Share

الشركات الناشئة في السعوديّة تهيمن على الجولات التمويليّة: وهذه الإختصاصات تحظى بالدعم الأكبر

إنشاء صندوق بتريليون دولار لدعم الشركات الناشئة في السعوديّة
الشركات الناشئة في السعوديّة تهيمن على الجولات التمويليّة: وهذه الإختصاصات تحظى بالدعم الأكبر
تستهدف السعوديّة رفع إسهام الشركات الناشئة في الناتج المحلي من 20 في المئة إلى 35 في المئة

إن كنت تسعى لتأسيس شركة ناشئة، فاجعل من المملكة العربيّة السعوديّة وجهتك الأولى، بعد أن جاءت في صدارة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث قيمة الاستثمار الجريء خلال الأشهر الستة الأولى من 2023. واستحوذت الشركات الناشئة في السعوديّة على ما نسبته 42 في المئة من إجمالي رؤوس الأموال التي قامت بضخّها شركات رأس المال المخاطر في المنطقة، بعدما كانت هذه النسبة 31 في المئة  في الفترة ذاتها من 2022، بحسب تقرير أصدرته شركة “ماغنيت  “(MAGNiTT).

فلم يعد خفيًّا على أحد الدعم المالي، والتقني، والإداري الذي توفّره السعوديّة، للشركات الناشئة وخصوصا المتخصّصة منها في المجال الرقمي. وهو ليس سوى نقطة في بحر الخطط الإقتصاديّة التنمويّة التي تسعى السعوديّة إلى تطبيقها لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 بالإنتقال من الإقتصاد النفطي إلى اقتصاد متعّدد الأقطاب، يحقّق نموًّا عاليًا، ويجذب الاستثمارات.

وقد تجاوز عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة في السعودية 1,140 مليون شركة بنهاية العام الماضي. واستفادت  17 ألف منشأة صغيرة في السعودية من ضمانات مقدمة من برنامج “كفالة تمويل المنشات الصغيرة والمتوسطة” بقيمة 71 مليار ريال.

وتشكل المنشآت الصغيرة والمتوسطة نحو 90 في المئة  من القطاع الصناعي السعودي، في حين زاد عدد المنشآت في القطاع الصناعي بنسبة 22 في المئة. أمّا عدد المستثمرين فبلغ 83 في المئة في الجولات الاستثمارية للشركات الناشئة. فيما التسهيلات الائتمانية المقدمة للمصدرين والمستوردين السعوديين للمنتجات غير النفطية بلغت 3.27 مليار ريال، بحسب التقرير السنوي لرؤية 2030 لعام 2022.

إنشاء صندوق بتريليون دولار لدعم الشركات الناشئة في السعوديّة

وتستهدف السعوديّة في رؤيتها الاقتصاديّة رفع إسهام المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي من 20 في المئة إلى 35 في المئة. ولهذه الغاية، دعمت السعوديّة مقترح الهند لإنشاء صندوق “Startup20” بمبلغ تريليون دولار، في شهر يوليو/تمّوز، من العام 2023، مبدية استعدادها للتعاون مع “Startup20” لتقديم هذه الفرصة لأهم المستثمرين في السعودية وعرض أفضل فرص للشركات الناشئة.

وفي خطّتها لدعم الشركات الناشئة، احتضنت السعوديّة عدد من مسّرعات المشاريع الناشئة وعلى رأسهم شركة stc، (ممكّن التحول الرقمي في المنطقة). اذ تقدم المجموعة العديد من الحلول الرقمية المبتكرة وتساهم في قيادة التحول الرقمي على مستوى المنطقة. واستثمرت 300 مليون دولار إضافية لتسريع نمو الشركات الرقمية في المنطقة، العام الماضي، بالإضافة إلى 500 مليون دولار لـ STV، شركة استثمار تكنولوجي مستقلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

كما أسست المملكة في العام 2018، الشركة السعودية للاستثمار الجريء “إس في سي” (SVC) التابعة لبنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وذلك في إطار رؤية المملكة 2030.

تسهم “إس في سي” بشكل مباشر في تطوير منظومة الاستثمار الجريء من خلال تحفيز الاستثمار في الصناديق الاستثمارية والاستثمار بالمشاركة مع مجموعات المستثمرين الملائكيين. وتهدف الشركة إلى تطوير منظومة الاستثمار الجريء عن طريق استثمار 1.6 مليار دولار (6 مليارات ريال).

وقد بلغ عدد الصناديق التي استثمرت فيها “إس في سي”، 43 صندوقاً استثمارياً، فيما بلغ عدد الشركات الناشئة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة المستثمر بها 674 شركة من خلال 1,257 صفقة.

كذلك، أطلقت المملكة العربية السعودية The Garage | الكــراج، واحدة من أكبر مناطق الشركات الناشئة في الشرق الأوسط. بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (KACST) والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز | SAFCSP.

ويعتبر الكــراج، مسرع مشاريع ناشئة يركز على الشركات الناشئة المحلية والعالمية، ويقدم العديد من البرامج، ويضم حاليًا أكثر من 300 شركة ناشئة. وتبلغ مساحة منطقة الشركات الناشئة 28,000 متر مربع، وتوفر 24 غرفة اجتماعات وقاعة فعاليات تتسع لـ 1,000 شخص ومساحة مخصصة لورشة العمل.

اقرأ أيضا: السعودية “حاضنة” الشركات الناشئة

أيّ قطاعات تحظى على النسبة الأعلى من التمويل؟

وهذا الدعم الضخم للشركات الناشئة السعوديّة، سمح لها بالهيمنة على أبرز الجولات التمويلية في الوطن العربي، خلال فبراير/شباط الماضي، من حيث العدد والقيمة.

وتتوزّع اختصصات هذه الشركات على الشكل التالي:

شهدت شركات التكنولوجيا المالية نموًا هائلاً في العام 2022؛ حيث ارتفع عدد شركات التكنولوجيا المالية المسجلة والمرخصة العاملة في المملكة من 80 إلى 147 شركة ناشئة. أمّا ومع انتهاء الربع الأوّل لعام 2023، فقد احتل قطاع التجارة الإلكترونية الصدارة من حيث التمويلات وعدد الصفقات، حيث استحوذ على 368  مليون دولار، أو ما نسبته 83  في المئة من إجمالي الاستثمار الجريء عبر 11 صفقة.

وللشركات الناشئة العاملة في قطاع الخدمات اللوجستية، نصيبها أيضا من الاستثمارات وقد حصدت في شهر فبراير/شباط من العام 2022، مبلغ 120 مليون دولار، بقيادة شركتي تروكر وريتيلو السعوديتين.

وعليه، يبدو أنّ للشركات الناشئة في السعوديّة مستقبلا باهرًا، وسط خطط الدعم والتمويل التي ترعاها الدولة. فهل تصبح المملكة مركزا عالميّا للشركات الناشئة بحلول 2030؟

انقر هنا للاطلاع على المزيد من التقارير المرتبطة بالمملكة العربية السعودية.