تعمل التكنولوجيا على تغيير قطاع الضيافة بوتيرة لم يسبق لها مثيل. ونظرًا لكون الشركات في قطاع الضيافة غالباً ما تكون سبّاقة لِتوظيف أحدث التقنيات بهدف تقديم تَجارب أفضل لعملائها، فإن الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية، وفقًا لتقرير جديد صادر عن شركة حلول الشبكات “أروبا”، يفرض تحديات محتملة على صناعة تعوّل بشكل أساسي على التعامل الإنساني.
جعل التحول الجذري الذي شهده قطاع الضيافة على مرّ السنوات القليلة الماضية – والذي شهد اعتماداً كلّياً على حلول تكنولوجية جوهرية لضمان نجاحه واستمراريته – الفنادق والمنتجعات تتفنن أكثر فأكثر في تقديم خدمات سلسلة تعتمد بصورة رئيسية على التكنولوجيا الرقمية.
وكشفت “أروبا” التي تنضوي تحت مظلة “هيوليت باكارد أنتربرايز” عن خمس توجهات تجمع بين العالمين الرقمي والمادي.، يمكن لقطاع الضيافة تسخيرها لجعلها تتناسب مع متطلبات العملاء التي أضحت أكثر تعقيداً.
يتوقع التقرير أن تتجه مؤسسات الضيافة إلى تقديم خيارات لا تعتمد بالضرورة على الحضور الشخصي. ويشير إلى أن الشركات ستكون قادرة على الترحيب بعملائها حول العالم عن بعد، باستخدام تقنيات مبتكرة مثل الواقع المعزز، والواقع الافتراضي (الميتافيرس).
وتلفت الدراسة كذلك إلى أنه مستقبلاً، ستشكل الرقمنة التفاعلية الخيار الأول بالنسبة للعملاء. ونظرًا لأن التجربة الافتراضية ستصبح أولى الخيارات البديهية لأي حدث حقيقي، بحيث ستبدأ الشركات في إدخال خيارات مدروسة ومبتكرة ومُشخصنة.
وبحسب التحليل، سترتبط شركات الضيافة على نحو كامل ووثيق بمجتمعات الأعمال لتقديم تجربة مثالية للعملاء. ومن خلال مشاركة البيانات، ستتمكن المنتجعات من تقديم توصيات الأغذية والمشروبات بناءً على طلبات الضيوف في مواقع أخرى. وقد يتيح ذلك أيضاً لمؤسسات الضيافة تقديم توصيات بالأنشطة المحلية التي يمكن القيام بها، بالإضافة إلى إمكانية تأكيد توافرها من عدَمه على نحو تلقائي.
إلى ذلك، ستسمح البيانات البيومترية وأنظمة المواقع المؤتمتة لأماكن الضيافة بالاطلاع على الإشارات الحسية التي يرسلها عملاؤها والتفاعل معها. ويشمل ذلك على سبيل المثال تعديل الموسيقى، والإضاءة، والرائحة، لتلائم الحالة المزاجية للزبائن، بالإضافة إلى تحسّس درجة الجوع لدى العملاء من خلال خدمة تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي التنبؤي.
ويوضح التقرير إلى وجوب أن تكون أماكن الضيافة على جهوزية تامة لمشاركة البيانات لمساعدة عملائها على اتخاذ قراراتهم. بالإضافة إلى ذلك، يوصي البحث بأهمية توسيع دائرة الخيارات المراعية للبيئة والصحة وقواعد السلوك، كي تتناسب مع جميع الأذواق، لضمان جذب العملاء واستبقائِهم.