Share

تعرّف إلى الفارق بين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط

"غولدمان ساكس" يعدل توقعاته لسعر النفط إلى 110 دولارات للبرميل
تعرّف إلى الفارق بين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط
برنت وغرب تكساس الوسيط هما سوقا نفط رئيسيان في العالم

ما هو الفارق بين خام برنت وغرب تكساس الوسيط؟ ولماذا سعر الأول يتفوق على الثاني؟

برنت وغرب تكساس الوسيط هما سوقا نفط رئيسيان في العالم. الأول هو اسم يطلق على النفط الخام الخفيف نسبياً المصنوع من مزيج من الخام من 19 حقلاً نفطياً في بحر الشمال. وهو أيضاً اسم حقل نفط يقع في بحر الشمال قبالة ساحل اسكتلندا، تم اكتشافه في العام 1971 وبدأ الإنتاج في عام 1976. وبرنت هو اختصار لـBroom وRannoch وEtive وNess وTarbert ، وهي التكوينات الجيولوجية الخمسة التي تشكل مجال العصر الجوراسي الأوسط.

يستخدم البرنت كمعيار لتسعير ثلثي إنتاج النفط العالمي، خاصة في الأسواق الأوروبية والأفريقية.

في المقابل، يُستخرج خام غرب تكساس الوسيط في الولايات المتحدة، بشكل أساسي من تكساس. وهو سهل التكرير والنقل، ويحتوي على نسبة من الكبريت تبلغ 0.24 في المئة. فيما يحتوي خام برنت على نسبة تبلغ 0.37 في المئة.

وكلما انخفضت نسبة الكبريت في النفط أصبح النفط “أكثر حلاوة” وأصبح من السهل تكريره. ويعتبر كل من خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت من أنواع النفط الحلو.

يتم تداول العقود الآجلة للنفط الخام في بورصات السلع الأساسية: يتم تداول خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال (ICE) ، بينما يتم تداول خام غرب تكساس الوسيط في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس).

لماذا خام برنت أعلى من خام تكساس الخفيف؟

 

استمر تداول خام برنت في بورصة النفط الدولية في لندن بمستوى أعلى من منافسه الخام الأميركي منذ العام 2010. ففي 31 أغسطس/آب 2021، مثلاً، تم تداول خام غرب تكساس الوسيط عند حوالي 68.50 دولاراً للبرميل، بينما تم تداول خام برنت عند 72.85 دولاراً.

وتفوق خام برنت على خام تكساس هو نتيجة لموقعه الجغرافي. إذ يتم إنتاج خام برنت بالقرب من البحر، ما يجعل تكاليف النقل أقل بكثير. في المقابل، يتم إنتاج خام تكساس الخفيف في المناطق غير الساحلية، مما يجعل تكاليف النقل أكثر صعوبة.

كما أن هناك عامل آخر يمكن أن يؤدي إلى اختلافات كبيرة بين خام برنت وغرب تكساس الوسيط، وهو المشاكل الجيوسياسية. فخلال أوقات الأزمات، يتوسع الفارق حيث يؤدي عدم اليقين السياسي إلى ارتفاع أسعار خام برنت. في حين يعتبر خام تكساس أقل تأثراً لأنه يقع في مناطق غير ساحلية في الولايات المتحدة.

كيف تحرك السعر؟

 

بدأ السوق النفطي يتجه نحو الأعلى في ديسمبر/كانون الأول، بحسب تقرير مفصل لموقع “كابيتال. كوم”.

وكانت هناك مجموعة من العوامل التي حرّكت السعر، من ارتفاع الطلب وسط درجات حرارة أقل من المعتاد وانتعاش الاقتصاد العالمي إلى نقص محتمل في الإمدادات والمخاوف الجيوسياسية، بما في ذلك المحادثات النووية الأميركية مع إيران والحرب الروسية – الأوكرانية، بحسب التقرير.

وأدت المخاوف بشأن توازن العرض والطلب على النفط إلى ارتفاع أسعار النفط الخام من نطاق 60 دولاراً للبرميل في ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى مستوى 90 دولاراً في منتصف فبراير/شباط. ثم قفزت الأسواق فوق 100 دولار بعد الحرب الروسية – الاوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022.

وبحلول 8 مارس/آذار، وصل خام برنت إلى 134.91 دولاراً، مع ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط إلى 123.70 دولاراً رداً على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن حظرًا على واردات الوقود الأحفوري من روسيا.

ثم تراجعت أسعار كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط مرة أخرى في منتصف مارس/آذار، لكنها ارتفعت مرة أخرى في 23 مارس/آذار، على الرغم من انخفاضها إلى 121.60 دولاراً و114.93 دولاراً على التوالي، بعد عاصفة عطلت صادرات النفط الخام من روسيا وكازاخستان عبر خط أنابيب بحر قزوين.

وانخفضت أسعار النفط الخام في أبريل/نيسان بعد أن أذن الرئيس جو بايدن في 31 مارس/آذار بالإفراج الفوري عن مليون برميل من النفط من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأميركي يوميًا لمدة ستة أشهر لتخفيف الارتفاع الحاد في الأسعار.

وأدى ارتفاع إصابات كوفيد في الصين إلى عمليات إغلاق صارمة أدت إلى تعطيل النشاط الاقتصادي وخفض الطلب على النفط من أكبر مستهلك في العالم، مما زاد من الضغط الهبوطي.

وانتعشت الأسواق في 18 أبريل/نيسان حيث فاقت التقارير التي تفيد بفرض حظر الاتحاد الأوروبي المحتمل على واردات النفط الروسية وانقطاع الإمدادات في ليبيا تأثير إصدار احتياطي البترول الاستراتيجي والمخاوف بشأن التباطؤ في الصين.

“غولدمان ساكس”

 

أمس الاثنين، عدّل مصرف “غولدمان ساكس” الاميركي توقعاته لسعر خام برنت للربع الحالي إلى 110 دولارات للبرميل، انخفاضًا من التوقعات السابقة البالغة 140 دولارًا للبرميل. لكن المصرف الاستثماري لا يزال يعتقد أن حالة ارتفاع أسعار النفط لا تزال قوية.

وقال “غولدمان ساكس” في مذكرة إن أسعار النفط تراجعت في الأسابيع الأخيرة بسبب تدني السيولة التجارية و”جدار متصاعد من المخاوف”. وتشمل هذه المخاوف، قلق من الركود، وإصدار أرقام احتياطي البترول الاستراتيجي في الولايات المتحدة، وانتعاش إنتاج النفط الخام الروسي، وعمليات الإغلاق المفاجئة في الصين المتعلقة بـكوفيد.

كما عدل “غولدمان ساكس” توقعاته لسعر خام برنت في الربع الأخير من العام بالخفض إلى 125 دولاراً للبرميل من 130 دولاراً كان متوقعًا في السابق. ومع ذلك، فإن توقعات عام 2023 لم تتغير عند 125 دولاراً للبرميل.