مع استعداد العالم لمؤتمر الأطراف “كوب 29” (COP29) في باكو، أذربيجان الأسبوع المقبل، كشف عبد الله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة، عن تفاصيل مشاركة دولة الإمارات في المؤتمر والتي تتضمن جناحًا وطنياً وخططاً لتنظيم أكثر من 60 جلسة حوارية وإعلانًا باستضافة مجموعة من قادة الفكر خلال هذا الحدث المناخي الذي يمتد لأسبوعين.
وتعليقاً على المشاركة، قال بالعلاء: “يعد مؤتمر الأطراف كوب 29 لحظة محورية في رحلتنا المناخية الجماعية – بعد مرور عام على توصلنا إلى اتفاق الإمارات التاريخي والذي أرسى معايير جديدة للعمل المناخي وأساليب تنفيذه ووضع خطة عمل للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية، وقبل ثلاثة أشهر من الموعد الذي ستقدم فيه الدول مساهماتها المحددة وطنيًا لتحديد خططها الانتقالية في مجال العمل المناخي”.
الإمارات تقيم أكثر من 60 برنامجًا جانبيًا
وتواصل دولة الإمارات التزامها الراسخ بالعمل الجاد والتعاون اللازم لتسريع العمل في التحول العالمي في مجال الطاقة والحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية. كجزء من مشاركتها في مؤتمر الأطراف “كوب 29″، سيقام جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في المنطقة الزرقاء والذي سيجمع خبراء المناخ والمسؤولين الحكوميين وقادة القطاع الخاص والأكاديميين والشباب ضمن أكثر من 60 برنامجًا جانبيًا حول مواضيع حيوية على مدار أسبوعين، لتبادل الأفكار والمشاركة في إيجاد حلول للتحديات المناخية الأكثر إلحاحًا.
وأضاف بالعلاء:”ونتطلع لدعم أذربيجان وهي تجمع العالم الأسبوع المقبل في مؤتمر الأطراف كوب 29، ونثني على قيادة باكو في تعزيز التعاون والعمل الجماعي في سعينا نحو بناء مستقبل مناخي أكثر تفاؤلاً ومرونة”.
محادثات تفاعلية حول القضايا العالمية الملحة
وسيعقد جناح الإمارات في مؤتمر الأطراف “كوب 29” محادثات تفاعلية من خلال جدول برامجه المتنوع والذي يشمل مواضيع مثل، حشد التمويل المناخي لدول الجنوب العالمي واستعراض التقدم الذي أحرزته دولة الإمارات في مجالات الطاقة المتجددة ودفع جهود خفض الكربون في القطاعات التي يصعب الحد من انبعاثاتها واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل نظم الغذاء.
كما سيعقد محادثات حول معالجة تحدي ندرة المياه والتقدم في الشراكات العالمية مثل مهمة الابتكار الزراعي للمناخ “AIM for Climate” ومبادرة القرم والتعاون بين الإمارات ورابطة الدول المستقلة وجهود تمكين الشباب لصياغة سياسات مناخية شاملة إضافة إلى التخطيط لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026 الذي ستستضيفه الإمارات بالشراكة مع السنغال والتخطيط للمدن الدائرية المستدامة وحشد التمويل لاستعادة التنوع البيولوجي.
نسرع العمل معًا
كما سيقدم جناح دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف “كوب 29″، بعنوان “نسرع العمل معًا”، رحلة المناخ في الدولة مع تسليط الضوء على اتفاق الإمارات التاريخي وإرث مؤتمر الأطراف “كوب 28” وتأثير الإنجازات والتقدم الذي أحرزته دولة الإمارات العربية المتحدة في ملف التنوع البيولوجي وتمويل المناخ والتزام الدولة بالحياد المناخي وبناء مرونة الغذاء والمياه وحماية الأفراد وسبل العيش.
وسيقدم جناح الدولة، الذي سيقام في المنطقة الزرقاء في مؤتمر الأطراف “كوب 29” برامجه في الفترة من 12 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
أبرز ما جاء في مؤتمر الأطراف كوب 28
سيلتقي قادة العالم الأسبوع المقبل في مؤتمر الأطراف “كوب 29” لتقديم رؤية متجددة تهدف إلى تسريع العمل المناخي. في مؤتمر الأطراف “كوب 28” الذي عقد العام الماضي في دبي، نجحت دولة الإمارات في توحيد 198 طرفًا لتوقيع “اتفاق الإمارات” التاريخي والتعهد بالحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية لحرارة كوكب الأرض ضمن المتناول مما أسهم إلى تسريع عصر جديد من العمل المناخي الطموح.
وعليه أثبتت الإمارات نجاح التعددية والشمولية المتمثل في “اتفاق الإمارات” الذي وضع العالم على مسار واضح للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية، مع وضع أهداف طموحة لتمكين العالم من الوصول إلى الحياد الصفري بحلول العام 2050، وكذلك زيادة الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف وتحسين كفاءة الطاقة بمقدار الضعف بحلول العام 2030.
كما تضمن الاتفاق بوقف إزالة الغابات بحلول نهاية هذا العقد، بالإضافة إلى مبادرات غير مسبوقة في مجال التمويل المناخي، حيث تم الإعلان عن إنشاء صندوق خاص للخسائر والأضرار في اليوم الأول من “كوب 28”. سيسهم هذا الصندوق في دعم الدول الأكثر تأثرًا بتغير المناخ للتعامل مع تأثيراته، مع الاعتراف لأول مرة بدور وكالات التصنيف الائتماني، والعمل على زيادة تمويل التكيف لتلبية الاحتياجات المتنامية للمجتمعات المعرضة للمخاطر المناخية.
اقرأ أيضاً: الإعلان رسمياً عن موعد انعقاد أديبك 2025
تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050
وتخطط دولة الإمارات لاستثمار أكثر من 163 مليار دولار في الطاقة النظيفة والمتجددة خلال السنوات المقبلة، بهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050، مع التعهد بمضاعفة قدرة إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030. وتهدف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 إلى تطوير نظام وطني شامل لتمكين الإنتاج الغذائي المستدام من خلال التكنولوجيا الحديثة.
وبالشراكة مع الولايات المتحدة، أطلقت الإمارات مبادرة “مهمة الابتكار الزراعي للمناخ – AIM for Climate/AIM4C”، والتزمت باستثمار 16 مليار دولار في الزراعة الذكية مناخيًا وفي أنظمة الغذاء لتحسين الأمن الغذائي والزراعي. وحظيت هذه المبادرة بدعم أكثر من 600 جهة فاعلة من الدول ومن القطاع الخاص، وجذبت استثمارات تتجاوز 17 مليار دولار.
واختتم بالعلاء قائلاً: “بينما تتجه أنظار المجتمع الدولي نحو مؤتمر الأطراف كوب 29، سيكون من الضروري مراجعة التقدم الذي أحرزناه مقارنةً بالأهداف التي وضعناها، والتصدي للفجوات التي لا تزال بحاجة إلى معالجة ويجب أن يستمر “اتفاق الإمارات” في العمل كمصدر إلهام لنا، ليكون الإطار الذي يقودنا نحو تحقيق طموحاتنا المشتركة في إحداث تحوّل شامل في العمل المناخي وبناء مستقبل أكثر عدلاً وإنصافاً للجميع”.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الاستدامة.