يتوقع أن تبدأ الإمارات في غضون أشهر قليلة بتشغيل إحدى أكبر المحطات الشمسية في العالم، وهي محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تقع في الصحراء على مسافة 35 كيلومتراً جنوب العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وتحتضن الإمارات محطات للطاقة الشمسية تُصنّف بأنها من بين الأكبر عالمياً، والتي تأتي في ظل توجه البلاد نحو توليد كهرباء نظيفة تقلل من انبعاثاتها الكربونية.
وكانت الإمارات تمكنت العام الماضي من توفير أكثر من 50 في المئة من الطلب الاجمالي على الطاقة من خلال المصادر المتجددة والنظيفة عبر محطات للطاقة الشمسية والطاقة النووية.
وتملك شركتا “طاقة” و”مصدر” الإماراتيتان، 60 في المئة من محطة الظفرة، بينما تملك شركة “جينكو باور تكنولوجيز” وشركة كهرباء فرنسا 40 في المئة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن القائمين على محطة الظفرة قولهم إنها “أكبر محطة مستقلة في العالم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ضمن موقع واحد”، وإنها بدأت إنتاج أول ساعات كيلواط من الكهرباء نهاية العام الماضي وستبدأ العمل رسمياً قبل الصيف.
وبحسب الموقع الرسمي لوزارة الطاقة الإماراتية، فإن بناء محطة الظفرة يهدف الى خفض الانبعاثات الكربونية للإمارة بأكثر من 2.4 مليون طن متري سنويا، أي ما يعادل إزالة نحو 470 ألف سيارة من الطريق، وتوفير الكهرباء لأكثر من160 ألف منزل في دولة الإمارات، وتسجيل تعرفة من بين الأكثر تنافسية في العالم في مجال تكلفة الطاقة الشمسية الكهروضوئية تبلغ 4.97 فلسا لكل كيلووات/ساعة، ورفع القدرة الإنتاجية الإجمالية من الطاقة الشمسية في أبوظبي إلى حوالي 3.2 جيجاواط.
وكان وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير الذي زار الامارات الاثنين، زار الموقع وأشاد بما وصفه بـ”التعاون الوثيق للغاية” بين بلاده والإمارات في مجال الطاقات المتجددة.
محطات الطاقة الشمسية
لاشك أن الإمارات تمتلك العديد من محطات الطاقة الشمسية. فإلى محطة الظفرة، هناك مثلاً محطة شمس 1، التي افتتحت في مارس/آذار 2013 في أبوظبي. وكانت في حينه أول وأكبر مشروع قيد التشغيل للطاقة المتجددة في الشرق الأوسط، بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ميغاواط.
وتمنع هذه المحطة إطلاق 175 ألف طن سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون.
كما هناك مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية. ويتوقع أن تبلغ قدرته الإنتاجية الإجمالية عند اكتماله نحو 5 آلاف ميغاواط بحلول 2030، باستثمارات تبلغ 13.6 مليار دولار، ما يجعله من بين أكبر محطات للطاقة الشمسية.
ويسهم المجمع عند اكتماله في خفض أكثر من 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
ومن بين أكبر محطات للطاقة الشمسية في الإمارات أيضاً، محطة نور أبوظبي التي بدأت عملياتها التجارية في أبريل/نيسان 2019، بتكلفة استثمارية بلغت 3.2 مليارات درهم إماراتي (800 مليون دولار).
وفي إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، تم الإعلان عن أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم بنظام المنتج المستقل الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 1000 ميغاواط حتى عام 2030.
يعتبر المجمع أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم، وهو يتفوق في ذلك على أكبر برج في العالم لإنتاج الطاقة الشمسية المركزة في المغرب بطاقة تبلغ 150 ميغاواط.
وسيساهم المشروع عند اكتماله في خفض أكثر من 6.5 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً، وسيستخدم تقنية التخزين الحراري لمدة زمنية تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة يومياً مع مراعاة العوامل الفنية والاقتصادية، ما يُسهم في رفع كفاءة وفعالية الإنتاج، وتوفير إمدادات مستدامة من الطاقة.
عالمياً، وبفضل انخفاض تكلفتها، تعد الطاقة المتجددة أكثر جاذبية في كل مكان، بما في ذلك في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث سيكون معظم الطلب الإضافي على الكهرباء المتجددة.
ويرى البنك الدولي انه يمكن أن توفر الكهرباء المنخفضة التكلفة المولدة من المصادر المتجددة 65 في المئة من إجمالي إمدادات الكهرباء في العالم بحلول عام 2030. كما يمكن أن تزيل الكربون عن 90 في المئة من قطاع الطاقة بحلول عام 2050، مع الحد من انبعاثات الكربون بشكل كبير والمساعدة في التخفيف من آثار تغير المناخ.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة إنه على الرغم من توقع بقاء تكاليف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في عامي 2022 و2023 أعلى من مستويات ما قبل الجائحة بسبب الارتفاع العام في أسعار السلع والشحن، فإن قدرتها التنافسية تتحسن بالفعل جراء الزيادات الأكثر حدة في أسعار الغاز والفحم.