Share

السفر الرقمي ضرورة للارتقاء بتجربة السفر ومواكبة احتياجات المسافرين

لن يضطر المسافرون إلى الوقوف في طوابير الانتظار
السفر الرقمي ضرورة للارتقاء بتجربة السفر ومواكبة احتياجات المسافرين
جيريمي سبرينغال، نائب الرئيس لقسم إدارة الحدود في شركة سيتا

توفر الهويات الرقمية إمكانية السفر من أي مكان إلى جميع أنحاء العالم – سواء عبر الجو أو البر أو البحر – دون الحاجة إلى تقديم وثائق السفر الورقية، مثل جواز السفر أو التأشيرة أو الوثائق الصحية أو بطاقة الصعود إلى الطائرة أو شهادة القيادة. وستكون الهويات الرقمية بمثابة المرجع الرئيسي لجميع مراحل رحلة السفر، ابتداءً من التفكير بالسفر، وصولاً إلى أنشطة الوجهة المقصودة ورحلة العودة.

وتُعدّ منظمة الطيران المدني الدولي، ومبادرتها الخاصة بمحدد الهوية الرقمية لوثائق السفر (DTC)، واحدة من الجهات الفعالة في تطوير الحلول العالمية، والقابلة للتشغيل البيني للهويات الرقمية، والتي من شأنها توفير رحلات آمنة وسلسة عبر العالم، إذ يمكن استخدامها بواسطة التقنيات المحمولة والتقنيات التي تعتمد على القياسات البيومترية.

زخم متواصل

 

يواصل التحول الرقمي في قطاع السفر النمو على نحو متسارع، ويعزى جزء كبير من ذلك إلى جائحة كوفيد-19. ومن المؤكد أن هذا التوجه نحو التحول الرقمي سيواصل تحقيق المزيد من الزخم على المدى الطويل، حيث بات السفر الرقمي اليوم من الاحتياجات الضرورية لقطاع السفر في التعامل مع التوجهات والتحديات التي يواجهها، مثل النمو الكبير في أعداد المسافرين، والتحديات اللوجستية التي ترافق الاعتماد على الوثائق الورقية ونقص الموظفين، إضافة إلى زيادة التوقعات بشأن النقل متعدد الوسائط، والتقشف الحكومي وغيرها.

ينطوي مفهوم الهوية الرقمية على العديد من المزايا التي توفر للمسافرين تجربة سفر آمنة وسلسة، مع الإمكانية لاستكمال إجراءات السفر بأمان من خارج المطار. وهذا سيعود بالفائدة على جميع الأطراف المعنية، حيث لن يضطر المسافرون إلى الوقوف في طوابير الانتظار، وستحصل الجهات المعنية بإجراءات السفر على التصاريح والوثائق المطلوبة مسبقاً، وإصدار موافقات السفر على نحو أسرع وتقييم المخاطر بكفاءة أعلى قبل المغادرة.

تفاؤل المسافرين

 

يسلط تقرير تحليلات سيتا لتكنولوجيا المعلومات عن فئة المسافرين لعام 2022، الضوء على مرحلتين من مراحل تجربة السفر اللتان تشهدان ردود فعل إيجابية من المسافرين منذ عام 2016، وهما: إدارة الهوية (ارتفعت بنسبة 11%)، واستلام الحقائب (ارتفعت بنسبة 9%)؛ وسجلت المرحلتان أعلى معدل لاعتماد حلول التكنولوجيا الرقمية على مدار الأعوام الخمسة الماضية.

كما يكشف التقرير عن وصول نسبة رضا المسافرين إلى 7.3 من أصل 10 فيما يتعلق بشعورهم بالراحة أثناء عملية التحقق من البيانات الحيوية خلال سفرهم، حيث يشير الرقم 10 إلى المستوى الأعلى.

ويؤكد استبيان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) الأخير لآراء المسافرين الدوليين على نتائج شركة سيتا، حيث يكشف عن استعداد أكثر من 80% من المسافرين لمشاركة معلومات السفر الخاصة بهم لتسريع إجراءات عبور المطار، في حين يميل 66% منهم للحصول على تأشيرة السفر عبر الإنترنت قبل الرحلة، ويرغب 75% منهم في اعتماد البيانات البيومترية لإتمام الإجراءات بدلاً من جوازات السفر وبطاقات الصعود إلى الطائرة.

السفر الرقمي

الارتقاء بواقع السفر الرقمي

 

في ظل التوجه المتسارع للقطاع نحو التحول الرقمي، وخاصة على صعيد الهوية الرقمية، تركز سيتا على تطوير وتوفير الجيل التالي من البنى التحتية اللازمة لتقنيات الخدمة الذاتية التي تعتمد عليها الهويات الرقمية، بما في ذلك نقاط الاتصال المحمولة والمتكاملة للخدمة الذاتية، والتي تقوم على البيانات والمقاييس الحيوية (البيومترية) لإتمام إجراءات التحقق من وثائق السفر، وتسليم الحقائب، وإجراءات الحركة عبر الحدود، والصعود إلى الطائرة، وغيرها.

وبدورها تعزز سيتا من السفر الرقمي من خلال مجموعة من حلول الحدود الرقمية التي تعتمدها أكثر من 70 حكومة، إضافة إلى دولة مجموعة العشرين، في حين توفر حلول معالجة إجراءات السفر تجارب سفر سلسة تستند إلى تقنيات المقاييس الحيوية والحلول الرقمية المحمولة بدلاً من التقيد بنقاط مادية ثابتة في المطار.

منهجية موحدة للقطاع

 

مازال اعتماد السفر الرقمي على نطاق عالمي يحتاج إلى الكثير من العمل، إضافة إلى تبني القطاع لمنهجية مجتمعية تعزز من القدرة على تطوير الإمكانات والابتكارات. كما أننا بحاجة إلى تطوير هوية رقمية عالمية للسفر بدلاً من التركيز على مبادرات فردية محدودة بمطار واحد أو شركة طيران واحدة لا تشمل سوى رحلات محدودة.

بمعنى آخر، يجب على جميع الجهات المعنية في قطاع السفر ضمان إمكانية إعادة استخدام الهويات الرقمية للمسافرين، وذلك في جميع الرحلات، والمطارات العالمية، ومراكز الرحلات البحرية، ومحطات القطارات، وغيرها. وتبرز أهمية هذه الخطوة بالتوازي مع ظهور خدمات متعددة الوسائط، والموجودة على سبيل المثال في هولندا (مثل شركة أير ترافل التابعة للخطوط الجوية الملكية الهولندية)، وفي فرنسا (مثل خدمة السفريات الجوية، وخدمات الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية، أحد عملاء شركة سيتا).

وتتعاون سيتا مع الجهات الفاعلة في القطاع، مثل منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، والاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، ومجلس المطارات الدولي، وذلك بهدف دعم المعايير والمبادرات العالمية مثل: وثائق السفر الرقمية التي اعتمدتها منظمة الطيران المدني الدولي، كما تشارك سيتا في تطوير مبادرة رحلة المسافر الآمنة والسلسة التي أطلقها المجلس العالمي للسفر والسياحة.

وتحتاج جميع الأطراف المعنية من شركات الطيران والمطارات والهيئات الحدودية والجهات المعنية في القطاع وغيرهم من الشركاء على مستوى العالم، إلى العمل معاً للاستمرار في إجراء التجارب المشتركة، وعمليات “إثبات المفهوم” مع العملاء، لتطوير وتحسين جودة تجربة السفر الرقمي، وحلول الحدود في المستقبل.