فيما توقع مصرف “مورغان ستانلي” أن تجذب أسواق الأسهم بمنطقة الشرق الأوسط تدفقات أجنبية بـ 82 مليار دولار في ظل استمرار تفوقها النسبي الكبير على أداء أسواق الأسهم العالمية هذا العام، أظهرت بيانات جمعتها “بلومبرغ” أن الطروحات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط تفوقت على أوروبا للمرة الثانية فقط منذ الأزمة المالية العالمية، وأن الاكتتابات العامة الأولية من الرياض إلى أبوظبي جمعت 4.8 مليارات دولار هذا العام، مقارنة بالطروحات الأوروبية البالغة 3.9 مليارات دولار.
وكان للمملكة العربية السعودية النصيب الأكبر من الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط.
ومن النادر أن تتفوق منطقة الشرق الأوسط على أسواق أوروبا. وكانت الأسواق الخليجية تفوقت للمرة الأولى على الأسواق الأوروبية مع فورة البورصات في عام 2009، فيما كانت المرة الثانية في 2019 مع إدراج “أرامكو” الأكبر على الإطلاق في العالم.
وتصدّر “بنك الرياض” السعودي المركز الأول في جدول مرتبي الطروحات العامة الأولية الذي تصدره “بلومبرغ” لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، خلال الربع الجاري، والذي عادة ما تهيمن عليه المؤسسات الأميركية والأوروبية.
نصف الاكتتابات الكبيرة حول العالم من الخليج
وجاءت نصف الاكتتابات الكبيرة حول العالم هذه السنة من الخليج. وتأثرت الاكتتابات حول العالم سلبياً بسبب الحروب والتضخم وزيادة الفائدة.
أما في الخليج فكان الأمر معاكساً، فأسعار الطاقة المرتفعة ساهمت في زيادة الطلب على الاكتتابات.
وقفزت مؤشرات الأسهم السعودية والإماراتية فوق 5 في المئة هذه السنة، وفي المقابل انخفض مؤشر “ستوكس 600” أكثر من 6 في المئة.
لا بوادر تباطؤ
وبدعم من أسواق الأسهم القوية، لم تظهر طفرة الطروحات في الخليج أي بوادر للتباطؤ. تستعد شركة “بترول أبوظبي الوطنية” (أدنوك) مع “بورياليس” لطرح حصة من مشروعهما المشترك “بروج” للبلاستيك، في اكتتاب عام أولي. في حين من المتوقَّع بدء تداول أسهم “هيئة كهرباء ومياه دبي” الشهر المقبل الذي سيكون أكبر إدراج في الإمارة على الإطلاق.
وكانت المنطقة مدفوعة بطروحات حصة في الشركات الحكومية، لا سيما في دبي وأبو ظبي، ومؤخرا توسعت رغبات شركات مملوكة للقطاع الخاص في القدوم إلى السوق، بحسب “بلومبرغ”.
وقفزت أسهم شركة “النهدي الطبية” 15 في المئة في أول ظهور لها في الرياض الثلاثاء بعد طرح عام أولي بقيمة 1.4 مليار دولار، وهو الأكبر في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا هذا العام. وقد أصبحت مستويات الطلب المرتفعة أمراً شائعاً تقريبا في المملكة العربية السعودية، حيث استقطبت “النهدي الطبية” طلبات بقيمة 80 مليار دولار من المستثمرين المؤسسيين.
“مورغان ستانلي”
وفي السياق نفسه، توقع “مورغان ستانلي” أن تجذب أسواق الأسهم بمنطقة الشرق الأوسط تدفقات أجنبية بـ 82 مليار دولار.
ومن المتوقَّع أن ترتفع التدفقات مع تزايد انكشاف صناديق الأسواق الناشئة العالمية على المنطقة، ومع زيادة وزنها النسبي على مؤشر “مورغان ستانلي” لأسهم الدول النامية، وذلك وفقاً لمذكرة كتبها فريق من المحللين والاستراتيجيين.
ورفعت “مورغان ستانلي” الوزن النسبي للأسهم القطرية، إذ ترى أنَّ البلاد ستستفيد من ضيق سوق الغاز، ومن كأس العالم 2022 التي تستضيفها في وقت لاحق من هذا العام.
كذلك أوصى المحللون بزيادة الوزن النسبي للأسهم بالمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت. وأشار المحللون إلى أنَّه وفقاً لـ”أسباب أساسية وهيكلية وفنية، نتوقَّع أن تستمر أسهم الشرق الأوسط في التفوق”، بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة والإصلاحات الجارية، وهي الآن اختيارهم المفضّل بمنطقة شرق أوروبا، والشرق الأوسط، وأفريقيا.