أثبتت الإمارات أنها قوة رائدة في مجال أنظمة النقل المتقدمة. من خلال التركيز القوي على الابتكار، تتبنى الدولة باستمرار أحدث التقنيات كجزء من انتقالها نحو النقل الذكي.
كشف خالد الحقيل، رئيس الاتحاد العالمي للنقل والمواصلات العامة، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد تدفقًا كبيرًا بنحو 100 مليار دولار من الاستثمارات لمشاريع النقل العام، مع احتلال الإمارات مكانة بارزة في طليعة هذا التطور.
تقدم هذه النظرة العامة لمحة عن بعض أنظمة النقل الجديدة التحويلية التي من المقرر أن تحدث ثورة في مشهد النقل في الإمارات.
الاتحاد للقطارات
في قلب أنظمة النقل المستقبلية في الإمارات يكمن مشروع الاتحاد للسكك الحديدية الرائد، وهو شبكة سكك حديدية واسعة النطاق على مستوى البلاد تمتد لأكثر من 1200 كيلومتر. تم تصميم هذا المسعى الطموح بشكل استراتيجي لربط جميع المناطق الصناعية والموانئ الرئيسية، ليكون بمثابة عمود فقري حيوي لنظام النقل في البلاد.
مع التخطيط والتنفيذ الدقيقين، يعزز نظام السكك الحديدية هذا بشكل كبير قدرات النقل واللوجستيات. من خلال ربط الإمارات السبع بسلاسة، فإنه يتيح السفر السريع والفعال بين المدن، مما يعزز الاتصال السلس في جميع أنحاء البلاد.
مزايا مشروع الاتحاد للسكك الحديدية متعددة. بصرف النظر عن تقليل وقت السفر، فإنه يعزز كفاءة النقل ويعزز الاتصال العام، ويقدم فقط لمحة عن الفوائد الهائلة التي يجلبها.
علاوة على ذلك، يتماشى نظام السكك الحديدية أيضًا مع التزام الإمارات بالاستدامة البيئية، حيث يلعب دورًا حيويًا في جهود الدولة للحد من بصمتها الكربونية.
اقرأ أيضاً: الإمارات وعمان تستثمران 3 مليار دولار في شبكة سكك حديدية مشتركة
العبرات الكهربائية
ومن التطورات اللافتة في أنظمة النقل في الإمارات كهربة العبرات التقليدية مؤخرًا. في مايو/أيار 2023، قدمت هيئة الطرق والمواصلات في دبي أول “عبرة كهربائية ذاتية القيادة”. صرح سعادة مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس الإدارة في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، من أن الهدف هو “تحويل 25 في المئة من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول العام 2030”.
تمثل العبرة الكهربائية خطوة كبيرة نحو إنشاء نظام نقل مائي مستدام. ويتم ذلك من خلال استبدال المحركات الصاخبة والملوثة بتكنولوجيا هادئة وخالية من الانبعاثات. كما تقوم قوارب العبرة الكهربائية بإبلاغ مركز التحكم على الفور في حالة حدوث أي انحرافات عن العمليات المخطط لها. مما يضمن كفاءة الرحلات ومراقبتها جيدًا.
نظام Ropeway القادم
من المقرر أن تشرع دبي، التي تتبنى مشروعًا طموحًا آخر، في تطوير نظام Ropeway حديث، يُعرف باسم التلفريك. في العام 2021، أبرمت هيئة الطرق والمواصلات مذكرة تفاهم مع مجموعة Zhong Tang Sky للسكك الحديدية، وهي شركة رائدة في قطاع النقل بالسكك الحديدية. يهدف هذا التعاون الاستراتيجي إلى إنشاء شبكة نقل بالسكك الحديدية مبتكرة داخل المدينة.
يحمل إدخال نظام Ropeway إمكانات هائلة لإحداث ثورة في التنقل والسياحة في دبي، مما يوفر للمقيمين والزوار تجربة نقل استثنائية. وتهدف هيئة الطرق والمواصلات إلى مضاعفة استخدام النقل العام بنسبة 26 في المئة بحلول العام 2030. ويتماشى ذلك مع الخطة المتمثلة في ترسيخ دبي كوجهة عالمية رائدة من حيث قابلية العيش والأنشطة الاقتصادية وجاذبية السياحة.
هايبرلوب
تواصل الإمارات قيادة التطورات الرائدة في أنظمة النقل الخاصة بها، بحيث يأتي نظام الـ Hyperloop في طليعة هذه الابتكارات. توفر هذه الطريقة المبتكرة لنقل الركاب والشحن حل عبور فائق السرعة، مما يحدث ثورة في السفر بين المدن.
في جوهره، يستخدم نظام Hyperloop مركبة تشبه الكبسولة يتم دفعها عبر أنبوب شبه مفرغ. مما يمكنها من تجاوز حدود السرعة التي تفرضها طرق النقل التقليدية. على سبيل المثال، يمكن تقليل الرحلة التي تستغرق عادةً ساعتين عن طريق البر. مثل من دبي إلى أبو ظبي، إلى رحلة مدهشة مدتها 12 دقيقة باستخدام نظام Hyperloop.
السرعات الموعودة لهذه القطارات مذهلة حقًا، حيث تصل إلى 1000 كيلومتر في الساعة. يعدّ ذلك أسرع بمعدل ثلاث مرات من السكك الحديدية عالية السرعة وأسرع بعشر مرات من أنظمة السكك الحديدية التقليدية. يمثل نظام Hyperloop نقلة نوعية في النقل. حيث يوفر كفاءة لا مثيل لها ويغير طريقة تنقل الناس والبضائع بين المدن.
سيارات الأجرة ذاتية القيادة
في العام 2021، أعلن ولي عهد دبي ورئيس المجلس التنفيذي لدبي، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، عن اتفاق واعد. دخلت RTA of Dubai في شراكة مع Cruise التي ستدير سيارات الأجرة ذاتية القيادة وخدمات نقل الركاب في الإمارة. يُشار إلى أن Cruise هي شركة مركبات ذاتية القيادة رائدة مقرها الولايات المتحدة،
توضح هذه الاتفاقية التزام دبي بتحقيق رؤيتها التكنولوجية ذاتية القيادة بحلول عام 2030. بالإضافة إلى ذلك، فهي تجعل دبي أول مدينة غير أميركية حيث ستعمل مركبات كروز ذاتية القيادة تجاريًا.
والأهم، تملك هذه المركبات ذاتية القيادة القدرة على رفع معايير السلامة على الطرق. وبالمثل، ستكون هذه المركبات صديقة للبيئة، وتستخدم تكنولوجيا الكهرباء بالكامل.
يشير التقدم السريع لهذا المشروع إلى أن الإطلاق الرسمي، الذي يستهدف حاليًا نهاية العام 2023، يسير على الطريق الصحيح ليصبح حقيقة واقعة.
سيارات الأجرة الطائرة
مع استمرار الإمارات في تطوير أنظمة النقل المبتكرة، تكون الحدود التالية في السماء: سيارات الأجرة الطائرة.
أطلق سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي، على هذا المشروع، الذي يخطط لإدخال محطات سيارات الأجرة الجوية التي تديرها هيئة التجارة الإقليمية. يهدف المشروع إلى ربط أربع مناطق رئيسية في دبي. وتشمل هذه المناطق: وسط مدينة دبي (منطقة برج خليفة)، مرسى دبي، مطار دبي الدولي، نخلة جميرا.
قادرة على الوصول إلى سرعات قصوى تصل إلى 300 كم في الساعة، ستغير سيارات الأجرة منظر المدينة، مما يقصر بشكل كبير أوقات السفر. علاوة على ذلك، سيكونون قادرين على استيعاب ما يصل إلى أربعة ركاب وطيار، مما يجعلهم خيارًا قابلاً للتطبيق للمجموعات والعائلات.
حدد حاكم دبي جدولًا زمنيًا لهذا المشروع المغامر، ومن المتوقع أن تبدأ الخدمات بحلول عام 2026.
سكاي بودز
وسط مجموعة متزايدة من أنظمة النقل في الإمارات، يظهر مفهوم Sky Pod الآسر كاحتمال مثير ولافت. تم تصميم هذه السيارات الكهربائية المبتكرة عالية السرعة، والمعروفة أيضًا باسم SkyWays أو Unicars، لنقل الركاب والبضائع بسرعة بين الإمارات، بسرعات مذهلة تتراوح من 150 كم/ساعة إلى 500 كم/ساعة.
حاليًا، يتم إجراء اختبارات مكثفة على يونيكار في حديقة الشارقة للأبحاث والتكنولوجيا والابتكار. عند الانتهاء بنجاح من هذه الاختبارات، تعتزم سلطات الشارقة الإذن ببناء طرق داخل المدينة، مما يجعل رؤية Sky Pod أقرب إلى الواقع.
علاوة على ذلك، هناك خطط طموحة لتوسيع شبكة Sky Pod للترابط مع الإمارات الأخرى في المنطقة، وتعزيز الاتصال وتحويل الطريقة التي يتحرك بها الأشخاص والسلع في جميع أنحاء الإمارات.
المضي قدماً
لا يمكن إنكار أن حلول النقل الحديثة هذه لها تأثير عميق على رؤية الإمارات لمستقبل ذكي ومستدام. نظرًا لأن الأمة تحتضن وسائل نقل صديقة للبيئة وفعالة، فإنها تظهر كمنارة عالمية للابتكار. مما يمهد الطريق لبقية العالم ليحذو حذوها.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقالات المرتبطة بالإمارات.