرغبة في المخاطرة في أسواق الأسهم ساعدا في مواجهة الضغوط الناجمة عن القفزة في عوائد سندات الخزانة الأميركية على أسعار الذهب.
العملات المشفرة
أما على صعيد العملات المشفرة، فقد تمّ تداول سعر البيتكوين فوق 42 دولار بعد أن قفز فوق 40 ألف دولار أمريكي خلال عطلة نهاية الأسبوع، لترتفع بنسبة تزيد عن 1.5 في المئة.