Share

شركة إيلون ماسك نيورالينك تنجح بزراعة أول شريحة في دماغ إنسان

الشركة الناشئة المثيرة للجدل تحقق تقدماً مطرداً في سد الفجوة بين الإنسان والحاسوب
شركة إيلون ماسك نيورالينك تنجح بزراعة أول شريحة في دماغ إنسان
كشف ماسك أن المنتج الأول لشركة "نيورالينك" سيُطلق عليه اسم "تيليباثي" (Telepathy)

في خطوة جريئة قد تُحدث ثورة في مجال التكنولوجيا العصبية، أعلنت شركة “نيورالينك” (Neuralink) الناشئة، التابعة لإيلون ماسك، عن نجاحها في زرع شريحة في دماغ بشري. شارك ماسك هذا التطور اللافت على منصة ” X” الخاصة به، وكشف أن العملية تمت يوم الأحد، والمريض الآن في مرحلة التعافي.

الكشف عن التكنولوجيا الجديدة

يمثل إعلان إيلون ماسك لحظة محورية بالنسبة لشركة “نيورالينك”، ويمثل خطوة مهمة نحو ترجمة التكنولوجيا التي يحتمل أن تغير الحياة من المختبر إلى تطبيقات عملية. ومع ذلك، فإن ماسك لم يشارك تفاصيل في إعلانه عن نجاح العملية، مما يترك المجتمع العلمي والجمهور في حالة من الفضول بشأن الحجم الحقيقي لهذا الإنجاز.

خضع مسعى “نيورالينك” للرقابة التنظيمية، بحيث حصلت الشركة على موافقة لإجراء دراسة حول سلامة ووظائف أدوات زرع الشرائح والأدوات الجراحية. وشارك ماسك النتائج الأولية، معربًا عن تفاؤله بالقدرة على الكشف الواعد لارتفاع عدد الخلايا العصبية.

المنتج الأول لشركة “نيورالينك”

وفي إعلان لاحق، كشف ماسك أن المنتج الأول لشركة “نيورالينك” سيُطلق عليه اسم “تيليباثي” (Telepathy). وأكد أن المستخدمين الأوائل لهذه التكنولوجيا الثورية هم الأفراد الذين فقدوا القدرة على استخدام أطرافهم. وتصور ماسك مستقبلًا يستطيع فيه الأشخاص، مثل ستيفن هوكينج، التواصل بشكل أسرع وأفضل.

وشرعت شركة “نيورالينك” في رحلة مدتها خمس سنوات لإنشاء تكنولوجيا تربط ما بين الدماغ والحاسوب تواجه الإشادة والتدقيق. وتعرضت الشركة لانتقادات في العام 2022 عندما مات قرد أثناء محاولته لعب كرة الطاولة في إحدى الدراسات، فأدى هذا الحدث إلى العديد من التحقيقات الفدرالية. لذلك، يأتي إعلان ماسك الأخير بعد حصول الشركة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لإجراء التجارب السريرية البشرية في مايو/أيار 2023.

دراسة برايم

تهدف التجارب السريرية التي تجريها شركة “نيورالينك”، والمعروفة باسم دراسة “برايم” PRIME (واجهة الكمبيوتر والدماغ المزروعة آليًا بدقة)، إلى تقييم سلامة الشريحة والروبوت الجراحي أثناء اختبار وظائف الشريحة. سيتم وضع شريحة في مركز التحكم في الدماغ للمرضى في التجربة الذين يعانون من الشلل الرباعي بسبب إصابة النخاع الشوكي أو التصلب الجانبي الضموري. وستقوم هذه الشريحة، التي تم تركيبها بواسطة الروبوت الجراحي، بتسجيل ونقل إشارات الدماغ إلى التطبيق. الهدف الأولي هو السماح للأفراد بالتحكم في مؤشر الكمبيوتر أو لوحة المفاتيح من خلال أفكارهم وحدها.

العقبات التنظيمية

قبل أن تتمكن عمليات زرع الدماغ من “نيورالينك” من الوصول إلى السوق الأوسع، تعد الموافقة التنظيمية أمرًا ضروريًا. أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بحثاً في العام 2021 تحدد آراءها الأولية حول شريحة الدماغ، مع الاعتراف بالتقدم السريع في هذا المجال. ومع ذلك، فإن شركة ماسك ليست اللاعب الوحيد في هذا المجال. تعمل شركة “سينكرون” Synchron، التي حصلت على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية في العام 2021، على تسجيل وزرع الشرائح للمرضى في تجربة مماثلة.

اقرأ أيضًا: بدقة تزيد عن 98 في المئة.. روبوتات تختصر 39 ألف ساعة عمل على وزارة المالية في الإمارات

الافاق المستقبلية

جذبت “نيورالينك” اهتمام كبير لسعيهما إلى إنشاء رابط بين الدماغ والحاسوب. ومع ذلك، تساهم شركات أخرى، بما في  ذلك “سينكرون”، في المشهد المتطور للتكنولوجيا العصبية. اعترف العلماء بإمكانية وجود واجهات بينية للجهاز العصبي في الدماغ لمساعدة المصابين باضطرابات عصبية. ومع ذلك، فقد سلطوا الضوء على الطبيعة التجريبية وخطورة جراحة الأعصاب، مما يشير إلى أن توافر هذه التكنولوجيا على نطاق واسع ربما لا يزال بعيد المنال.

بلا شك، يمثل الإنجاز الأخير الذي حققته شركة “نيورالينك” قفزة عملاقة إلى الأمام في مجال وشرائح الدماغ. ومع ذلك، فإن الطريق إلى الأمام ينطوي على التعامل مع التحديات التنظيمية. إن معالجة المخاوف المحيطة بالطبيعة التجريبية لهذه التكنولوجيا أمر بالغ الأهمية. ومع استمرار هذه المشاريع في الظهور، فإنها تحمل وعدًا بتحقيق اختراقات تحويلية يمكن أن تعيد تشكيل حياة الأفراد الذين يعانون من اضطرابات عصبية.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار التقنية.