“بروبرتي فايندر” بوابة عقارية رائدة تغطي سوق المبيعات والإيجارات وتنشط في الإمارات والسعودية و مصر والبحرين وقطر وتركيا.
في مقابلة مع آري كيسيس أوغلو، رئيس “بروبرتي فايندر”، سعينا للاستفادة من معرفته بسوق العقارات في الإمارات، والاتجاهات التي تحكم المبيعات، بالإضافة إلى قطاع العقارات الفخمة وأفضل الأماكن للاستثمار وغيرها. وتوجهنا إليه بالأسئلة التالية:
هل يمكنك وصف كيف تغير المشهد العقاري في دولة الإمارات على مدى 3-5 سنوات الماضية؟
تُعد دولة الإمارات وجهة رائعة للعيش بفضل المبادرات المستمرة على مدى السنوات القليلة الماضية، وتحت إشراف القيادة الحكيمة للدولة. وتطور قطاع العقارات في الإمارات بمرور الوقت، مع الحفاظ على النمو المتسارع، ما ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين والمستهلكين في هذا القطاع.
يمكن ملاحظة ذلك في البيانات التي ندرسها ونحللها في “بروبرتي فايندر”، حيث شهد الربع الأول من هذا العام بداية قوية، مع تسجيل أكبر عدد من الصفقات العقارية منذ العام 2010 في ربع واحد من خلال 25,972 صفقة. وتم تسجيل 20,524 صفقة مبيعات في الربع الأول وصلت قيمتها إلى 55,5 مليار درهم.
وشهد القطاع العقاري أيضًا بعض التغيرات المثيرة للاهتمام في آليات المستهلك في السنوات القليلة الماضية. ونعمل من جانبنا بجد لتمكين الأشخاص في رحلة البحث عن منازلهم، مهما كانت الآليات السائدة في السوق. إن منازلنا مهمة لنا دائماً، لكن خلال الوباء وبعده، تم تقديم تعريف جديد لدور المنزل في حياتنا، وأصبح أكثر أهمية. ووفقًا لأبحاث المستهلك التي أجريناها مؤخرًا بالشراكة مع “You Gov” في الإمارات، وجدنا أن السبب الرئيسي للتنقل بين المستأجرين كان “الحاجة إلى منزل أكبر” (37٪).
وهناك بعض التغيرات الأخرى في الطلب، ومنها الرغبة في الحصول على مساحة أكبر في الهواء الطلق، والتي خلقت بيئة يرغب فيها المزيد من الناس في التغيير. وبعد التغييرات في نمط الحياة إلى جانب هذه التفضيلات، أثرّت الجائحة بالتأكيد على الكثير من القرارات المتعلقة بالعقارات، ما أدى إلى ظهور تصرفات عقارية جديدة في سوق العقارات.
وشهدت “بروبرتي فايندر” اهتمامًا متزايدًا بالعقارات البعيدة عن مراكز المدينة، إذ تكتسب مناطق مثل “ذا فالي” و”أكويا” و”دبي هيلز استيت ” و”تاون سكوير” و”دبي لاند” إقبالاً كبيراً، نظرًا لقدرتها على تقديم منازل كبيرة بأسعار تنافسية.
ما هي الاتجاهات الحالية التي تحكم الترويج والمبيعات لمبيعات العقارات الجديدة في دولة الإمارات، لكل من المشاريع الفاخرة (المنازل والفلل) والمساكن متوسطة المدى (المنازل والشقق)؟
قطعت دولة الإمارات، ودبي على وجه التحديد، أشواطاً كبيرة في كيفية تعاملها مع الوباء والتعافي منه. وساعد في ذلك بنيتها التحتية المتطورة، فضلًا عن تطوير مناطق الجذب العالمية بما في ذلك متحف المستقبل وعين دبي ومعرض إكسبو 2020، لتتمكن المدينة والدولة المنطقة عموماً من تعزيز مكانتها كسوق جذاب للسياحة والاستثمار. وعلاوة على ذلك، تعد الخطوة الأخيرة في التأشيرة الذهبية التي طرحتها حكومة الإمارات، عامل تغيير سيجذب المزيد من الاستثمارات إلى قطاع العقارات في المستقبل.
لقد رأينا الكثير من المشاهير من جميع أنحاء العالم يبدون اهتماماً بالعقارات الفاخرة في السوق المحلي، بمن فيهم كريستيانو رونالدو وبيكهام وجورجيو أرماني ومادونا، وقرروا اتخاذ دبي موطناً ثانياً لهم.
وكان لجميع هذه العوامل تأثير على قطاع الرفاهية، حيث اكتسب الإقبال على العقارات الفاخرة زخمًا سريعًا داخل المدينة، إذ تم تسجيل 27 صفقة تُقدّر قيمتها بأكثر من 10 ملايين دولار، مع 7 معاملات تجاوزت عتبة 20 مليون دولار في شهر أبريل 2022 وحده. وتشمل المناطق الرئيسية للعقارات الفاخرة نخلة جميرا، وداون تاون دبي، ودبي مارينا ودبي هيلز إستايت.
ما مدى أهمية وتطور التكنولوجيا العقارية للباحثين عن العقارات الموجهين رقميًا وعند تمويل هؤلاء؟
نعمل في “بروبرتي فايندر” بجد لتمكين الأشخاص في رحلة البحث عن منازلهم. ويستخدم هؤلاء الموقع لاتخاذ اثنين من أهم القرارات في حياتهم: أولًا: المكان الذي يعيشون فيه، وهو قرار مهم لأنه غالبًا ما يحدد الكثير من جوانب حياتنا، مثل حياتنا الاجتماعية وجيراننا ومدارس أطفالنا، والوقت الذي نقضيه في التنقل وغيرها من الأمور.
أما القرار الثاني المهم الذي يستخدم الأشخاص من أجله “بروبرتي فايندر” فهو العقارات التي يشترونها. وبالنسبة إلى الغالبية العظمى من الناس، فإن العقارات التي يشترونها تعد أكبر استثمار مالي في حياتهم. وسيكون لأي خطأ بسيط يرتكبونه في هذا القرار عواقب تغيّر مجرى حياتهم. نعتقد أنه يمكن اتخاذ كلا القرارين بكفاءة أكبر باستخدام البيانات، وهذا ما نعمل بجد لتقديمه للأشخاص الذين يستفيدون من خدماتنا.
تماشيًا مع هدفنا المتمثل في إنشاء تجربة بحث أفضل عن المنازل في هذه القرارات الرئيسية في الحياة، استحوذنا على شركة ناشئة تسمى “Home Value”. وقام فريقها بابتكار حلول التكنولوجيا العقارية القائمة على الذكاء الاصطناعي والبيانات لخدمة العاملين في مجال العقارات، لتوفير كافة هذه الأدوات المهنية في متناول الجميع، لتمكينهم من اتخاذ قراراتهم المتعلقة بالعقارات باستخدام أحدث البيانات والتكنولوجيا.
ما هي المناطق الثلاث الأولى التي تكتسب جاذبية حاليًا بين المقيمين بسبب السعر والموقع والصيانة والمرافق والخدمات المجتمعية والأنشطة الترفيهية؟
وفقًا لبياناتنا، كانت دبي مارينا وداون تاون دبي وقرية جميرا الدائرية من بين أكثر المناطق التي تم البحث عنها لأغراض استئجار وبيع الشقق. ومن ناحية أخرى، كانت أفضل المناطق التي تم البحث فيها عن وحدات الفلل/ التاون هاوس، هي دبي هيلز إستايت، ونخلة جميرا، والمرابع العربية، وداماك هيلز (أكويا من داماك)، والينابيع .
هل لعب إكسبو 2020 دورًا كبيرًا في بيع وشراء العقارات الجديدة أو القائمة؟ هل يمكننا تحديد عددها؟
كان معرض إكسبو 2020 بلا شك لحظة فارقة بالنسبة للمنطقة، ولا نزال نرى آثاره الإيجابية حتى يومنا هذا. وأتيحت الفرصة لملايين الأشخاص لزيارة دبي لأول مرة وتجربة ما يمكن أن تقدمه لهم المدينة بشكل مباشر.
وتزامناً مع معرض إكسبو 2020 العالمي الذي استمر ستة أشهر، من أكتوبر 2021 وحتى مارس 2022، تم تسجيل زيادة في المعاملات العقارية. وخلال الفترة المشار إليها، شهد السوق 38,397 صفقة بيع عقارات بقيمة 102,089 مليار درهم. ويشمل ذلك 21,933 صفقة في السوق الثانوية بقيمة 69,160 مليار درهم و16,464 صفقة مبيعات على الخارطة بقيمة 32,92 مليار درهم. وشهد الربع الأخير 2021 أعلى حجم وقيمة تداول في سوق العقارات في دبي خلال ربع سنوي في أكثر من ثماني سنوات، بينما سجل الربع الأول 2022 أعلى عدد من المعاملات العقارية منذ عام 2010 في ربع واحد.
توضح هذه البيانات وجود ارتباط كبير بين الارتفاع المفاجئ في أرقام المعاملات وتوقيت هذا الحدث العالمي. وبعبارة أخرى، تزامن الارتفاع المفاجئ في أرقام المعاملات مع فترة تنظيم المعرض. ويمكننا القول إن إكسبو 2020 تسبب بالفعل في هذه الزيادة، وكان له بعض التأثير، لكن كانت هناك عوامل أخرى مثل معدلات الفائدة المنخفضة واستمرار التعامل الناجح لدولة الإمارات مع الجائحة فضلاً عن أمور أخرى، يمكن للمتابع رصدها.
