معبّرة جداً الصورة التي جمعت رؤساء دول ورؤساء وزراء وشخصيات عالمية في القمة العالمية للحكومات التي انعقدت في دبي في فبراير/شباط الماضي.
هي ليست المرة الأولى التي تُلتقط فيها صورة رسمية في محافل ومناسبات عالمية مثل هذه، لكنها قد تكون من المرات القليلة التي تضم شخصيات تتفق جميعها على أمر واحد، وهو أن العالم في خطر.
لا شك أن تحديات كبرى ومتنامية تواجه عالمنا ومستقبل أجيالنا، يأتي على رأسها التغير المناخي، وبروز مشهد اقتصادي جديد مع تكتلات جديدة ذات نفوذ اقتصادي وعالمي قوي بما يهدد بتجزئة العالم وزيادة حالات الانقسام والحواجز التجارية والاقتصادية، وهو ما سيؤدي إلى خسارة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي.
إقرأ أيضاً: الجابر من WGS: “نحن بحاجة إلى مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات”
والتحدي الثالث الكبير هو الذكاء الاصطناعي. ففي ظل التطورات التقنية المتسارعة التي كنا نعتبرها قبل سنوات قليلة ضرباً من الخيال العلمي، تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى واحد من بين أهم التحولات التي ستحدد قوة ومستقبل الحكومات. فهو سيفرزها بين حكومات استباقية تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي وأخرى متخلفة ستعيش بمفردها في عالم يشبه العصور القديمة. وهو توصيف معبّر جداً أقتبسته من الكلمة التي ألقاها رئيس القمة العالمية للحكومات في دولة الإمارات وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي محمد عبد الله القرقاوي.
بمعنى آخر، سوف تقاس قوة الحكومات مستقبلاً من خلال قدرتها على تبني التكنولوجيا. ولذا، فإنها مطالبة بأن تكون طموحة في قراراتها وأن تكون استشرافية للمستقبل، لأن استشراف المستقبل يتطلب قفزات تكنولوجية كبيرة للاستفادة الكاملة من الفرص الاقتصادية. ولا يمكن أن نصل إلى هذا المستوى بلا بنية تحتية رقمية وتقنية متطورة.
إن عالمنا اليوم يواجه ظروفاً اقتصادية صعبة؛ منها تباطؤ النمو العالمي، وارتفاع معدلات التضخم الناجم عن الحرب الروسية – الأوكرانية والتي كانت من أبرز معالمها الارتفاعات الحادة في أسعار الطاقة والغذاء، وانخفاض قيمة العملات، والعجز المالي المرتفع والديون الداخلية والخارجية.
لكن يبدو أننا سنشهد قريباً نهاية هذا النفق المظلم. وهو ما يطمئننا إليه المسؤولون عن شؤون اقتصاد العالم حين يتحدثون عن أن النمو العالمي بدأ يخرج من عنق الزجاجة.
لذا علينا أن ننظر الى دنيانا من نصف كوبها الممتلىء وأن نكون متفائلين، ولو قليلاً، بأنه لا توجد مشكلة بلا حل، وأن غداً أفضل ينتظرنا وينتظر أولادنا.
أنقر هنا للمزيد من الأخبار الاقتصادية.