يشهد العالم تحوّلاً سريعاً نحو الحد من الانبعاثات الكربونية في قطاعي الطاقة والمرافق، ويأتي ذلك بفضل المبادرات الرامية بالالتزام بالحياد المناخي التي تم وضعها لمواجهة الاحتباس الحراري. ويقدّم الهيدروجين العديد من الفرص لرسم مستقبل القطاع.
اكتسبت الحملة التي ترمي إلى معالجة الاحتباس الحراري من خلال إزالة الكربون زخمًا كبيراً في الأشهر الأخيرة، بالتزامن مع إعلان دول كالإمارات والسعودية والبحرين نيتها بلوغ أهداف صافية صفرية بحلول عام 2050، وكذلك الصين بحلول عام 2060، واليابان وكوريا الجنوبية وكندا (2050). إلى ذلك، جددت إدارة بايدن التزام الولايات المتحدة باتفاقية باريس بشأن التغير المناخي.
وتجدر الإشارة إلى أن مستويات الطلب العالمية على طاقة الهيدروجين تتراوح ما بين 8 إلى 10 إيكساجول، والتي يتم استهلاك معظمها من قبل قطاع الكيماويات ومن المتوقّع أن يزداد الطلب على الهيدروجين، إذ كشف الاتحاد الأوروبي عن استراتيجيته لتوليد الطاقة من الهيدروجين في الصيف الماضي، والتي تسعى إلى تأمين قدرة إنتاجية تصل إلى 6 جيجاواط بحلول عام 2024، مع خطط لرفع الإنتاج إلى 40 جيجاواط في عام 2030. وتضمنت الدول التي كشفت عن استراتيجياتها لتوليد الطاقة من الهيدروجين في العام الماضي كلاً من ألمانيا وإسبانيا والبرتغال وهولندا وفنلندا والسويد وبولندا وكندا. ويشير تقرير مجلس الهيدروجين بعنوان “الهيدروجين لتحقيق الحياد المناخي” القدرة التي يتمتع بها هذا العنصر في تحقيق الحياد المناخي بأقل التكاليف لأكثر من خُمس معدل الطلب على الطاقة بحلول منتصف القرن، في حين تشير مصادر أخرى إلى حاجة الكوكب لطاقة إنتاجية تصل إلى ألف جيجاواط لتأمين احتياجه من الطاقة بحلول عام 2050.
وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن ما يقارب 95 في المئة من إنتاج الهيدروجين في العالم يتم باستخدام الوقود الأحفوري، إلا أن إنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة المتجددة قد يساعد قطاع الطاقة على مواجهة العديد من التحديات الهامة، بما في ذلك توجيه كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية إلى القطاعات التي يصعب فيها الحدّ من الانبعاثات مثل قطاع الصناعة والنقل والتطبيقات المتخصصة.
في هذا الإطار، ينطلق المؤتمر العالمي للمرافق من 9 إلى 11 مايو الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك”.