اتفقت كافة الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ على جدول أعمال المفاوضات الذي قدّمته رئاسة “كوب28” (COP28) وذلك في أول أيام انعقاد المؤتمر.
ويُعد الإعلان عن أجندة المفاوضات محطة مهمة تعكس تحقيق تقدم ملموس في العمل المشترك متعدد الجنسيات لمواجهة تغير المناخ، وخطوة حاسمة لرسم المسار الصحيح وتمهيد الطريق نحو تحقيق أعلى الطموحات المناخية.
كما يعكس الاتفاق على أجندة المفاوضات بوادر حسن النية والتوافق بين الأطراف. ويضع إطاراً لتوضيح التقدم الذي أحرزه العالم خلال العام الجاري وتضافر جهود الجميع لمعالجة تداعيات تغير المناخ وتحقيق نتائج فعّالة وملموسة.
دعم العمل المناخي العالمي
وجاء إعداد جدول الأعمال بناءً على مخرجات ونتائج جولة الاستماع والتواصل مع كافة الأطراف التي قامت بها رئاسة “كوب28” (COP28) على مدار العام. والتي تؤكد تركيز رئاسة المؤتمر على تعزيز التعاون والتكاتف لدعم العمل المناخي العالمي. ويساهم وجود أجندة جاهزة وواضحة في تمكين رئاسة المؤتمر للتوصّل إلى توافق في الآراء وتحقيق أعلى الطموحات المناخية. وتوضح أجندة المفاوضات لجميع الأطراف ما تم إنجازه بالفعل، كما تقدم إرشادات واضحة بشأن الإجراءات التي يتعين القيام بها في الأسابيع المقبلة لتحقيق استجابة حاسمة وفعّالة لنتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، والحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية. ويتعين أن تتضمن تلك الاستجابة، مخرجات حاسمة بشأن موضوع التخفيف، واعتماد طار شامل للهدف العالمي بشأن التكيف، وإيجاد حلول رائدة لتطوير آليات التمويل المناخي.
التمسك بمبادئ التعاون
وفي هذا الاطار، أكّد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف “كوب28” (COP28)، أن “القيادة في الإمارات رسخت الذهنية التي يحتاج إليها العالم في “كوب28″ (COP28) لرفع سقف الطموح، والتمسك بمبادئ التعاون، والتفاؤل، والشراكة الحقيقية، والعزم، والالتزام، مشيراً إلى أن هذه المكوّنات تجسد أهم المبادئ التي تتميز بها دولة الإمارات وأعرب عن قناعته بأن الموثوقية والشراكات البنّاءة والنظرة الواقعية والعمليّة، هي القيم الأساسية التي يجب أن تحدد مسار عمل المؤتمر”.
جاء ذلك خلال المراسم الرسمية التي تسلم الجابر فيها رئاسة مؤتمر الأطراف “كوب28” (COP28)، من سامح شكري، وزير خارجية جمهورية مصر العربية، رئيس “كوب27” (COP27).
الاتحاد حول خطة عمل كوب28
وفي كلمته خلال المناسبة، دعا الجابر الوفود إلى الاتحاد حول خطة عمل المؤتمر في بداية أسبوعَي المفاوضات المناخية المكثفة لـ “كوب28” (COP28)، وإعادة الثقة في جدوى العمل متعدد الأطراف، مؤكداً تعهده بإدارة منظومة عملٍ تطبّقُ مبادئ الشفافية وتضمن احتواء الجميع وتشجع على إجراء مناقشات حرة ومنفتحة بين كافة الأطراف.
وجدد الجابر التأكيد على ضرورة معالجة النقص العالمي في تمويل “التكيّف”. وطالب الأطراف إلى الوفاء بتعهدها بتفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله، ووضع حماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش في صميم خططها الوطنية، ومواجهة التحديات المهمة المتعلقة بموضوع التكيّف، مثل المياه، والغذاء، والزراعة، والصحة.
استضافة اجتماع وزاري بشأن الصحة والمناخ
ولفت إلى أن “كوب28″ (COP28) سيكون أول مؤتمر أطرافٍ يستضيف اجتماعاً وزارياً بشأن الصحة والمناخ”. وأوضح أن “رئاسة “كوب28″ (COP28) اتخذت قراراً جريئاً بالتواصل بشكل استباقي مع شركات النفط والغاز، وأجرت معها نقاشات مكثفة. وتعهد الكثير منها لأول مرة بالحد من انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030. كما تعهد العديد من شركات النقط والغاز الوطنية في أنحاء العالم بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 لأول مرة”.
وطالب الجابر الأطراف كافة بالتوافق على إطار عمل لمنظومة الطاقة المستقبلية. وأشار إلى رغبة بعض الأطراف في إدراج بنود تتعلق بالوقود التقليدي والطاقة المتجددة في النصوص المطروحة للتفاوض. وأوضح إمكانية تحقيق تقدم غير مسبوق في هذا المجال خلال “كوب28” (COP28). وجدد التأكيد أيضاً على ضرورة تعزيز التعاون البنّاء، والتحلي بالمرونة، وإيجاد أرضية مشتركة، وتقديم الحلول، والتوصل إلى توافق في الآراء.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من اخبار الاستدامة.