أصغر أختار خان، قائد تمويل الشركات ورائد الأعمال والمتعلم مدى الحياة، لا يضيع الوقت في الحديث عن نفسه أو خلفية عائلته الشهيرة. إنه معروف بكل الأعمال التي تتعلق بالعناية بالبشرة.
وهو الآن يخطو إلى صناعة تبلغ قيمتها مليار دولار في الإمارات العربية المتحدة، ليصنع لنفسه اسمًا، ليس مرتبط بالذي كان يعرّف عنه في السابق.
وعلى الرغم من تصريحه لـ”إيكونومي الشرق الأوسط” بأن الإشارة إلى رحلة عائلته مع شركة “بيبسي”، كشريك سابق في الميراث، تساعد في إضفاء المصداقية على تعاملاته التجارية، سواء كان ذلك في التصنيع أو سلسلة التوريد أو نهايات التوزيع، فإن روايته تتسم بالتواضع وليس الغرور.
هذا لا يعني أنه يفتقر إلى الجرأة أو الثقة، إذ سيطلق قريبًا في دبي “فيتا إيترينيتي”، أحدث منتجاته الفاخرة للعناية بالبشرة، معتمدًا على إرث الماضي؛ المستحضرات التي استُخدمت آنذاك في علاج البشرة ووضعها في قالب عصري يناسب حياتنا اليومية.
من هو أصغر أختار خان؟
أصغر هو رجل أعمال شاب وديناميكي يستخدم التعلم مدى الحياة لمراكمة المعرفة وتحقيق النجاح. ولما لا، إذ تمنحه خلفيته العائلية في التصنيع والتوزيع ميزة في مشاريعه.
وحول هذا الموضوع، قال أصغر لـ”إيكونومي الشرق الأوسط”: “نظرًا لأننا نتمتع بخلفية مميزة في التصنيع والصناعة، فقد سمح ذلك لي باستكشاف إمكانيات جديدة، والحفاظ على عقلية تعلم شيء جديد كل يوم والبحث دائمًا عن استكشاف أي فرصة قد أجدها فريدة من نوعها”.
وأضاف: “قادتني تجربة تعليمية فريدة إلى رحلتي الريادية في صناعة العناية بالبشرة بدءًا من فرنسا، حيث حظيت بشرف العمل مع شريكة تجارية رائعة وأصحاب مصلحة يتمتعون بعشرات السنين من الخبرة”.
ومع ذلك، قد تكون مخطئًا في افتراضك أن أصغر استخدم ثروة العائلة لتمويل أول عمل تجاري له. بالعكس، فهو بدأ مسيرته المهنية خارج أعمال العائلة، حيث كان له رئيس في العمل، واتبع الأوامر مثل أي موظف آخر وتعلم من الخبرة المهنية.
فترة عمل في الخدمات المصرفية للشركات
بعد حصوله على درجة البكالوريوس من بوسطن والماجستير من لندن، سعى أصغر لاكتساب الخبرة في الخدمات المالية واختار الخدمات المصرفية للشركات.
قال أصغر: “في هذا المجال من التمويل، أنت تتعامل مع الشركات وتوفر تسهيلات الإقراض والتمويل التجاري والمنتجات المشتقة ومجموعة من خيارات الاستثمار”.
وتابع: “كان هدفي في ذلك الوقت إعادة مجموعة المهارات الرائعة إلى شركة عائلتي، لذلك عملت بجداول زمنية متقلبة وأجريت أبحاث عن الشركات و جودة أعمالها”.
كانت وظيفته تتمثل في إجراء العناية المالية الواجبة، وتحليل التكاليف الثابتة والمتغيرة وتحليل هوامش الربح داخليًا للشركات الكبيرة والعملاء الصناعيين، من بين أمور أخرى.
وكشف أصغر: “أنت بحاجة إلى تغطية جميع القواعد الخاصة بك، لذا فقد سهرتُ الليالي أدرس الصناعات وقطاعات الأعمال وكيفية عمل الأسواق وسلاسل التوريد، وهذا هو المكان الذي عثرت فيه على فرصة للعمل في مجال العناية بالبشرة”.
القفزة تجاه ريادة الأعمال
في باكستان، الإقامة الحالية لأصغر، هي مكان يزدهر فيه قطاع الموضة والجمال والعناية بالبشرة.
و أشار أصغر: “أثناء بحثي في الأرقام والتنبؤات التي تتراوح من 5 إلى 10 سنوات لصناعة العناية بالبشرة، أدركت بالفعل أنها ستكون مربحة للغاية وما برز لي منذ 5-6 سنوات أنها كانت واحدة من الصناعات القليلة في ذلك الوقت التي تركز على القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة”.
واستطرد: “لقد أعجبني الدفع نحو الاستدامة وحماية البيئة والممارسات الصديقة للبيئة في كل من سلسلة التوريد وتوريد المواد الخام للعناية بالبشرة”.
نشأ تحالف للعناية بالبشرة
متسلحًا بالمعرفة المالية، وفهم قوة المؤثرين المشاهير، دخل أصغر في شراكة مع أوليا تزارينا، إحدى مشاهير الفراء الصناعي التي باتت على كل شفة ولسان في هوليوود، وأطلقا معًا “بيو لاب إكسوتيك”، وهو علاج عضوي بالكامل للعناية بالبشرة يعتمد على زيت الأرغان مصدره الحقول في المغرب.
قال أصغر: “كان مقر شريكتي السابقة في لندن في ذلك الوقت وقد حظيت باستقبال رفيع المستوى من قبل صنّاع الترفيه في أوروبا والمملكة المتحدة وخاصة بين أقطاب الموضة والمشاهير في هوليوود، لذلك اعتقدت أننا سنشكل شراكة مميّزة”.
كان ذلك في عام 2020. ثم جاء الكوفيد بإغلاقه المدمر وغيّر كل شيء.
الكوفيد: عدو المتاجر الفعلية
قبل أسابيع قليلة من بدء ظهور الحالات القليلة في أوروبا افتتح أصغر وشريكته مفهومًا لمتجرًا في الريفيرا الفرنسية.
قال أصغر: “هناك الطقس دافئ وإقبال العملاء قوي جدًا بسبب الطبيعة الخلابة وثقافة الأشخاص الذين يعيشون هناك، لكن كان هدفنا أيضًا التوسع في فرنسا والاتحاد الأوروبي بشكل عام”.
عندما بدأت الجائحة، تسببت في عمليات إغلاق واسعة النطاق، مما أثر على عمليات التصنيع والبيع بالتجزئة، و عندها توضّح أنه قد حان وقت اتخاذ القرار.
حول ذلك قال أصغر: “في الواقع، هذا ما أوصلني إلى الشرق الأوسط ودبي تحديدًا، حيث شعرت أن استجابة دولة الإمارات الاستثنائية والسريعة للوباء وضعتها ضمن أفضل 3 دول لديها استراتيجية استثنائية للتعامل معه، من الاحتواء إلى التطعيم، مع ضمان أيضًا استمرارية الأعمال والسفر الآمن”.
وأدت هذه الخطوة أيضَا إلى دخول أصغر إلى عالم التجارة الإلكترونية.
فيتا إيتيرنيتي
حتى ما قبل الوباء، أي منذ عام 2018، شهدت قنوات التجارة الإلكترونية في الإمارات وخاصة المتعلقة بالعناية بالبشرة مبيعات قوية، وقد ارتفع هذا الرقم بسبب الكورونا.
وتحدث أصغر عن علامته التجارية للعناية بالبشرة التي تلبي احتياجات منطقة الشرق الأوسط وتحديدًا الإمارات ودبي، قائلًا: “كعلامة تجارية، نريد أن نظهر أن المواد الكيميائية والمواد المضافة ليست ضرورية لعلاج الأمراض الجلدية مثل الأكزيما أو للمساعدة في إنتاج الكولاجين وتوفير ترطيب البشرة. ستنتج “فيتا إيتيرنيتي” خطوط إنتاج بزيوت نادرة وفريدة من نوعها، موفرة مجموعة متنوعة من المكونات المنتقاة والممزوجة بعناية “.
وأشار: “ستكون خطوط منتجات الشرق الأوسط مختلفة. في فرنسا، كان منتجنا عبارة عن زيت أرغان فقط. أما في حالة “فيتا إيتيرنيتي”، سنستخدم مجموعة متنوعة من الزيوت الأساسية. كذلك، يسمح لنا التوريد الدقيق للمواد الخام لدينا بالتمييز في السعر، حيث بإمكاننا تقديم خيار منتج أقل كلفة لأولئك الذين يسعون إلى تجربة منتج مستحضرات تجميل عالي الجودة.
وفقًا لأصغر، فإن العديد من الزيوت الأقل تكلفة من “فيتا إيتيرنيتي” معروفة جيدًا في الشرق الأوسط، حيث تُستخدم تقليديًا للعناية بالبشرة والأغراض الطبية بالطريقة التقليدية، مما يعيد الفوائد المستقاة من الأيام الخوالي للحفاظ على بشرة شابة وصحية للوجه والجسم.
وأوضح أصغر: “في حين أن الزيوت ليست بديلاً عن الأدوية، إلا أنها تساعد في تعزيز صحة البشرة ولها فوائد تجميلية قوية لبشرة المستخدمين”.
لماذا “فيتا إيتيرنيتي” في الإمارات؟
وفقًا لأصغر، تهدف “فيتا”، وتعني باللاتينية الحياة والخلود، إلى عكس أسلوب حياة أصيل بغض النظر عن هوية المستخدم وحالة البشرة.
وكشف أصغر: “في الإمارات وحدها، وصل إجمالي مبيعات مستحضرات العناية بالبشرة هذا العام، مع اقترابنا من الربع الثالث، إلى 1,2 مليار دولار، ومن ذلك، جاءت 24٪ من هذه الإيرادات عبر الإنترنت وحده. لذلك، ارتأينا أنه التوقيت المثالي لإطلاق علامة “فيتا إيتيرنيتي” في السوق من خلال تجربتنا في البيع بالتجزئة عبر الإنترنت”.
وصرّح أصغر: “تتمتع الإمارات بواحد من أعلى معدلات الدخل للفرد، بعد السعودية وقطر. لذا، فإننا نطلق علامتنا التجارية مع زيت الورد الأحمر النقي، وهو منتج فاخر لكن سعره منافس للغاية مقارنةً بعروض البوتيك والعروض السائدة الأخرى”.
أكسب اسم عائلة أصغر والمعاملات التجارية السابقة والحالية له المصداقية، وتمتد شبكة أعماله تقريبًا في كل مكان. وقال أصغر: “المصداقية تعني الثقة. إنها أغلى ما يملكه المرء عندما يعمل لحسابه أو يعمل لحساب الآخرين”.
بالنسبة للإرث الذي يرغب في تركه، كشف أصغر: “إذا كان أي شخص سيواصل ما أقوم به حاليًا، فإنني أنصحه ببذل قصارى جهده ومحاولة تعلم شيء جديد كل يوم. بغض النظر عما يعتريك في ذلك اليوم، حاول إضافة نسبة 2-5٪ من المعرفة عن اليوم السابق. قد يبدو الأمر شاقًا في البداية، لكن عليك أن تكون جريئًا وتتعامل مع كل يوم بقوة وحماس”.