Share

المعادن الثمينة تواصل رحلتها الوعرة وهذا ما ينتظرها في 2024

يشهد قطاع المعادن الثمينة تراجعاً في الأداء بالتزامن مع استقرار أسعار الذهب والفضة
المعادن الثمينة تواصل رحلتها الوعرة وهذا ما ينتظرها في 2024
من المتوقع أن يظل أداء المعدنين محكوماً على المدى القصير بالبيانات الواردة

أصدر أولي هانسن، رئيس شؤون استراتيجيات السلع في ساكسو بنك، التقرير التالي عم توقعات أداء المعادن الثمينة في 2024:

يشهد قطاع المعادن الثمينة تراجعاً في الأداء بالتزامن مع استقرار أسعار الذهب والفضة، بينما تستمر التكهنات حول توقيت ووتيرة وعمق تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. لذلك، من المتوقع أن يظل أداء المعدنين محكوماً على المدى القصير بالبيانات الواردة وتأثيرها على التوقيت المذكور بالإضافة إلى تأثيرها على عوائد الدولار والسندات. بشكل عام، نحافظ على وجهة النظر القائلة باحتمال انخفاض العائدات الحقيقية وانخفاض تكاليف التمويل حيث ستؤدي تخفيضات أسعار الفائدة من البنك المركزي في وقت لاحق من العام إلى انتعاش الطلب من المستثمرين الذين يتأثرون بأسعار الفائدة وتساعد على دفع الذهب إلى مستوى قياسي جديد.

تراجع في قطاع المعادن

يشهد قطاع المعادن الثمينة تراجعاً في الأداء بالتزامن مع استقرار أسعار الذهب والفضة، بينما تستمر التكهنات حول توقيت ووتيرة وعمق تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. قد يشهد السوق، إلى أن يحين موعد التخفيض الأول، بعض التحسن. وقد تزداد التوقعات بخفض تدريجي لأسعار الفائدة حتى تصل إلى مستويات تجعل الأسعار عرضة للتصحيح. في الآونة الأخيرة، ساعدت معدلات التضخم الأميركية لشهر ديسمبر/كانون الأول التي فاقت التوقعات على تراجع سعر الذهب، ولكنه لم يصل إلى مستوى الدعم الرئيسي في منطقة 2,010 دولار، ليعاود الارتفاع بعد صدور الأرقام الرسمية لمؤشر أسعار المنتجين التي كانت أضعف من المتوقع.

أسعار المنتجين

أظهرت بعض البنود في تقرير مؤشر أسعار المنتجين الذي يستخدم كمؤشر على نفقات الاستهلاك الشخصي، والذي يعتبر مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر صدوره الأسبوع المقبل، تراجعاً، مما قد يؤدي إلى خفض المعدلات السنوية لتضخم نفقات الاستهلاك الشخصي لمدة 3 أشهر و6 أشهر إلى ما دون هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المئة. كما دعمت البيانات والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، ارتفاعاً قوياً في التغطية على المكشوف والشراء الفني الجديد، قبل أن يصل سعر الذهب مرة أخرى حول 2,060 دولار. ومع ذلك، طالما استمر السعر في تلقي الدعم بالقرب من 2,010 دولار، فمن المرجح أن يظل الذهب مستقراً، في حين قد يستهدف الاختراق فوق 2,060 دولار ذورة العسر الذي وصل إليها أواخر ديسمبر عند 2,088 دولار.

لذلك، من المتوقع أن يظل تداول الذهب والفضة محكوماً على المدى القصير بالبيانات الواردة وتأثيرها على توقيت ووتيرة تخفيضات الأسعار المستقبلية. اتضح الموقف يوم الاثنين عندما خيب هولزمان من البنك المركزي الأوروبي التوقعات الحالية للسوق لتخفيضات بنسبة 1.5 في المئة من قبل البنك المركزي الأوروبي هذا العام، بالنظر إلى استمرار التضخم والمخاطر الجيوسياسية. وبالرغم من تناقض تصريحاته مع تصريحات فيليروي، العضو الآخر في البنك المركزي الأوروبي، الذي تحدث عن احتمال كبير للقيام بالتخفيضات في عام 2024 ولكن التوقيت لا يزال غير مؤكد، إلا أن الضرر الفني قد حدث بالفعل مما أدى إلى قيام المستثمرين ببيع أصولهم.

تحركات الدولار

نواصل، وفقاً للمخطط أعلاه، مراقبة التحركات في الدولار والعوائد الحقيقية الأميركية لمدة 10 سنوات والعقود الآجلة لأسعار الفائدة قصيرة الأجل بالإضافة إلى التدفقات التجارية في صناديق الاستثمار المتداولة والعقود الآجلة. كان التراجع الذي شهدناه اليوم مدفوعاً بالدولار، الذي تعرض بعد ثمانية أسابيع من البيع من المضاربين في سوق العقود الآجلة للتغطية على المكشوف، وهي عملية اكتسبت زخماً اليوم وسط التوترات الجيوسياسية المتزايدة وتراجع التوقعات مرة أخرى عن احتمال خفض سعر الفائدة في مارس/آذار من قبل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة مع التمسك بالتوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيقدم تخفيضات بنسبة 1.5 في المئة على الأقل هذا العام.

اقرأ أيضا: ما مصير الاقتصاد العالمي في 2024؟ هذا ما توقعه صندوق النقد

الذهب

لا تزال أحد أكبر نقاط ضعف الذهب هو عدم اهتمام المستثمرين بصناديق الاستثمار المتداولة، حيث يستمر إجمالي الحيازات في الانخفاض، وينخفض إلى أدنى مستوى له في أربع سنوات تقريباً، وإلى أن نرى تكلفة تمويل الاحتفاظ بمركز الذهب تبدأ في الانخفاض، يبدو احتمال حدوث انتعاش في الطلب محدوداً. وفي الوقت نفسه، سيستمر المضاربون في سوق العقود الآجلة في الإسهام في تقلبات السوق من خلال قيامهم بالشراء عند ارتفاع الأسعار، لتقليل خسارتهم نتيجة تراجع الأسعار.

الفضة

تستمر الفضة في التداول بالقرب من أدنى مستوى لها في عشرة أشهر بالنسبة للذهب في مزيج من البداية الضعيفة لهذا العام للمعادن الصناعية وسط مخاوف من تراجع النمو الاقتصادي العالمي وعدم وجود مبادرات تحفيزية قوية في الصين. كما يواجه الاتجاه الصعودي عوائق من خلال جدار مقاومة قريب من 23.60 دولار حيث تجذب الأرباح المتداولين الذين يسعون لتحقيق ربح سريع، بينما يبدو الدعم عند 22.50 دولار قوياً بنفس القدر، مما يسهم في استقرار سعر المعدن الأبيض في الوقت الحالي. ويحافظ المضاربون في سوق العقود الآجلة على اعتقاد ضعيف بشكل عام بارتفاع الأسعار، حيث أظهر أحدث تقرير لالتزام المتعاملين الذي يغطي الأسبوع حتى 9 يناير انخفاضاً بنسبة 50 في المئة في صافي عقود الشراء إلى 8 آلاف عقد فقط، وهو أدنى مستوى له خلال شهرين، وأقل من متوسط مركز 12 ألف الذي تم الاحتفاظ به في العام الماضي.

المصدر: ساكسو بنك

أصدر الفريق الاستراتيجي في ساكسو بنك الأسبوع الماضي، توقعاته للربع الأول من عام 2024 بعنوان “ماذا يحمل لنا المستقبل؟”. حيث حددنا، في قسم السلع، الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن عام 2024 يمكن أن يصبح “عام المعادن” مع التركيز على الذهب والفضة والبلاتين والنحاس. نعتقد أن احتمال انخفاض العائدات الحقيقية وانخفاض تكاليف التمويل في المعادن الثمينة، بالإضافة إلى خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي سيؤدي إلى انتعاش الطلب من قبل المستثمرين الذي يتأثرون بأسعار الفائدة. تسهم هذه التطورات بالإضافة إلى حالة الانقسام التي يمر بها العالم، في دعم استمرار الطلب من قبل البنوك المركزية والبحث عن ملاذ آمن من قبل المستثمرين الآخرين، مما يضع إمكانية تحقيق رقم قياسي جديد على المحك.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار الاقتصادية.