على وقع المخاوف من التباطؤ الاقتصادي العالمي وتزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين والعالم، تراجعت أسعار النفط إلى ما دون المئة دولار الثلاثاء، نتيجة تراجع شهية المخاطرة بين المتداولين.
هبوط النفط يتقاطع مع زيارة مرتقبة للرئيس الاميركي الشرق الاوسط، والتي يستهلها بإسرائيل. إذ يسعى بايدن إلى ترويض أسعار الطاقة المرتفعة التي عصفت بالاقتصاد العالم.
لكن العالم يولي اهتماماً أكبر لزيارته إلى المملكة العربية السعودية لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي يومي 15 و 16 يوليو/تموز.
ومن المقرر أن يلتقي بايدن خلال زيارته لمدينة جدة، حيث ستعقد قمة دول مجلس التعاون الخليجي مع 3 دول أخرى (مصر والاردن والعراق)، بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأفاد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان بأنّ الرئيس الأميركيسيسعى إلى زيادة إنتاج النفط في دول منظمة “أوبك”، لخفض أسعار البنزين، عندما يلتقي زعماء دول الخليج في السعودية هذا الأسبوع.
وكان سوليفان قال الاثنين إن الولايات المتحدة تعتقد أنَّ “أوبك” لديها المجال لزيادة الإنتاج إذا أسفرت زيارة بايدن إلى المنطقة عن أي اتفاقيات.
الرئيس الفرنسي يلتقي الشيخ محمد بن زايد
وتحدثت معلومات عن أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيلتقي أيضاً رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد الأسبوع المقبل في باريس لبحث إمدادات النفط.
وكان وزير المالية الفرنسي برونو لومير قد قال لوسائل إعلام محلية في يونيو/حزيران إنّ الإمارات توفر بديلاً مؤقتاً للنفط والديزل الروسي.
ويأتي الحديث عن اللقاء بعد تسريب فيديو لماكرون يقول لبادين على هامش قمة مجموعة السبع إنَّ الشيخ محمد بن زايد أخبره أنَّ أبوظبي تنتج النفط “بأقصى طاقة”، وأنَّ السعودية لا تستطيع زيادة الإنتاج سوى بقدر إضافي ضئيل.
ورد وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، قائلاً إن انتاج دولة الإمارات الحالي قريب من سقف الإنتاج المرجعي للدولة في اتفاقية “أوبك+” وهو 3.168 ملايين برميل يومياً. وأكد في حسابه على “تويتر”: “التزامنا قائم بهذا السقف إلى نهاية الاتفاقية”.
تراجع النفط
وفقد مزيج برنت 7.22 دولارات ليصل إلى مستوى 99.88 دولاراً. كما خسر خام غرب تكساس الوسيط ما يصل إلى 8 في المئة لينخفض إلى ما دون 96 دولاراً للبرميل، مسجلاً بذلك أدنى مستوى إغلاق منذ أوائل شهر أبريل/نيسان.
وساهم في الهبوط ارتفاعا حالات الاصابة بفيروس كورونا في الصين وترقب لبيانات التضخم التي ستصدر في الولايات المتحدة.
وتشير “بلومبرغ” إلى ان تضاؤل السيولة أيضاً تسبب في تفاقم تذبذب الأسعار، بينما تحوّل مديرو الأموال إلى التشاؤم بشكل أكبر حيال مؤشرات النفط الرئيسية الأسبوع الماضي، مما أدى إلى خفض صافي مراكز الشراء إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2020.
توقعات “أوبك”
وفي غضون ذلك، توقعت “أوبك”، ارتفاع الطلب العالمي على النفط العام المقبل، لكن بمعدل أبطأ قليلاً مما كان عليه في 2022، مع دعم الاستهلاك باحتواء أفضل لوباء كورونا والنمو الاقتصادي العالمي الذي لا يزال قوياً.
وفي تقريرها الشهري، قالت “أوبك” إنها تتوقع زيادة الطلب العالمي على الخام بمقدار 2.7 مليوني برميل يومياً على أساس سنوي في العام 2023 ليصل متوسطه إلى 103 ملايين برميل يومياً. فيما تركت توقعات النمو هذا العام من دون تغيير عند 3.4 ملايين برميل يومياً.
وهذه أول توقعات للمنظمة للسوق النفطية للعام المقبل والتي تشير إلى عدم وجود راحة للمستهلكين الذين يعانون من ضغوط، مع الحاجة إلى مزيد من الخام من “أوبك”.
وقالت “أوبك” في التقرير: “في العام المقبل، من المتوقع أن تؤدي التوقعات الخاصة بنمو اقتصادي عالمي صحي وسط التحسينات في التطورات الجيوسياسية، إلى جانب التحسينات المتوقعة في احتواء كورونا في الصين، إلى زيادة استهلاك النفط”.
وذكرت أن توقعاتها للعام 2023 تفترض عدم وجود أي تصعيد للحرب في أوكرانيا، وألا تؤثر مخاطر مثل ارتفاع التضخم سلباً على النمو الاقتصادي العالمي.
إدارة معلومات الطاقة الأميركية
من جهتها، خفّضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعات أسعار النفط في 2022 و2023، كما قلّصت تقديراتها لإنتاج الخام في الولايات المتحدة خلال المدّة نفسها.
وبحسب تقرير آفاق الطاقة قصير الأجل لشهر يوليو/تموز الصادر الثالثاء، من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس مستوى 98.79 دولاراً للبرميل خلال العام الجاري (2022)، بانخفاض 3.6 في المئة عن تقديرات الشهر السابق له.
وفي 2023، خفّضت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لسعر الخام الأميركي بنحو 3.7 في المئة، ليكون من المرجح أن يسجّل 89.75 دولاراً للبرميل.