أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن تخفيضات النفط من قبل تحالف “أوبك+” قد تمتد “قطعاً” لما بعد الربع الأول من العام المقبل إذا دعت الحاجة، مضيفاً أن تخفيضات الإنتاج سيتم الالتزام بها بشكل كامل.
واتفق منتجو النفط في أوبك+ الاسبوع الماضي على تخفيضات طوعية للإنتاج بإجمالي نحو 2.2 مليون برميل يوميا في أوائل العام المقبل.
وقال وزير الطاقة السعودي في تصريحات لـ”بلومبرغ” إن تخفيضات الإنتاج التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي بأكثر من مليوني برميل يومياً، ستسحب فقط بعد النظر في ظروف السوق، ومن خلال استخدام “نهج تدريجي”.
وكانت السعودية أعلنت تمديدها الخفض الطوعي لإنتاج النفط والبالغ مليون برميل يومياً، الذي بدأ تطبيقه في يوليو/تموز الماضي، حتى نهاية الربع الأول 2024.
وقالت وزارة الطاقة السعودية، إنه بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق “أوبك+”، سيقارب إنتاج السعودية 9 ملايين برميل يومياً، حتى نهاية شهر مارس/آذار. ودعماً لاستقرار السوق، ستتم إعادة كميات الخفض الإضافية هذه، تدريجياً، وفقاً لظروف السوق.
وأوضح مصدر بوزارة الطاقة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية، أن هذا الخفض يُضاف إلى الخفض التطوعي، البالغ 500 ألف برميل يومياً، الذي سبق أن أعلنت عنه المملكة، في أبريل/نيسان 2023، والممتد حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.
كما أعلنت كل من الجزائر والكويت والامارات وسلطنة عمان عن خفيضات طوعية.
وبينما كان الأمير عبدالعزيز يتحدث إلى “بلومبرغ”، بقيت أسعار النفط الخام أقل من المستوى الذي كان عليه قبل اجتماع “أوبك +”، وتم تداوله بالقرب من 79 دولاراً للبرميل في لندن.
واعتبر مراقبو السوق أن نحو نصف التخفيضات فقط جديدة تماماً، وتساءلوا أيضاً عما إذا كانت جميع تخفيضات العرض الموعودة، ستتحقق بالفعل.
وهنا، توعد الأمير عبد العزيز بأن يتم إثبات خطأ هؤلاء المشككين، مضيفاً في مقابلة في الرياض الاثنين: “أظن أن خفض 2.2 مليون برميل يومياً سيحدث”. وتابع: “أعتقد بصدق أن 2.2 مليون برميل ستتخطى حتى عمليات بناء المخزون التي تحدث عادة في الربع الأول”، مشيراً إلى وجود علامات على أن الطلب يتحسن.
اقرأ أيضاً: أوبك+ تتفق على تخفيضات طوعية لإنتاج النفط وتدعو البرازيل للانضمام
إقناع روسيا
بينما يحاول المتعاملون قياس التأثير الحقيقي للاتفاق بين منظمة “أوبك” وحلفائها، فإن أحد أكبر الأسئلة يتعلق بروسيا، إذ تأتي مساهمتها من قيود التصدير، وليس من تخفيضات الإنتاج الصريحة، كما هو الحال بالنسبة لأعضاء “أوبك” وفق ما ذكرت “بلومبرغ”.
وقال الأمير عبد العزيز إنه كان يفضل رؤية خفض في الإنتاج، لكنه لم يتمكن من إقناع نظيره الروسي. تجادل موسكو منذ فترة طويلة، أن الطقس المتجمد والظروف الجيولوجية الأخرى، تزيد من صعوبة كبح الإنتاج في الأشهر الأولى من العام.
وتابع الأمير عبد العزيز: “لقد حاولنا”، مضيفاً: “نعلم أيضاً أنه من الصعب جداً على روسيا خفض الإنتاج في الشتاء”.
وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قال إن بلاده قررت خفض صادرات النفط بواقع نصف مليون برميل يومياً في الربع الأول من عام 2024 (تتوزع بواقع 300 ألف برميل يومياً من النفط الخام، و200 ألف برميل يومياً من صادرات الوقود).
وأعلن مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية يوري أوشاكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيزور السعودية والإمارات هذا الأسبوع.
وقال أوشاكوف لصحيفة “لايف” الروسية: “ستكون هذه زيارة عمل ومفاوضات مع ولي العهد السعودي. وقبل ذلك، سنطير إلى الإمارات، وستكون هناك أيضا زيارة عمل. آمل أن تكون المفاوضات مفيدة للغاية، والتي نعتبرها في غاية الأهمية”.
وفي هذا الوقت، قال الأمين العام لمنظمة “أوبك هيثم الغيص إن القول بأن النفط يجب أن يبقى تحت الأرض لن يؤدي إلى تحول في مجال الطاقة بل إلى الفوضى في هذا المجال.
وأضاف “لا نشعر بأن تشويه سمعة هذا القطاع نهج بناء”.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الطاقة.