Share

الأكياس البلاستيكية سيئة لكوكبنا… أبوظبي تمنع استخدامها بدءاً من أول يونيو

500 مليار كيس بلاستيكي تستخدم في جميع أنحاء العالم
الأكياس البلاستيكية سيئة لكوكبنا… أبوظبي تمنع استخدامها بدءاً من أول يونيو
كيس بلاستيكي

هل تتخيّلون أنه بعد استعمال الأكياس والمواد البلاستيكية أحادية الاستخدام والتخلص منها لاحقًا، يموت حوالي 100 ألف حيوان بحري ومئات الجمال؟ هذا ليس خبراً مركّباً بل حقيقة.

فبحسب الارقام، هناك 500 مليار كيس بلاستيكي سنوياً يُستخدم في جميع أنحاء العالم. ولأن مخاطرها عالية على البيئة والصحة، قررت حوالي 127 دولة في العالم منع استخدامها ضرائب على استعمالها أو حظرها إلى حد ما.

وسلكت الإمارات المسار نفسه وقررت حظر استخدام الأكياس البلاستيكية. وهو إجراء يتوافق مع رؤيتها لتعزيز الحياة المستدامة، ويستند إلى السياسة المتكاملة للمواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة.

تستهلك الإمارات سنوياً 11 مليار كيس بلاستيكي سنويًا وفقًا لتقرير رُفع إلى القمة العالمية للحكومات في فبراير/ شباط 2019، أي ما يعادل 1184 كيسًا بلاستيكيًا للفرد سنويًا مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 307 كيسًا بلاستيكيًا للفرد سنويًا.

لذلك وانطلاقاً من أهدافها ستحظر إمارة أبوظبي اعتباراً من الأول من يونيو/حزيران المقبل، استخدام الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدةمن ضمن الخطة التي أطلقتها هيئة البيئة في أبوظبي عام 2020.كما تخطط أبوظبي للتخلص تمامًا من أكواب وأطباق وحاويات الطعام المصنوعة من البوليسترين التي تستخدم مرة واحدة أيضًا بحلول عام 2024. 

رسوم للحد من استعمال الاكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد

 

وكانت إمارة دبي سبقت أبوظبي في الإعلان عن هذا الإجراء. إذ أعلنت في فبراير/ شباط الماضي عن خطط لفرض رسوم قدرها 25 فلسًا (حوالي 0.06 دولار) اعتبارًا من 1 يوليو/ تموز المقبل، على الأكياس البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة في تجارة التجزئة والملابس والمطاعم والصيدليات، وكذلك في طلبات التجارة الإلكترونية.

وترى دبي أن الحد من  لأكياس البلاستيكية يأتي في إطار سياستها تعزيز الاستدامة في جميع المجالات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وبناء منظومة مستدامة للحفاظ على الموارد الطبيعية، ودعم الاقتصاد الأخضر منخفض الكربون، كما لتحقيق استراتيجيتها لإدارة النفايات 2041، وأهداف التنمية المستدامة الـ 17 التي أعلنتها الأمم المتحدة لعام 2030.

وسيتم تقييم التجربة على مراحل إلى أن يتم حظر استخدام هذه الأكياس بشكل كامل خلال عامين من التطبيق، ودراسة التغيّرات في سلوكيات أفراد المجتمع، حيث أصبحت الاستدامة في الوقت الراهن ضرورة حتمية على المستوى العالمي، يعززها تغيير سلوكيات المجتمعرأس الخيمة بدورها دخلت على خط الحفاظ على الموارد الطبيعية. إذ أطلقت هيئة حماية البيئة والتنمية في الامارة، مبادرة “رأس الخيمة خالية من البلاستيك”، لاستبدال الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل بمواد صديقة للبيئة. 

نسبة الحظر تختلف من دولة إلى أخرى

 

ومن بين الدول التي اتخذت اجراءات، كفرض الضرائب على الأكياس البلاستيكية أو حظرها إلى حد ما، هناك حوالي 32 منها تحظر استعمال هذه المواد بشكل صارم، كأفريقيا التي تعتبر أن هذه الأكياس تعتبر خطرًا كبيرًا، لانها تزيد من عدد حالات الإصابة بالملاريا.

وتختلف نسبة الحظر من دولة إلى أخرى. فكينيا مثلا لديها قوانين صارمة، وأي شخص يصنع أو يبيع أو يستورد الأكياس البلاستيكية سيواجه غرامة قاسية تبلغ حوالي 19 ألف دولار ويمكنه أيضًا أن يواجه 4 سنوات في السجن. 

الأكياس البلاستيكية سيئة لكوكبنا

 

الأكياس البلاستيكية سيئة للغاية لكوكبنا. فهي ليست مصنوعة فقط من البلاستيك الهش الذي يتسرب إلى الماء والتربة، إنما تتضمن أيضًا موادًا غير قابلة للتحلل وسامة، غالبًا ما ينتهي بها الحال في مكبات النفايات أو في المحيط، ما يسبب وفاة حوالي 100 ألف حيوان بحري كل عام، بحسب ما تقول شركة  Plastic Collectorعلى موقعها.

 تسبب بمقتل مئات الجِمال في الامارات

إلى جانب كل هذه المساوئ، كشفت دراسة أجريت العام الماضي أن مئات الجِمال في الإمارات ماتت على مدى العقد الماضي بسبب استهلاك البلاستيك.

ومن بين 30 ألف جمل تم تحليلها منذ عام 2008 من قبل موظفين من مختبر الأبحاث البيطرية المركزي في دبي، مات حوالي 300 بسبب المواد الموجودة في البلاستيك وغير القابلة للهضم.

وهذا يعني أن وفاة واحدة من كل 100 إبل في الإمارات العربية المتحدة ناتجة عن استهلاك النفايات البلاستيكية التي يتركها الأشخاص الذين يخيمون في الصحراء أو المرمية في القمامة.

People carrying grocery bags with produce on a paved path.

9 في المئة فقط من جميع المواد البلاستيكية يعاد تدويرها

 

وبحسب الأرقام الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يتم إعادة تدوير 9 في المئة فقط من جميع المواد البلاستيكية التي يتم إنتاجها، وينتهي الأمر بالباقي في مكبات النفايات أو في الطبيعة.

وقدّرت الأمم المتحدة أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية في استهلاك المواد البلاستيكية، فقد يحتوي المحيط على بلاستيك أكثر من الأسماك بحلول عام 2050.