شهدت البنوك السعودية (أكبر عشر بنوك مدرجة في المملكة) ارتفاعًا في أرباحها في الربع الأول من العام 2024 بنسبة 8 في المئة لتصل إلى 18.65 مليار ريال (4.97 مليار دولار)، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. تُعزى هذه الزيادة إلى عوامل عدة لعلّ أبرزها نمو الإقراض بنسبة 11 في المئة والبيئة المتصاعدة لأسعار الفائدة التي رفعت من تكلفة الائتمان.
وبحسب بيانات البنك المركزي السعودي، وصلت القروض إلى 2.67 تريليون ريال (711.9 مليون دولار) بحلول نهاية مارس/آذار، وبمعدل نمو يتجاوز معدل الودائع، الذي ارتفع بنسبة 8 في المئة.
إلى ذلك، أشار بحث صادر عن شركة “كامكو إنفست” إلى أن التسهيلات الائتمانية في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي استمرت في التوسع خلال الربع الأول من 2024، على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة. وجاء هذا النمو مدفوعًا بزيادات واسعة النطاق في جميع البلدان السبعة، مما يسلط الضوء على مرونة القطاع المالي.
قوة الإقراض دليل على قوة النمو الاقتصادي
يعكس النمو القوي على مستوى الإقراض اتجاهًا أشمل للنمو الاقتصادي والاستثمار داخل منطقة الخليج، مما يدل على قوة واستقرار النظم المالية فيها. وجاء نمو الإقراض قوياً مقارنة بالعام الماضي، حيث شهدت كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي زيادات كبيرة. وهذا يعكس مجموعة واسعة من المشاريع قيد التنفيذ، حيث ارتفع إجمالي منح العقود في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 20.3 في المئة على أساس سنوي، ليصل إلى 45 مليار دولار في الربع الأول من 2024.
نظرة إيجابية للبنوك السعودية
وتتوقع “إس آند بي جلوبال” نموًا ائتمانيًا متيناً للبنوك في المملكة، يتراوح بين 8-9 في المئة في العام 2024. ومن المرجح أن يكون هذا النمو مدفوعًا بإقراض الشركات، وبزيادة الأنشطة الاقتصادية المنبثقة عن رؤية 2030.
وفي مارس/آذار، أكدت خدمة المستثمرين في وكالة موديز من جديد نظرة إيجابية للقطاع المصرفي في المملكة، منوّهةً ببرامج التنويع الاقتصادي في السعودية ونمو القروض للمشاريع منخفضة المخاطر المدعومة من الحكومة. ومن المتوقع أن تعزز هذه المبادرات أداء القروض وتسهم في تحقيق أرباح قوية في القطاع المصرفي.
قوة نسب رأس المال وأداء القروض
وأكدت وكالة موديز كذلك أن البنوك السعودية تتوقع انخفاض نسبة القروض المتعثرة وتمتلك قدرة كبيرة على استيعاب الخسائر، مع تصنيف نسب رأس المال لديها من بين أعلى النسب في منطقة الشرق الأوسط. وتوقعت أن تقوم الحكومة والكيانات التابعة لها بضخ الودائع في النظام المصرفي، مما يوفر دعمًا إضافيًا لتوسيع الائتمان للمؤسسات المالية في المملكة.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار المصارف والتمويل.