Share

تخفيف إجراءات كورونا عالميًا…هل فعلاً انتهى الوباء؟

عوامل رئيسية تحدد التأثير الفعلي لأي متغير جديد لكورونا
تخفيف إجراءات كورونا عالميًا…هل فعلاً انتهى الوباء؟
انتهى الوباء؟

خففت غالبية دول العالم بعض إجراءات كورونا الاحترازية، لاسيما ارتداء الكمامة وفتح الحدود مع بعضها البعض بعد تراجع أعداد الاصابات ونسب الوفيات. ولكن هل تسرّعت هذه الدول أم فعلاً انتهت كورونا؟

إعادة انتشار

 

فيما اعتقد العالم أنه بات يمكنه العيش بسلام بعد عامين ثقيلين، برز مؤشر خطير مؤخرًا ينذر بتفشٍ عالميّ جديد، إذ عادت وارتفعت أعداد الإصابات في شنغهاي الصين بسرعة مفاجئة وبشكل غير مسبوق منذ ظهور الوباء.

كذلك في أوروبا، واصل فيروس كورونا تسجيل مزيد من الأرقام القياسية في كل من فرنسا وألمانيا.

واجتاح الفيروس مؤخرًا، شركة الطيران السويسرية منخفضة التكلفة “إيزي جيت”، مما تسبب في إلغاء مئات الرحلات وإحداث إرباك في عدد من المطارات.

وجرى إلغاء أكثر من 200 رحلة للشركة مؤخرا في عطلة نهاية أسبوع، مما ترك الكثير من المسافرين عالقين في المطارات.

 سلالات جديدة

 

من جهتها، أضافت منظمة الصحة العالمية السلالتين (بي.أيه4) و(بي.أيه5) الفرعيتين من سلالة أوميكرون الأصلية (بي.أيه1) إلى قائمتها للمراقبة. وهي تقتفي بالفعل أثر السلالتين (بي.أيه1) و(بي.أيه2) المنتشرتين عالميا الآن، وكذلك (بي.أيه1.1) و(بي.أيه3).

وتمثل السلالة (بي.أيه2) حالياً على سبيل المثال ما يقرب من 94 في المئة من إجمالي حالات الإصابة المتتابعة.

وهذا ما يفسر تحذيرات علماء بريطانيون من أن السلالة المستقبلية لـ”كوفيد-19″ قد تكون أكثر خطورة وتسبب أعداداً أكبر بكثير من الوفيات وحالات الأمراض الخطيرة مقارنة بسلالة أوميكرون، وذلك وفقًا لتقرير في الغارديان.

الى ذلك، جرى الكشف أيضًا عن أوميكرون XE كأحدث نوع من متحوّرات فيروس كورونا المنتشرة في المملكة المتحدة.

Man holding face mask looking upward in city.

 أرقام كورونا

 

وفي نظرة على الارقام التي أصدرتها جامعة هوبكنز، فقد سُجل 6.1 ملايين وفاة. أما الاصابات، فبلغت عالميًا 482.3 مليون اصابة. بالمقابل 11,209,375,242 عمليات تلقيح  تمّت لمضاد كورونا.

أما إجمالي الجرعات المعطاة في دول مجلس التعاون الخليجي فبلغت 112,874,974، في حين بلغ اجمالي الوفيات 20,319 شخصًا. أما إجمالي عدد الاصابات فبلغ  3,588,363 شخصًاوقد بدأت معظم دول الخليج تخفيف التدابير بعد تراجع معدل الإصابات بشكل كبير.

مستقبل كورونا بعيون الخبراء

 

ثلاثة عوامل رئيسية تحدد التأثير الفعلي لأي متغير جديد لكورونا: مدى قدرته على خداع المناعة التي طورها الذين تلقوا اللقاح أو أصيبوا سابقًا بمتحورات أخرى؛ شدة العدوى؛ وخطورة الاعراض.

فبينما يحدد العاملان الأولان عدد الحالات، يؤثر العامل الثالث على عدد الحالات الشديدة والوفيات. فعلى سبيل المثال، كان متغير دلتا، الذي لا يزال سائدًا في معظم أنحاء العالم، أكثر قابلية للانتقال بشكل ملحوظ من المتغيرات المتداولة سابقًا، وأظهر تهربًا تدريجيًا من المناعة، وتسبب في عوارض أكثر حدة بالنسبة للمتغيرات الأخرى.

أما عن مستقبل الوباء، فيقول خبير الأمراض المعدية في جامعة “هارفارد” ستيفن كيسلر: “سنصل لنقطة يصبح فيها كوفيد 19 مستوطناً مثل الإنفلونزا، ووقتها على المجتمع التعايش معه وفق شروط وقواعد اجتماعية معينة”.

أما الدكتور ويليام موس من كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة، فيرى أن “كورونا سيتوقف في مرحلة ما عن التحور، وسيضعف وقتها الفيروس كثيرًا، وتقترب دورة حياته من نهايتها”.

وبيّن موس أنه بعد الجائحة سيستمر الفيروس مسببًا نزلات تتراوح خطورتها بحسب صحة المصابين واللقاحات التي أخذوها وحالات العدوى التي أصيبوا بها.

كما يشير تحليل السيناريو الخاص بشركة “ماكينزي” إلى أنه من المرجح أن تستمر حالات الاستشفاء المرتبطة بأوميكرون في الانخفاض في الولايات المتحدة وأن تظل عند مستويات منخفضة نسبيًا خلال فصلي الربيع والصيف.

ولفتت التوقعات الى امكانية ظهور موجة وبائية جديدةفي الخريف والشتاء المقبلين، ولكن من المحتمل أن تبقى نسبة الدخول الى المستشفيات أقل بكثير مما سجلته الموجة السابقة.

منظمة الصحة العالمية: هذا سيناريو كورونا

 

من جهتها، عرضت منظمة الصحة العالمية مسارات قد تسلكها جائحة كوفيد-19 هذا العام.

إذ قال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن الفيروس سيستمر في التطور، لكن ضراوة المرض الذي يتسبب به ستتراجع شيئًا فشيئًا مع زيادة المناعة بفضل التلقيح.

ومن الممكن أن ترتفع أعداد الإصابات إلى الذروة من وقت إلى آخر عندما تتراجع المناعة من جديد، ما سيستدعي إعطاء جرعات معززة من اللقاح خصوصًا للأشخاص الضعفاء.

ما هي الدروس التي تعلمناها؟

 

علّمتنا موجة أوميكرون عدة دروس، فبحسب دراسة أجرتها “ماكينزي” ثبت أن التطعيم مهم في الحماية من المتحورات.

كما أشارت البيانات إلى أن الكثير من الاشخاص استنتجوا أن المخاطر الصحية لكورونا ليست مهمة بما يكفي لتغيير سلوكهم .

وخلصت بعض الحكومات إلى أن التكاليف المجتمعية الإجمالية لعمليات الإغلاق والقيود المفروضة على الأعمال التجارية تفوق الفوائد في هذه المرحلة من الوباء. ومع ذلك، تحافظ الحكومات الأخرى على سياسات الصحة العامة أو تعززها، بما في ذلك الزامية تلقي اللقاح.

قررت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية “بالإجماع” أن الوقت لم يحن لخفض مستوى الحذر حيال كوفيد، على ما أعلن رئيس اللجنة في مؤتمر صحافي الأربعاء.

وقال ديدييه هوسان إن “الوضع لم ينته بعد فيما يتعلق بجائحة كوفيد”، وذلك بعد أن خلصت اللجنة إلى أن الجائحة لا تزال تمثل حالة طوارئ صحية وطنية تثير قلقا دوليا، وهو أعلى مستوى إنذار يمكن أن يصدر عن منظمة الصحة.