منذ فترة، قرأتُ مقالاً شديد الأهمية للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يقول فيه إنّ التعليم هو السبيل إلى التنمية الذاتية وطريق المستقبل للمجتمعات.
وبحسب جو شدياق، الرئيس التنفيذي لمجموعة جي سي ميديا جروب، “هذا الوصف يرسم صورة واضحة لا لبس فيها عن أهمية التعليم كأحد اللبنات الأساسية لرأس المال البشري، وكمحرك أساسي للتنمية المستدامة.” فالتعليم هو الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة الـ17 والتي تطالب بضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.
أقرأ: تغير المناخ.. لا نريد أن نخسر المعركة
إلا أن هذا الهدف تم استهدافه مباشرة خلال انتشار الجائجة التي تسببت، على مدى ثلاث سنوات، بتعطيل كبير للتعليم وفاقمت أزمة التعليم العالمية التي كانت قائمة أصلاً. وها هي منظمو اليونيسيف تطلق أرقاماً مخيفة عن ملايين الأطفال المحرومين من التعليم، والتي تنذر بقيام مجتمعات غير مستنيرة ومنعزلة.
هناك أكثر من ربع مليار طفل محرومون من التعليم في العالم لأسباب متعددة، وهو رقم مرشح للتفاقم كل عام إذا لم يتصرف المعنيون بسرعة ليؤمنوا الارضية المناسبة لاستقطاب هؤلاء المحرومين والعمل على تعافي التعليم عبر رصد مبالغ أكبر في الموازنات من أجل هذا الهدف.
في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بات التعليم يفرض نفسه على أجندة المسؤولين رغم تفاوته الكبير بين بلد وآخر. مؤخراَ، لوحظ أن حصة وزارات التعليم من إجمالي الموازنات باتت ترتفع، لاسيما في دول الخليج، التي دخلت جامعاتها في تصنيفات الجامعات الأفضل المئة العالمية.
بيد أن تحديات كبيرة لا تزال قائمة وتستوجب معالجتها. وهي تحديات فاقمتها معدلات التضخم شديدة الإرتفاع وأعباء الديون وتغير المناخ والتي تزيد من حجم الضغوط التي تواجهها الدول، ليس في عالمنا العربي فحسب إنما في كل دول العالم.
ويتوقع البنك الدولي أن هذه الانتكاسات التعليمية، إن لم يتم علاجها، قد تكلف طلاب اليوم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 10 في المئة من دخلهم السنوي في المستقبل، أو ما مجموعه 800 مليار دولار من مكتسباتهم المالية المفقودة على مدى حياتهم.
ويؤكد جو شدياق: “هذا يستدعي مواصلة التركيز على الأهداف الإنمائية طويلة الأجل التي تبني القدرة على الصمود وتعزز الرخاء، وبالتالي تخصيص الاستثمارات والموارد الضرورية لتحسين جودة التعليم بهدف تخصيص مستقبل أفضل لأبنائنا.”
أنقر هنا للمزيد من الأخبار الاقتصادية.