Share

جون باغانو يكشف عن تفاصيل المشروع السعودي السياحي الطموح البحر الأحمر

عند الانتهاء، قد تسهم الوجهة السياحية في إضافة 22 مليار ريال سعودي إلى اقتصاد المملكة
جون باغانو يكشف عن تفاصيل المشروع السعودي السياحي الطموح البحر الأحمر
جون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر الدولية.

في العام 2017، تم الإعلان عن مشروع البحر الأحمر كمبادرة طموحة لترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية لتصبح وجهة سياحية رائدة. يتمحور هذا المسعى حول تحويل الساحل الغربي للبلاد إلى مركز حيوي نابض يجمع بين الرفاهية والاستدامة والابتكار لدفع وتحفيز التنمية الاقتصادية.

في هذه المقابلة مع “إيكونومي ميدل إيست”، يتعمّق جون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر الدولية، في الإنجازات والتحديات وأبرز استراتيجيات المشروع وخططه في سبيل تحقيق مستهدفات الاستدامة.

يُعدّ البحر الأحمر “المشروع السياحي الفاخر الأكثر طموحًا على مستوى العالم”. ما هي أكبر الإنجازات التي حققتموها حتى اليوم من خلال هذا المشروع؟

2023 كانت عامًا استثنائياً مليئاً بالإنجازات التي لا تُنسى. بدايةً، قمنا بافتتاح رسمي وعالمي لأول منتجعين تابعين لنا وهما: Six Senses Southern Dunes و The Red Sea و St Regis Red Sea Resort. قدمت هذه المشاريع مجتمعة ما مجموعه 166 مكان إقامة للزوار.

وفي الوقت الحالي، يتلقى منتجع ” نجومه (Nujuma)، محمية ريتز- كارلتون، الحجوزات. ومن المقرر افتتاح ثلاثة منتجعات أخرى خلال العام الجاري. وفي العام المقبل، نخطط لإطلاق 19 منتجعًا آخر في البحر الأحمر و”أمالا” (AMAALA).

احتفلنا بأول رحلة دولية لنا إلى مطار البحر الأحمر الدولي في سبتمبر/أيلول 2023 ورحبنا بأول رحلة دولية من دبي في 18 أبريل/نيسان.

إنجازٌ لافت آخر تمثّل بإقلاع أول رحلة بالطائرة المائية قامت شركتنا الفرعية، Fly Red Sea، بتشغيلها. هي أول شركة طائرات مائية يتم إطلاقها في المملكة، وذلك بهدف نقل الضيوف عبر المياه الصافية إلى منتجعات جزر البحر الأحمر.

لقد أثبتت المملكة العربية السعودية نفسها بقوة على خريطة السياحة العالمية، كما يتضح من الرحلة الافتتاحية الناجحة والاستقبال الحار للضيوف في منتجعاتنا الأولى.

يلعب المشروع دورًا حاسمًا في الاستراتيجية الخاصة برؤية السعودية 2030. كيف تؤثر وجهة البحر الأحمر على الاقتصاد المحلي وسوق العمل؟

يكمن في صميم مهمتنا مفهوم السياحة المتجددة، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق أهداف رؤية 2030. تؤكد السياحة المتجددة على الالتزام المزدوج تجاه كل من الناس والكوكب، مما يخلق فرصًا للسكان السعوديين والاقتصاد لحماية البيئة المحيطة والحفاظ عليها وتعزيزها بنشاط.

في البحر الأحمر، نعمل بنشاط على خلق 70 ألف فرصة عمل جديدة، بالإضافة إلى تنمية المواهب لقطاع السياحة سريع التوسع. لدعم نمو هذه المواهب، تقدم البحر الأحمر الدولية منحًا دراسية للطلاب الذين يسعون للحصول على درجات علمية في الضيافة والسياحة في جامعة الأمير موغرين، بالإضافة إلى استضافة العديد من برامج التدريب والدراسات العليا لآلاف الطلاب.

يتمثل أحد الأهداف الأساسية لرؤية 2030 في زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي الوطني إلى 10 في المئة، والتي ارتفعت بالفعل من 3 في المئة إلى 4.5 في المئة في السنوات الأخيرة. مع اقتراب مشروع البحر الأحمر من الاكتمال، من المتوقع أن يساهم بنحو 22 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي الوطني.

إلى ذلك، نعمل بجهد في سبيل تحفيز الاقتصاد من خلال منح سلسلة من العقود للشركات المحلية. منذ بدء البناء، قامت البحر الأحمر الدولية بإرساء عقود بقيمة 64 مليار ريال، مع منح أكثر من 70 في المئة من هذه العقود للشركات السعودية.

ما هي أبرز التحديات بالنسبة لكم؟ وكيف تقومون بمعالجتها؟

نحن ندرك الحاجة الملحة لمعالجة مساهمة الصناعة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، والتي تبلغ حاليًا 11 في المئة.

تماشياً مع أهدافنا التجديدية الطموحة، نسعى جاهدين لتحقيق نسبة 30 في المئة من الاستفادة في الحفاظ على البيئة بحلول العام 2040. وتشمل مبادراتنا الجارية زراعة غابات المنغروف، (قمنا في وقت سابق بزراعة ما يقرب من ثلاثة ملايين شتلة)، بالإضافة إلى الجهود النشطة في إعادة إحياء الشعاب المرجانية.

قبل البدء في البناء، قمنا بإجراء محاكاة شاملة لتخطيط الحيّز البحري لتوجيه خططنا النهائية وإنشاء خط أساس للحفاظ عل البيئة. نتيجة لذلك، في البحر الأحمر، اتخذنا قرارًا بتطوير 22 جزيرة فقط من أصل 90 جزيرة، مع تحديد تسع جزر كمناطق حماية خاصة. مكنتنا هذه العملية من تحديد الجزر، على غرار جزيرة الشورى، الجزيرة المركزية التي تضم 11 منتجعًا، والتي يمكن أن تستفيد من وجودنا.

كشفت MSP أيضًا أن إحدى الجزر الجميلة التي كنا نعتزم تطويرها في البداية، الوقادي، هي موطن لسلحفاة هوكسبيل المهددة بالانقراض. وإدراكًا لأهمية الحفاظ على الموطن الطبيعي لتلك السلاحف، اتخذنا قرارًا بمتابعة التنمية في أماكن أخرى وحماية الجزيرة من أجل تعشيشها وحمايتها.

كيف تحافظون على التوازن بين السياحة الفاخرة والاستدامة البيئية؟

نحن نقدم تجارب غامرة متنوعة تتضمن المشاركة المباشرة مع المبادرات التجديدية. على سبيل المثال، تتاح للضيوف فرصة زيارة Corallium، معهد الحياة البحرية لدينا في “أمالا”، والذي يركز على إحياء الشعاب المرجانية وغيرها من البرامج البحرية.

علاوة على ذلك، نسعى لتوفير وسائل شاملة للضيوف لاحتضان الاستدامة واستكشاف المحيط. من خلال تدشين أول مراكز غوصمهيَّئة لذوي الإعاقةبتصنيف من اتحاد مدربي الغوص المحترفين (PADI) في البحر الأحمر و AMAALA في السعودية، نضمن مشاركة الغواصين من جميع القدرات، مع إمكانية وصول أصحاب الكراسي المتحركة لجميع المناطق، بما في ذلك منطقة الغوص وأي قوارب يتم استخدامها لتوفير تجارب الغوص.

وفي التزامنا بالحفاظ على البيئة الطبيعية، قمنا بتجنيد مهندسين معماريين مشهورين لتصميم منتجعات تمتزج بسلاسة مع محيطها. تم تصميم كل منتجع لتعزيز الشعور بالانسجام، وتعزيز تجربة الرفاهية مع احترام الموائل المحلية والتنوع البيولوجي.

ولضمان سير العمليات المستدامة، تعتمد البحر الأحمر بالكامل على الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المئة. لقد أنشأنا خمس مزارع للطاقة الشمسية وطورنا واحدة من أكبر مرافق تخزين البطاريات خارج الشبكة في العالم، مما يضمن الاستخدام على مدار الساعة للطاقة المتجددة.

اقرأ أيضاً: ارتقِ بمستوى تجربتك السياحية في جميرا النسيم

ما هي أبرز الاتجاهات التي تعتقد أنها ستعيد تشكيل صناعة السياحة والضيافة في السعودية؟

المملكة العربية السعودية مستعدة للاستفادة من إمكانات الاستدامة والعافية، وهما اتجاهان يشهدان تنامياً متزايداً في القطاع السياحي. ووفقا لتقرير السفر المستدام للعام 2023 الصادر عن Booking.com، يعرب 76 في المئة من الأفراد عن رغبتهم في السفر بأسلوب أكثر استدامة. إلى ذلك، من المتوقع أن تصل قيمة السوق العالمي للسياحة الصحية إلى 8.5 تريليون دولار بحلول العام 2027.

استجابة لهذا الطلب المتزايد، اتخذت السعودية إجراءات استباقية، لا سيما من خلال مشاريعها الطموحة مثل البحر الأحمر. تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز ممارسات السياحة المستدامة وإحداث تأثير إيجابي على البيئة. على سبيل المثال، يجري إنشاء مشتل أشجار المنغروف، بهدف زراعة 50 مليون شجرة منغروف بحلول العام 2030.

يوفر مشروع “أمالا” خدماته تلبيةً لاحتياجات السياحة الصحية على وجه الخصوص. فعلى سبيل المثال، دخلنا في شراكة مع علامات تجارية رائدة في الصناعة مثل Clinique La Prairie، التي سيركز منتجعها، الأول خارج سويسرا، على طول العمر الصحي. سيضم المنتجع مختبرًا للتشخيص ومتحفًا وناديًا شاطئيًا ومدرسة للطهي، مما يدعم الزوار في رحلتهم لتجديد الشباب واكتشاف الذات.

نبذة عن جون باغانو

يشغل جون باغانو  منصب الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر الدولية، وهي شركة عقارية متكاملة رأسياً متخصصة في التطوير التجديدي على طول ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك البحر الأحمر و”أمالا” (AMAALA).

يتمتع باغانو بأكثر من 35 عامًا من الخبرة العالمية في قطاع العقارات التجارية. من خلال خبرته التي تغطي كل جانب من جوانب سلسلة القيمة العقارية، يقود باغانو تطوير مشاريع البحر الأحمر الدولية لإنشاء سلسلة من الوجهات السياحية الفاخرة المتجددة في السعودية.

قبل انضمامه إلى البحر الأحمر الدولية ، أسس باغانو شركته الخاصة، Old Fort Capital Investments Ltd. تمحورت الشركة حول تقديم المشورة والخدمات الاستراتيجية لملاك الأراضي والمستثمرين والمطورين، مع التركيز بشكل خاص على المشاريع العقارية واسعة النطاق.

قبل إطلاق شركته، أمضى جون باغانو أكثر من 23 عامًا في تطوير كناري وارف في لندن، وخلال هذه الفترة شغل العديد من المناصب التنفيذية الرائدة. عمل باجانو أيضًا لأكثر من أربع سنوات كرئيس لشركة Baha Mar Development Company Ltd.

ويحمل جون باغانو بكالوريوس العلوم التطبيقية في مجال الهندسة الميكانيكية من جامعة تورنتو.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات.