عشرون رئيس دولة وحكومة وأكثر من 250 وزيراً ونحو 10 الاف رجل أعمال، بمن فيهم إيلون ماسك، ومسؤولون حكوميون وقادة فكر وخبراء عالميون، يلتقون في القمة العالمية للحكومات التي تبدأ أعمالها اليوم الإثنين رسمياً في دبي.
والقمة العالمية للحكومات هي منصة عالمية مكرسة لتشكيل مستقبل الحكومات في جميع أنحاء العالم. في كل عام، تحدد القمة جدول أعمال الجيل المقبل من الحكومات وتُبحث فيها كل ما يتصل بحياة الناس، وقدرة حكومة كل دولة على خدمة شعبها، وتقديم ما يريح حياته ويسهّلها؛
مع التركيز على كيفية تسخير الابتكار والتكنولوجيا لحل التحديات العالمية التي تواجه البشرية.
قمة هذا العام التي تنعقد في وقت يمر الاقتصاد العالمي بمطبات عنيفة، وفيما تواجه الحكومات العديد من التحديات التي تتولد من كل صوب وحدب، تأتي تحت شعار”استشراف حكومات المستقبل” بعدما أصبحت على مدى عشرة أعوام منصة للأفكار الخلاقة وتحويلها إلى واقع، كمتحف المستقبل الذي بدأ كفكرة في القمة عام 2014.
وتشهد القمة سنوياً الاحتفاء بالفائزين من مختلف أنحاء العالم، في جوائز استثنائية مثل، جائزة أفضل وزير في العالم، وجائزة تحدي الجامعات العالمية، وجائزة ابتكارات الحكومات الخلاقة، والجائزة العالمية لأفضل التطبيقات الحكومية، وجائزة التميز الحكومي العالمي.
في أكثر من 220 جلسة، يتناول المتحدثون ملامح التجارب الحكومية في بلدانهم، وآفاق التعاون بين حكومات العالم، للوصول إلى رؤية مشتركة تسهم في بناء مستقبل أفضل للدول والشعوب.
وتتوزع محاور الكلمات الرئيسة والجلسات على عناوين عريضة، تشمل تحديات التنمية المستدامة، وقضايا المناخ، والسياسات المالية العالمية وآفاق الاقتصاد الدولي، ومستقبل الرعاية الصحية.
ويشارك عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات في الجلسات الرئيسة للقمة العالمية للحكومات 2023، من أبرزهم الرئيس السنغالي ماكي سال، ورئيس الاتحاد الإفريقي، في جلسة بعنوان «إفريقيا.. المحرك الاقتصادي العالمي القادم»، عن آفاق الاستثمار في إفريقيا التي تعتبر أرض الفرص الواعدة.
وفي جلسة رئيسة تحت عنوان “عصر التغير المناخي.. ومواجهة خطر الغرق”، يستعرض رئيس جمهورية سيشل، وافل رامكالاوان، التحديات التي تواجه بلاده في ظل التغير المناخي، باعتبارها من الدول الجزرية التي تخشى أكثر من غيرها ارتفاع مستوى سطح البحر.
ويستعرض الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، رئيس وزراء الكويت ، في كلمة رئيسة له في القمة، آفاق التعاون بين حكومات العالم لتحقيق مستهدفات التنمية.
وتشارك رئيسة حكومة الجمهورية التونسية، نجلاء بودن رمضان، في عدد من الجلسات، منها جلسة بعنوان “قيادة التغيير الإيجابي.. ريادة المرأة في الحكومة” في ثاني أيام القمة، تتحدث فيها عن متطلبات إعداد جيل جديد من القيادات النسائية للعمل الحكومي المستقبلي.
كذلك يشارك رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، في جلسة رئيسة في اليوم الأول من القمة، وأخرى ضمن منتدى البيانات العالمي، بعنوان “ما مدى قوة البيانات في اتخاذ القرارات؟”، حيث يتحدث عن كيف أصبحت ثورة البيانات شريان الحياة لعملية اتخاذ القرارات.
ماسك في القمة مجدداً
وفي جلسة حوارية، وللمرة الثانية بين وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس القمة العالمية للحكومات، محمد بن عبدالله القرقاوي، والرئيس التنفيذي لشركات “تويتر” و”سبيس إكس وتيسلا”، إيلون ماسك، في ثالث أيام القمة، يسلط الضوء على العديد من القضايا المحورية التي تشغل العالم.
ويعود ماسك إلى القمة بعد 6 سنوات، لاستكمال الحوار الثري الذي بدأه في 2017 حول الابتكار وريادة المستقبل بجلسة تحت عنوان “حوار مع إيلون ماسك 2.0”.
كما يتحدث المؤسس والرئيس للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، كلاوس شواب، في جلسة رئيسة تحت عنوان حالة العالم، حيث يناقش حجم التغيرات الكبيرة التي تنتظر اقتصاديات العالم في المستقبل، وطرق تعزيز دور الحكومات وجهودها لمواجهة التحديات، وبناء مستقبل أفضل للمجتمعات.
فيما تناقش المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، في جلسة رئيسة، تحديات السياسة المالية في إطار التطورات الاقتصادية والمالية الراهنة، ودور السياسات الاقتصادية والمالية في المحافظة على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. كما تستعرض التطورات الاقتصادية العالمية والإقليمية الراهنة والتوقعات المستقبلية، مع التركيز على التحديات والأولويات الرئيسة للسياسة المالية.
ويناقش المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، في جلسة رئيسة في ثاني أيام القمة، تحت عنوان “الأولويات الصحية العالمية في المرحلة القادمة.. ما هي ولماذا وكيف؟” التحول إلى الرعاية الصحية الرقمية وكيفية تمكينها للجميع، إلى جانب توحيد الجهود للقضاء على الأوبئة والأمراض المزمنة. كما يبحث كيفية تعزيز دور الحكومات والمنظمات في تسريع رقمنة النظم الصحية، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
ويستعرض المدير العام لمنظمة العمل الدولية، جلبرت هونجو، خلال جلسة رئيسة، دور الحكومات في تصميم توجهات مستقبل العمل والوظائف، وآليات الاستعداد لمتغيرات وتحديات مشهد التوظيف في الاقتصاد العالمي المتغير، في ضوء تطورات التكنولوجيا وتأثيرها على سوق العمل. الرئيس السنغالي يتناول آفاق الاستثمار والفرص الواعدة في قارة إفريقيا.
قادة عرب
ومن قادة المنظمات الإقليمية يشارك في القمة العالمية للحكومات 2023، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، الذي يتحدث في ثاني أيام القمة عن الازدهار العربي والتنمية، حيث يتطرق إلى تعزيز التعاون والعمل العربي المشترك، وتطوير مجالات عمل الحكومات لإحداث حراك عربي ينعكس إيجاباً على المنظومات الإدارية، ويعزز جاهزية الحكومات للمستقبل.
كما يستعرض الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، خلال كلمة رئيسة في ثاني أيام القمة، تعزيز أطر الشراكة على مستوى حكومات دول مجلس التعاون، لضمان بناء وتهيئة بيئات عمل حكومية حاضنة ومحفزة للمواهب، وعلى درجة عالية من الكفاءة في استقطاب العقول، وبناء منظومة المهارات المستقبلية لرأس المال البشري.
فيما يسلط المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، ناصر الهتلان القحطاني، الضوء عبر جلسة خلال القمة على أفضل الطرق والممارسات لتطوير أداء المؤسسات العامة العربية، بما يخدم الحكومات العربية، ويحقق أهداف خططها التنموية بكل كفاءة وفاعلية، في ظل التحول الرقمي الذي يشهده العالم.
