يسلّط تقرير جديد صادر أمس عن المنتدى الاقتصادي العالمي الضوء على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الطبية، والدور الرئيسي الذي يلعبه التعاون بين القطاعين العام والخاص في ضمان اعتماده على مستوى العالم.
يهدف التقرير، الذي يحمل عنوان “توسيع نطاق الحلول الذكية مع الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي: إطلاق العنان للتأثير على حالات الاستخدام عالية الإمكانات”، إلى بدء التعاون بين القطاعين العام والخاص لتسريع التطبيق المسؤول للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.
لقد جمعت تحليلات من قبل أكثر من 400 حالة استخدام حالية للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى محادثات مباشرة مع 50 من القيادات العالمية الحكومية والأكاديمية التابعة لمختلف المجالات ومن بينها التكنولوجيا والرعاية الصحية والأدوية الحيوية وغيرها.
اقرأ أيضاً: دبي السبّاقة في توصيل الأدوية عبر الطائرات بدون طيار
يأتي التقرير استجابةً للتحديات العالمية التي تفرضها الأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم، بحيث يقترح تصنيفًا عالميًا لاستخدامات الذكاء الاصطناعي للرعاية الصحية، مشيرًا إلى الطرق التي يمكن أن تطلق بها أنظمة الرعاية الصحية العالمية الإمكانات الكاملة لهذه التقنيات الجديدة لتحويل رعاية المرضى وتقليل التكاليف وتمكين الناس من العيش حياة أكثر صحة وأطول.
في هذا الإطار، قال شيام بيشن، رئيس مركز الصحة والرعاية الصحية وعضو اللجنة التنفيذية في المنتدى الاقتصادي العالمي: “تعدّ التطورات المحكومة عن كثب في الذكاء الاصطناعي أمرًا بالغ الأهمية لدعم انتقال رقمي أوسع يعتمد على البيانات إلى أنظمة رعاية صحية ذكية، والتي يمكن أن تلبي احتياجات السكان وتدعم التحوّل على صعيد مخرجات الرعاية الصحية واستخدامها الفعال”.
من جهته، أشار براتاب خيدكار، الرئيس التنفيذي لشركة ZS: “لم يعُد السؤال هو ما إذا كانت التكنولوجيا موجودة للذكاء الاصطناعي لتحويل الرعاية الصحية، بل ما إذا كان بإمكان الجهات المعنية التعاون لوضع شروط لاستخدامه وإمكانية اعتماده على نطاق واسع.
وأضاف: “في حال تم تبنيه على نطاق واسع ومسؤول، فإن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تغيير أنظمة الرعاية الصحية بشكل جذري وتحسين النتائج الصحية للجميع”.
وفقًا لنتائج التقرير، من المحتمل أن يوفر الذكاء الاصطناعي تشخيصًا لمجموعة من الأمراض على نطاق واسع، مما يساعد على التدخل في مرحلة مبكرة للأفراد المعرضين لخطر أكبر، بالإضافة إلى التعامل مع الأمراض المعدية من خلال الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي يمكنها التنبؤ بتفشي المرض في المستقبل، مع تحديد انتشارها وتقديم استراتيجيات تخفيف مخصصة لتقليل تأثيرها.
ويحدد التقرير بعض العوائق التي تحول دون اعتماد الذكاء الاصطناعي بما في ذلك عدم كفاية البيانات عالية الجودة، وانخفاض الثقة في حلول الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية التكنولوجية غير الكافية.
ويوضح البحث أنه بالإمكان التغلب على هذه العقبات عندما يتم وضع دعم بين القطاعين العام والخاص لإنشاء أساس قوي للبيانات وقوانين خصوصية محسنة لاعتماد هذه التقنيات على نطاق واسع.
علاج مخصّص قائم على الذكاء الاصطناعي
أشارت ميهايلا فان دير شار، أستاذة التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي والطب في “جون همفري بلامر”، ومديرة مركز كامبريدج للذكاء الاصطناعي في الطب بجامعة كامبريدج، أن استخدام الطب الشخصي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي يمكن أن يسمح بعلاج أكثر فعالية للحالات الشائعة مثل أمراض القلب والسرطان، أو الأمراض النادرة مثل التليف الكيسي.
وأضافت أنه “يمكن السماح للأطباء بتحسين توقيت وجرعة الأدوية للمرضى الأفراد، أو فحص المرضى باستخدام ملفهم الصحي الفردي، بدلاً من المعايير الشاملة الحالية للعمر والجنس”.
وقالت دير شار لوسائل إعلام بريطانية إن هذا النهج الشخصي يمكن أن يؤدي إلى تشخيص مبكر ووقاية وعلاج أفضل وإنقاذ الأرواح والاستفادة بشكل أفضل من الموارد.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من الموضوعات المتعلقة بالصحة.