أعلن المصرف المركزي الأوروبي رفع معدل الفائدة بواقع 25 نقطة أساس ليصل إلى 4.25 في المئة.
وتعد هذه تاسع مرة على التوالي يسعى فيها البنك المركزي لمكافحة التضخم المستمر في منطقة اليورو.
ولم تصل معدلات الفائدة على الإقراض لهذا المستوى منذ عام 2008، ولم تتخطاه أبدا في تاريخ المصرف المركزي الأوروبي منذ بدء عمله مطلع عام 1999. كما أن معدل الفائدة بين المصارف لم يصل لهذا المستوى بدوره منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2008 إبان الأزمة المالية العالمية.
وكان من المتوقع على نطاق واسع رفع معدل الفائدة، كما أن رئيسة البنك كريستين لاغارد كانت قد ألمحت سابقا لزيادة معدل الفائدة خلال الشهر الجاري.
وسوف يقرض المصرف المركزي الأوروبي الآن المصارف المركزية بفائدة تقدر بـ4.25 في المئة، وسوف تحظى الأموال المودعة من جانب المصارف لدى المصرف المركزي
بفائدة تقدر بـ 3.75 في المئة في المستقبل.
وفي بيانه، أوضح المركزي الأوروبي أن “التضخم مستمر في الانخفاض، ولكنه لا يزال من المتوقع أن يظل مرتفعا للغاية لفترة طويلة جدا”، مشددا عزمه على ضمان العودة للمستوى المستهدف عند 2 في المائة “في الوقت المناسب”.
وأكد البيان أن زيادات الفائدة السابقة لا تزال تنقل أثرها إلى الاقتصاد مع تشديد شروط الإقراض وتراجع الطلب بشكل متزايد، “وهو عامل مهم في إعادة التضخم إلى الهدف”، وسيواصل المصرف اتباع نهج يعتمد على البيانات لتحديد المستوى المناسب ومدة التقييد.
إقرأ المزيد: المركزي الأوروبي يرفع أسعار الفائدة في منطقة اليورو في أحدث محاولاته لكبح التضخم
وحذّرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد من أن قرار روسيا الانسحاب من اتفاق تاريخي لتصدير الحبوب من أوكرانيا قد يؤدي إلى رفع أسعار المواد الغذائية ومفاقمة التضخم. وقالت إن الانسحاب ينطوي على “خطر ارتفاع التضخم”.
وقالت إنها ستكون “منفتحة” في قراراتها المقبلة بشأن أسعار الفائدة، مشيرة إلى أن المؤسسة المالية “قد تقرر وقف هذا الاجراء” بعد رفعها عدة مرات.
أضافت “سنكون في غاية الانفتاح في ما يتعلق بالقرارات التي ستتخذ في سبتمبر (أيلول) وفي الاجتماعات التالية”، والتي ستعتمد على البيانات الاقتصادية المتاحة.
وأوضحت لاغارد: “ننتقل إلى مرحلة نعتمد فيها على البيانات الاقتصادية” التي سيتقرر في ضوئها “ما إذا كنا نرفع المعدلات أو إذا سنتوقف عن ذلك”، وأضافت “قد نقرر زيادة أو توقفا. سيكون ذلك رهنا بالاجتماعات”… وأكدت أن مجلس الحكام لن يخفض بأي حال من الأحوال معدلاته في الاجتماعات المقبلة.
وجاء رفع المركزي للفائدة رغم تراجع التضخم في منطقة اليورو خلال يونيو (حزيران) الماضي إلى أدنى مستوى له في 15 شهرا نتيجة هبوط أسعار الطاقة، حيث تراجع إلى 5.5 في المائة من مستوى 6.1 في المائة في مايو (أيار)… إلا أن تلك المعدلات لا تزال بعيدة للغاية عن مستهدفات المصرف المركزي الأوروبي عند 2 في المائة.
واصل اليورو صعوده مقابل الدولار بعد قرار البنك المركزي، وقادت السندات الألمانية قصيرة الأجل الارتفاعات، وتراجع العائد على الأوراق المالية لأجل عامين -الأكثر تأثراً بقرارات السياسة النقدية- 8 نقاط أساس إلى 3.05 في المئة.
يأتي قرار المركزي الأوروبي بعد رفع الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس لأعلى مستوى منذ 2001 وذلك بعد أن توقف مؤقتاً عن رفع المعدلات في يونيو الماضي للمرة الأولى منذ 15 شهراً.
أنقر هنا للمزيد حول البنك المركزي الأوروبي.
