Share

الإمارات تطلق مركزاً للتميز في الأمن السيبراني في أبوظبي بالتعاون مع جوجل كلاود

من المتوقع أن يسهم المركز في تفادي خسائر تقدر بنحو 6.8 مليار دولار ناتجة عن الجرائم السيبرانية بحلول العام 2030
الإمارات تطلق مركزاً للتميز في الأمن السيبراني في أبوظبي بالتعاون مع جوجل كلاود
يسعى المركز إلى تمكين الدولة من مواجهة التحديات السيبرانية المتنامية وترسيخ ريادتها على الصعيدين الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي

أعلنت دولة الإمارات اليوم عن إطلاق مركز للتميز في الأمن السيبراني في العاصمة أبوظبي بالتعاون مع جوجل. ويهدف المركز إلى تعزيز قدرة الدولة على مواجهة التهديدات السيبرانية ودعم التحول الرقمي الآمن وترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا. ويسعى المركز إلى تمكين الدولة من مواجهة التحديات السيبرانية المتنامية وترسيخ ريادتها على الصعيدين الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي

وتعليقاً على الإطلاق، قال الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة: “إن هذا التعاون الاستراتيجي مع شركة جوجل كلاود يمثل أحد ركائز رؤية دولة الإمارات لتكون دولة رائدة عالمياً في مجال الأمن السيبراني، إذ لا تسعى المبادرة لمعالجة التهديدات الحالية فحسب، بل تهدف أيضاً إلى إعداد جيل جديد من الخبراء المؤهلين، وتطوير حلول مبتكرة تؤمن مستقبلنا الرقمي”.

المركز يسهم في تفادي خسائر تقدر بنحو 6.8 مليار دولار بحلول العام 2030

من المتوقع أن يحقق مركز التميز في الأمن السيبراني عوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة لدولة الإمارات، حيث سيعمل على تقليل المخاطر الناجمة عن الهجمات السيبرانية ودعم نمو قطاع التكنولوجيا واستقطاب الاستثمارات الأجنبية.

ووفقاً لدراسة من شركة “Access Partnership“، فإن تعزيز القدرات السيبرانية في الدولة قد يسهم في تفادي خسائر تقدر بنحو 6.8 مليار دولار ناتجة عن الجرائم السيبرانية بحلول العام 2030. كما سيساعد المشروع في توفير أكثر من 20,300 فرصة عمل في قطاع الأمن السيبراني، إلى جانب جذب استثمارات أجنبية مباشرة تصل إلى 1.4 مليار دولار في الفترة نفسها. بالإضافة إلى ذلك، سيعزز المركز البيئة السيبرانية المتطورة في الدولة وسرعة التحول الرقمي، مما يرفع الإنتاجية الاقتصادية ويدعم تنافسية الإمارات على المستوى العالمي.

ومن جهتها، قالت كريستينا بيتارش، المدير العام للأمن السيبراني في شركة جوجل كلاود لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: “إن دولة الإمارات تمتلك رؤية واضحة لتكون في طليعة الدول في الأمن السيبراني، ونتشرف أن نكون شريكاً أساسياً في تحقيق هذه الرؤية المستقبلية. إن أهدافنا المشتركة تجمع بين البنية التحتية الرقمية المتطورة، وبيئة ابتكارية، ومنصة تدريبية لتأهيل الجيل القادم من المدافعين السيبرانيين.”

إعداد جيل جديد من الكفاءات السيبرانية

ويرتكز التعاون بين الإمارات وشركة جوجل كلاود أيضاً على محاور استراتيجية متعددة تهدف إلى تعزيز التنمية السيبرانية المستدامة والاقتصاد الرقمي في دولة الإمارات. ومن أبرز هذه المحاور، البحث والتطوير والابتكار حيث سيتم التركيز على تطوير حلول متقدمة للأمن السيبراني من خلال أبحاث متخصصة تُسهم في تعزيز الشراكة مع المؤسسات الأكاديمية العالمية والمعاهد البحثية وصناع السياسات لتبادل المعرفة وتعزيز التأثير ودعم تبادل المعلومات بين القطاعات المختلفة.

وفي سياق هذا التعاون، سيركز مركز التميز في الأمن السيبراني على تقديم برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى دعم الشركات الناشئة والقطاعات المختلفة، لدعم قدرتها على مواجهة التهديدات السيبرانية المستقبلية، مما يعزز من دور الإمارات كمركز لتطوير المواهب التقنية في المنطقة والعالم، حيث يعد وجود كوادر مؤهلة في الأمن السيبراني أمراً أساسياً لمواجهة التهديدات المعقدة بشكل متزايد.

ولتلبية هذا الاحتياج، سيتم تنفيذ برنامج تدريبي معتمد من مجلس الأمن السيبراني داخل المركز. ويوفر البرنامج فرصة فريدة داخل دولة الإمارات لتعلم المهارات مباشرة من خبراء يتعاملون مع أكثر الهجمات السيبرانية تعقيداً على مستوى العالم. ويقدم هذا البرنامج دورات افتراضية تفاعلية وتطبيقية، تُمكن الأفراد والفرق من حماية الأنظمة الحيوية، والاستفادة من أدوات أمنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، والاستجابة بفعالية للحوادث السيبرانية. ويعتمد التدريب على أساليب تعلم قائمة على الأدوار وخبرات واقعية مستمدة من اختراقات أمنية حقيقية، مما يسهم في إعداد الجيل الجديد من حماة الفضاء السيبراني في دولة الإمارات.

وسيتم تنفيذ هذا البرنامج من قبل شركة “Mandiant” التابعة لجوجل كلاود. ويستند هذا البرنامج إلى خبرة فريق “Mandiant” العالمي، الذي يمتلك أكثر من 20 عاماً من الخبرة الرائدة في التحقيق في الهجمات السيبرانية. ويوفر البرنامج فرصة فريدة داخل دولة الإمارات لتعلم المهارات مباشرة من خبراء يتعاملون مع أكثر الهجمات السيبرانية تعقيداً على مستوى العالم.

برنامج للمسرعات يدعم 25 شركة ناشئة واعدة

جدير بالذكر أن شركة جوجل كلاود قد أعلنت في وقت سابق عن برنامج للمسرعات خلال العام الجاري، حيث يتم من خلاله اختيار 25 شركة ناشئة واعدة من منظومة “Hub71” للمشاركة في برنامج مدته ثلاثة أشهر، يركز على استراتيجيات النمو القابلة للتوسع وتحسين نماذج الأعمال.

إضافة إلى ذلك، ستكون جميع الشركات الناشئة ضمن منظومة “Hub71” مؤهلة للحصول على تمويل من شركة جوجل كلاود، حيث يمكن لأفضلها أداءً أن تحصل على تمويل يصل إلى 300,000 دولار، وهو ما يعد الأعلى عالميًا.

اقرأ أيضاً: جارتنر: توقعات بزيادة إنفاق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أمن المعلومات بنسبة 14 في المئة في 2025

الإمارات تدعم بناء منظومة رقمية آمنة

وتعكس هذه المبادرة حرص الدولة على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة والالتزام ببناء منظومة رقمية آمنة ومتقدمة تواكب التطورات العالمية وتوفر بيئة موثوقة للأعمال والمؤسسات في مختلف القطاعات. كما يجسد الاستراتيجية الأوسع للدولة نحو الاستثمار في التقنيات الناشئة وتمكين الكفاءات الوطنية لضمان الريادة الإقليمية والعالمية في مجالي الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، مما يعزز من مكانة الإمارات كوجهة رائدة للابتكار والاستثمار في القطاع الرقمي.

وتأتي هذه المبادرة في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي ومستشار الأمن الوطني، إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتي شهدت لقاءات مكثفة جمعته بقادة ورؤساء عدد من الشركات العالمية الرائدة، بهدف تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع دولة الإمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، حيث ركزت المناقشات على دور التقنيات الحديثة في تسريع النمو المستدام، ودعم الابتكار على المستوى العالمي، وتطوير البنية التحتية الرقمية التي تُعد أساسًا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة.

ويعد تدشين هذا المركز، بالتعاون بين مجلس الأمن السيبراني لدولة الإمارات وشركة جوجل كلاود، ترجمةً لجهود الدولة المتواصلة التي تهدف تعزيز قدرة الدولة على التصدي للتهديدات السيبرانية ودعم التحول الرقمي الآمن ودعم الشركات الناشئة في مجال ريادة الأعمال من خلال تمكينها من الاستفادة من خدمات جوجل كلاود المصممة خصيصاً للشركات الناشئة.

أنقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار التقنية.