في شهر قياسي لقطاع الشركات الناشئة في المنطقة، برزت المملكة العربية السعودية كالدولة الأبرز لأنشطة الاستثمار، حيث ارتفع إجمالي الاستثمارات إلى 198 مليون دولار في 25 صفقة. وتؤكد هذه الزيادة، وهي الأعلى في المنطقة، على الحيوية المتزايدة وثقة المستثمرين في مشهد الشركات الناشئة في السعودية.
البرمجيات كخدمة تقود النمو
كشف تقرير صادر عن “وامدا” و”ديجيتال دايجست” أن الجزء الأكبر من الاستثمارات في الشركات الناشئة (130 مليون دولار) ذهب إلى جولة ما قبل الاكتتاب العام الأولي لشركة “سلة” التي تقدم خدمات البرمجيات كخدمة (SaaS) ومقرها السعودية. يعكس هذا الضخ الكبير لرأس المال الرغبة المتزايدة في الحلول المبتكرة ويؤكد على مكانة السعودية كمركز متنامي للمؤسسات التي تعتمد على التكنولوجيا.
برزت البرمجيات كخدمة باعتبارها القطاع الرائد في جمع الاستثمارات في المنطقة. وقد جمعت ما مجموعه 130.6 مليون دولار عبر تسع صفقات. تبعتها التكنولوجيا المالية، حيث حصلت على 40 مليون دولار في 12 صفقة، في حين جمعت شركات التجارة الإلكترونية الناشئة 18 مليون دولار.
نظرة عامة على المنطقة
وفي جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حصلت الشركات الناشئة على إجمالي 254 مليون دولار خلال شهر مارس/ آذار، ليصل إجمالي الاستثمارات للأشهر الثلاثة الأولى من العام إلى 429 مليون دولار. بالإضافة إلى السعودية، حصلت الإمارات على استثمارات ملحوظة من خلال 12 شركة ناشئة جمعت 39 مليون دولار. وفي الوقت نفسه، تمكنت ثماني شركات ناشئة في مصر من جمع 7 ملايين دولار خلال الفترة نفسها. يسلط هذا التوزيع المتنوع الضوء على الأهمية المتزايدة لمختلف اللاعبين الإقليميين في قطاع الشركات الناشئة في المنطقة.
ومن حيث عدد الاستثمارات، احتلت السعودية المركز الأول بـ 25 صفقة، تليها الإمارات بـ 12 ومصر بـ 8 صفقات. ويعكس هذا النشاط القوي في قطاع الشركات الناشئة في المنطقة، حيث تبرز السعودية كوجهة جذابة بشكل خاص للمستثمرين.
وفي حين استمرت الشركات الناشئة التي أسسها الذكور في الهيمنة على المشهد التمويلي، حيث شكلت 89.7 في المئة من إجمالي الاستثمارات، وذهبت 10 في المئة من الاستثمارات إلى مؤسسين مختلطين. وفي الوقت نفسه، شكلت الشركات الناشئة التي أسستها نساء 0.2 في المئة فقط من الاستثمارات. يشير هذا الاتجاه إلى تحول تدريجي نحو المزيد من التنوع بين الجنسين والشمولية داخل قطاع الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
اقرأ أيضًا: معدل البطالة في السعودية يتراجع إلى 4.4 في المئة في الربع الرابع من 2023
تأثير مؤتمر ليب 2024
ساهم مؤتمر “ليب 2024” (LEAP 2024) الذي استضافته السعودية في بداية الشهر بشكل كبير في مشهد الشركات الناشئة في المملكة. كما شهد الحدث الإعلان عن صناديق استثمار بمليارات الدولارات، بما في ذلك الصندوق اللوجستي الثالث للسعودية بقيمة 500 مليون دولار، وصندوقي رأس المال الاستثماري التابعين لصندوق التنمية الوطنية في السعودية، واستثمار شركة “جلف كابيتال” الإماراتية و (RDIA) بقيمة 100 مليون دولار.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الاقتصاد.