احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2020 المرتبة الثامنة عالمياً والرابعة في آسيا والأولى عربياً في مؤشر الخدمات الذكية الصادر عن الأمم المتحدة (OSI) ضمن المؤشر الكلي لتنمية الحكومات الإلكترونية، علاوة على تحقيق الإمارات الريادة في المقاييس العالمية ذات الصلة بوصفها دولة رائدة في التحول الرقمي في جميع أنحاء العالم، يقول أندرياس سيمون، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، لشركة Jedox .
وقد يواجه التحول الرقمي داخل المؤسسات بعض التحديات منها الخطط والتقارير اللازمة لتحسين العمليات المطلوبة من المديرين الماليين ولكنه يحقق الفرص لشركاء الأعمال، وبينما يشهد التحول الرقمي زيادة في أهميته للتطور والتغيير الإيجابي في الأعمال، تحتاج إدارة المهام المالية اليومية لخطط تدعم الأعمال الذكية بخلاف بيانات زيادة الميزانية، ولذا يجب توفير الأدوات اللازمة والخطط الفعالة التي تساعد المديرين الماليين على تطوير الأعمال بجانب التمويل المناسب لتنفيذ استراتيجية أتمتة عمليات الأعمال.
التخطيط المتكامل للأعمال
تلعب الخطط والاستراتيجيات الفعالة دوراً هاماً في تحقيق التحول الرقمي، ومن خلال التخطيط والتنبؤ والتحليل للأعمال يمكن مواجهة التحديات والتركيز على تطوير المؤسسات، وقد تكون الخطط المرنة هي الحل، حيث يجب أن تكون المؤسسات قادرة على تجاوز نماذج التخطيط التقليدية طويلة الأجل والتكيف مع التغيرات السريعة التي يمكن أن تطرأ على الأعمال، وهذا يستدعي تطبيق استراتيجيات شاملة في خطط التمويل.
ويتطلب تحقيق الخطط المرنة توحيد البيانات المالية وغير المالية من أجل رؤية أكثر شمولية للأعمال بالرغم من أن ذلك قد يواجه بعض التحديات، حيث تم اعتماد العديد من الأنظمة التقليدية لجدوال البيانات التي تحتاج إلى التكامل مع الأنظمة ومصادر البيانات الأخرى، وغالبًا ما يتم فصل الأنظمة القديمة التي تركز على جداول البيانات والتي تم استخدامها منذ عقود عن خطط الأقسام التفصيلية، وهذا يتيح إتخاذ الإجراءات السريعة عند الحاجة إلى ذلك بدلاً من البحث عن طرق أخرى داخل الإدارات لإتخاذ القرارات والخطوات اللازمة، وفي أغلب الأحيان يؤثر ذلك على الخطط الاستراتيجية الموجهة نحو تحسين الأداء والتركيز فقط على الأنشطة التشغيلية للأعمال والعمليات ما لا يدعم النمو والتطوير.
تطوير العمليات وتحسين الأداء
يتيح التحول الرقمي تركيز تسريع المعاملات في النماذج التقليدية للتمويل التي تمكن تحسين أداء الأعمال وتخطيط العمليات المتكاملة عبر الأقسام، بجانب تعزيز اﻻﻣﺗﺛـﺎﻝ ﻟﻠﺿـواﺑط اﻟداﺧﻠﻳـﺔ في عملية التخطيط كما يمكن ربط الأهداف المالية بالأنشطة اليومية لكل قسم، ويصبح من الأسهل مقارنة النتائج بالأهداف وإجراء تحليل دقيق لمؤشرات الأداء الرئيسية لفهم أي أوجه القصور، وتعمل مراقبة الأداء والتخطيط المتكامل معًا على بناء بيئة أكثر مرونة تمكن التطوير وتسريع الأعمال، وتتيح الحلول الذكية في الخدمة الذاتية (نمذجة العمليات) والتخطيط المتكامل الاستجابة بشكل أسرع للتغيير، وبينما يعمل موظفين الإدارة المالية في المؤسسات باستخدام الوسائل التقليدية مثل برنامج الإكسل، يمكن التطوير والتحول الرقمي فريق الإدارة المالية من تحديث جدوال البيانات من خلال نظام أساسي جديد للتخطيط المتكامل للحصول على مزيد من مؤشرات الأداء الرئيسية والقواعد التشغيلية، بجانب توحيد الرؤى والإجراءات التي تمكن المؤسسة من العمل ككيان واحد.
التعاون المتكامل
يعتبر تحقيق التعاون المتكامل من أهم متطلبات نجاح خطط الأعمال ويتيح تطوير الأداء، ولذا يجب على مدراء الإدارة المالية التركيز على ثلاثة محاور رئيسية: الأتمتة حيث يمكن للتطبيقات المالية الحديثة معالجة أو تخطى نقاط الضعف، ما يتيح التمويل اللازم للمضي قدماً في تطبيق الأتمتة ليس فقط من جانب الميزانية ولكن أيضاً في التخطيط والتحليل المالي.
المحور الثاني، دمج التنبؤ بأفضل الممارسات والذي أصبح أكثرأهمية في مرحلة ما بعد أزمة الوباء العالمي “كوفيد-19″، والذي يشمل تطبيق أفضل الممارسات وسط التغيرات التي تتيح القدرة على التنبؤ بسرعة أكبر حيث يساعد التمويل الإدارات الأخرى من تسريع العمليات، ولذا يجب أن يركز التمويل على أسس رئيسية التنبؤ، المشاركة، نمذجة الاحتمالات، ضمان القيمة من البيانات والأنشطة، وسائل القياس.
وبعد تنفيذ المحاور الأولى، يمكن للتمويل تقديم نموذج التخطيط المتكامل، حيث يصبح التعاون بين الإدارات هو المقياس والذي يتطلب تعاون متكامل بين الأقسام المختلفة منها المبيعات وسلسلة التوريد والموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، ما يمكن المدراء في كل أقسام المؤسسة من الوصول للمعلومات في الوقت الفعلي وإتخاذ الإجراءات المناسبة لتحقيق القيمة المضافة في جميع العمليات اليومية.