Share

ثلاثة سيناريوهات تُظهر فرصة بقيمة 232 مليار دولار للناتج المحلي في الشرق الأوسط مدفوعة بالذكاء الاصطناعي بحلول 2035: بي دبليو سي

المنطقة قادرة على الاستفادة من الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي لتحقيق نمو اقتصادي مستدام 
ثلاثة سيناريوهات تُظهر فرصة بقيمة 232 مليار دولار للناتج المحلي في الشرق الأوسط مدفوعة بالذكاء الاصطناعي بحلول 2035: بي دبليو سي
بي دبليو سي: التبني الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي والمرونة المناخية قد يضيفان 232 مليار دولار لإجمالي الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط بحلول 2035

أصدرت بي دبليو سي بحثاً جديداً يستعرض ثلاثة سيناريوهات مختلفة قائمة على بيانات لمنطقة الشرق الأوسط في العام 2035، كاشفاً عن فرصة بقيمة 232 مليار دولار إذا ما نجحت حكومات المنطقة وشركاتها في الاستفادة بنجاح من مكاسب الإنتاجية التي تتحقق بفعل الذكاء الاصطناعي وإدارة الآثار الاقتصادية للتغير المناخي.

كما يشير البحث الصادر تحت عنوان “القيمة المتغيرة: حان الوقت ليتولى الشرق الأوسط القيادة” إلى حقيقة إعادة ترتيب الصناعات الحالية خلال السنوات العشر المقبلة لتلبية احتياجات الإنسان بطرق جديدة، ما سيؤدي إلى تكوين “مجالات” جديدة تتجاوز الحدود التقليدية للقطاعات. ومن المنتظر أن تعمل هذه التحولات على خلق مجموعة من الفرص التي تمكن الشركات والمؤسسات من تجديد نفسها واستهداف قواعد عملاء جديدة وتشكيل تحالفات عابرة للقطاعات والابتكار في نماذج الخدمات والتشغيل.

وفي ظل التزاماتها الجريئة بقضية المناخ وقدرتها على الوصول إلى أقل موارد الطاقة المتجددة تكلفة في العالم والتطور المتسارع في قدرات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية، تمتلك منطقة الشرق الأوسط ميزة استراتيجية فريدة ومؤهلات تمكنها من قيادة الموجة القادمة من النمو الاقتصادي المستدام القائم على التكنولوجيا. وتظهر نماذج بي دبليو سي أن إجمالي الناتج المحلي الفعلي للمنطقة في ظل سيناريو العمل المعتاد قد ينمو بنسبة 41.8 في المئة بحلول العام 2035. ولكن عند أخذ المخاطر المرتبطة بالمناخ في الحسبان، مثل موجات الحرارة وشح المياه والفيضانات، تنخفض هذه النسبة بواقع 13.9 نقطة مئوية ليصبح معدل النمو الصافي 27.9 في المئة ويصل إجمالي الناتج المحلي إلى 4.57 تريليون دولار. ويمثل هذا التقدير أساساً لتقييم ثلاثة سيناريوهات مستقبلية مختلفة على مستوى العالم وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً | تقرير: توقعات بمساهمة الذكاء الاصطناعي بـ 19.9 تريليون دولار ودفع نمو الناتج المحلي بـ 3.5 في المئة بحلول 2030

أهمية الطاقة النظيفة في دعم الابتكار

وتبلغ قيمة الفجوة بين أفضل التقديرات المتفائلة وأشدها تشاؤماً لمستقبل المنطقة الاقتصادي نحو 232 مليار دولار. ففي إطار أكثر السيناريوهات تفاؤلاً، قد يؤدي تبني الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع إلى إضافة 8.3 في المئة من خلال مكاسب في الإنتاجية. وهو ما قد يساهم، بالإضافة إلى التحرك الحاسم في موضوع المناخ، في زيادة إجمالي الناتج المحلي إلى 4.68 تريليون دولار بحلول العام 2035. 

في هذا الصدد، صرح ستيفن أندرسون، رئيس قسم الاستراتيجية والتكنولوجيا في بي دبليو سي الشرق الأوسط، قائلاً: “سيمثل العقد المقبل تحدياً غير مسبوق لتصورات المنطقة وقدراتها، حيث ستساهم “السيناريوهات الثلاثة” مع ظهور ملامح ديناميكياتها في إعادة رسم خصائص اقتصاد الشرق الأوسط. وستضطر الشركات والحكومات إذا ما أرادت مواكبة التطورات أن تسارع إلى العمل ووضع الأهداف وإقامة الشراكات اللازمة لإعادة النظر في النماذج التقليدية ما يفتح الباب أمام الميزة التنافسية الفريدة التي تملكها المنطقة”.

ويطرح البحث إطاراً جديداً يرتكز على “مجالات النمو” الصاعدة، مثل كيف نحرك، ونُولد الطاقة، ونبني، ونرعى، ونحوسب، ونتواصل. هذه المنظومات العابرة للقطاعات تشير إلى مستقبل يقوم على خلق القيمة من خلال نزع الفواصل التقليدية بين القطاعات والاستعاضة عنها بمنظومات مترابطة وأكثر ديناميكية. 

ويسلط التقرير كذلك الضوء على دور الطاقة النظيفة في دعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والتوسع في الابتكار. وفي ظل مساهمة عمالقة الحوسبة السحابية حول العالم في تعزيز الاستثمار، قد تستفيد منطقة الشرق الأوسط من ميزة الطاقة المتجددة لتتحول إلى مركز إقليمي وعالمي للذكاء الاصطناعي.

الشرق الأوسط الذكاء الاصطناعي

الرؤى الطموحة تعزز فرص الريادة في المنطقة

وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور يحيى عنوتي، الشريك في استراتيجي آند وقائد منصة الاستدامة في بي دبليو سي الشرق الأوسط، قائلاً: “يتمثل أحد العوامل المحورية ضمن هذا السياق في قدرة منطقة الشرق الأوسط على تحقيق التوازن بين تكلفة الذكاء الاصطناعي وإمكانية التوسع في استخدامه في ظل توفر الطاقة النظيفة وقلة تكلفتها، لا سيما في ظل الوتيرة غير المسبوقة في تبني الذكاء الاصطناعي. وسيكون لتحقيق هذا التوازن أهمية جوهرية في استغلال جميع إمكانات المنطقة”.

ويدعو التقرير الحكومات وقادة الأعمال والأكاديميين إلى اتخاذ خطوة جريئة ومنسقة لرسم ملامح مستقبل المنطقة، حيث يشجع الحكومات على إعادة تصميم مؤسساتها لتواكب التطور المستمر في الاحتياجات البشرية من خلال إنشاء وزارات تركز على رعاية المواطنين أو سرعة تنقلهم وتأسيس صناديق متخصصة لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي ودمجه في الخدمات العامة، هذا إلى جانب دعوة قادة الأعمال إلى إعادة النظر في نماذجهم التشغيلية لزيادة المشاركة المحلية في الاقتصاد وتعزيز استخدام التقنيات الرقمية وخفض الانبعاثات الكربونية مع تعزيز مرونة سلاسل التوريد والتحالفات عبر مختلف القطاعات. وفي الوقت نفسه، لابد للأكاديميين من ترسيخ النهضة الوطنية من خلال إعداد كفاءات مواكبة لتطورات المستقبل وتطوير الأبحاث التطبيقية في مجموعة من المجالات الاستراتيجية ودمج ريادة الأعمال على مستوى منظومة التعليم. 

ولا شك أن الرؤى الطموحة التي تتبناها المنطقة وقدراتها العالمية تعزز من الفرص المتاحة أمام المنطقة لا للتكيف مع التغييرات المستقبلية فحسب، وإنما لاحتلال موقع الريادة. من هنا، فإن القيمة باتت بالفعل في طور التغيير وحان الآن وقت العمل والمبادرة.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الاقتصاد.