خلال الأسبوع الماضي، شدد مسؤولو مجلس الاحتياطي الفدرالي في وقت سابق من هذا الشهر على الحاجة إلى رفع أسعار الفائدة بسرعة وربما أكثر مما تتوقعه الأسواق لمعالجة مشكلة التضخم المتزايدة، وفقًا لما أظهره محضر اجتماعهم الصادر الأربعاء. عليه، ارتفعت الأسهم العالمية الخميس وانخفضت عوائد الخزانة الأميركية، حيث شعر صناع السياسة في الاحتياطي الفدرالي بالإجماع أن الاقتصاد الأميركي قوي للغاية حيث تعاملوا مع كبح جماح التضخم دون التسبب في ركود. في موازاة ذلك، ارتفعت أسعار النفط الجمعة، حيث دعم العرض الشحيح الأسعار قبيل عطلة نهاية الأسبوع في يوم الذكرى في الولايات المتحدة، وهي الانطلاقة غير الرسمية لموسم ذروة الطلب الصيفي في الولايات المتحدة.
الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في شهر
سجلت عوائد سندات الخزانة الأميركية مراوحة نسبية خلال الأسبوع الماضي، حيث استوعب المستثمرون محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي الأخير، مع العلم أن عوائد سندات الخزانة الأميركية تراجعت بشكل نسبي صباح الجمعة، حيث خفّض المتداولون توقعات رفع سعر الفائدة الفدرالية وسط تلاشي المخاوف بشأن خطط مصرف الاحتياطي الفدرالي لرفع أسعار الفائدة بقوة، حيث أظهرت قراءة رئيسية للتضخم ارتفاعاً متباطئاً في الأسعار.
يوم الجمعة، أظهر مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفدرالي ارتفاعاً بنسبة 4.9 في المئة على أساس سنوي في أبريل/نيسان. وتتوافق هذه النتيجة مع التوقعات ويمكن أن تكون علامة على أن التضخم بدأ في الانخفاض. على هذا النحو، انتقل العائد على عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 2.743 في المئة، بينما انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 30 عاماً إلى 2.972 في المئة.
في التفاصيل، أصدر الاحتياطي الفدرالي محضر اجتماعه في مايو/أيار بعد ظهر الأربعاء، مشيراً إلى أن المصرف المركزي كان مستعداً للمضي قدماً في زيادات متعددة في أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، ومن المحتمل أن تذهب إلى أبعد من توقعات السوق. وقالت اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة أيضاً إن المصرف المركزي قد يتخطى موقف سياسته “المحايدة” إلى منطقة “تقييدية”.
في الواقع، كان محضر اجتماع مصرف الاحتياطي الفدرالي أقل تشدداً بكثير مما كان يتوقعه السوق مع توقعات برفع أبطأ لأسعار الفائدة على خلفية تباطؤ النمو الاقتصادي. في الواقع، انخفض الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول بوتيرة سنوية 1.5 في المئة، أسوأ من توقعات الـ1.3 في المئة من قبل داو جونز، حسبما ذكرت وزارة التجارة الخميس.
في موازاة ذلك، انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، إلى 101.4 للمرة الأولى منذ 25 أبريل/نيسان. ومقابل اليورو، تراجعت العملة الأميركية أيضاً إلى أدنى مستوى لها منذ 25 أبريل/نيسان في الولايات المتحدة إلى 1.077 دولاراً، وانخفض إلى أدنى مستوى أمام الجنيه الاسترليني منذ 26 أبريلاً عند 1.261 دولار. عليه، اتجه مؤشر الدولار نحو انخفاض بنسبة 1.5 في المئة خلال الأسبوع، بعد انخفاض بنسبة 1.4 في المئة خلال الأسبوع السابق، وهو أول انخفاض في أسبوعين منذ مطلع العام، ناهيك عن أن الارتفاع في الأسهم الآسيوية أدى أيضًا إلى استنفاد الطلب على الدولار كملاذ آمن.
في الواقع، وسعت الأسهم الآسيوية مكاسبها العالمية بفضل النتائج القوية لشركات التكنولوجيا الإقليمية وتجار التجزئة الأميركيين، بينما شعر المستثمرون أيضاً بالراحة من محضر اجتماع الاحتياطي الفدرالي الذي أظهر توقفاً مؤقتاً في رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام. فارتفع مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 1.5 في المئة في التعاملات المبكرة يوم الجمعة، وهو أكبر مكسب في أسبوع، مدعوماً بانتعاش بنسبة 1.2 في المئة في الأسهم الأسترالية، وقفزة بنسبة 2.8 في المئة في أسهم هونغ كونغ وارتفاع بنسبة 0.7 في المئة في الأسهم القيادية في الصين. كما أغلقت وول ستريت على ارتفاع حادّ خلال الليل بعد أن شجعت التوقعات المتفائلة لأرباح التجزئة وتضاؤل المخاوف بشأن الزيادات الشديدة في أسعار الفائدة من قبل مصرف الاحتياطي الفيدرالي المشترين. فارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.61 في المئة، وارتفع مؤشر S&P500 بنسبة 1.99 في المئة، ومؤشر ناسداك المركب 2.68 في المئة.
مخاوف الإمدادات العالمية تدفع بأسعار النفط إلى أعلى مستوى في شهرين
سجلت أسعار النفط يوم الجمعة أعلى مستوى لها في شهرين، في طريقها لتحقيق أكبر قفزة أسبوعية لها في شهر ونصف، مدعومة باحتمال فرض الاتحاد الأوروبي حظر على النفط الروسي وموسم القيادة الصيفي المقبل في الولايات المتحدة، ناهيك عن تخفيف الصين إجراءات الإغلاق لأكبر مدنها التجارية، مما يشير إلى انتعاش متوقع في استهلاك الوقود. في موازاة ذلك، تتصاعد مخاوف الإمدادات العالمية، حيث تستعد “أوبك+” للالتزام باتفاق إنتاج النفط العام الماضي في اجتماع 2 يونيو/حزيران ورفع أهداف الإنتاج في يوليو بمقدار 432 ألف برميل يومياً، رافضة الدعوات الغربية لزيادة أسرع لخفض الأسعار المرتفعة. على هذا النحو، سجلت العقود الآجلة لخام برنت 117.3 دولاراً للبرميل، في طريقها لتحقيق مكاسب بنحو 4 في المئة هذا الأسبوع.
مع تأخر نمو العرض في مواكبة نمو الطلب، من المرجح أن تظل سوق النفط تعاني من نقص المعروض. في موازاة ذلك، تتفاوض دول الاتحاد الأوروبي على صفقة بشأن عقوبات نفطية روسية من شأنها أن تحظر الشحنات الروسية لكنها تؤخر فرض عقوبات على النفط الذي يتم تسليمه عبر خط الأنابيب في ظل معارضة بالمجر والدول الأعضاء وإحجام الدول الأخرى عن تنفيذ الحزمة السادسة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة على روسيا عقب غزوها لأوكرانيا.
أسعار الذهب في طريقها للأسبوع الثاني من المكاسب
مع استمرار ضعف الدولار، ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة، مما يضع السبائك في المسار الصحيح للارتفاع الأسبوعي الثاني على التوالي وسط رهانات أكثر هدوءاً لسياسة الاحتياطي الفيدرالي النقدية. على هذا النحو، ارتفع الذهب الفوري عند 1854 دولاراً للأونصة، على الرغم من أن مكاسب الذهب قلصها توجّه بعض المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية في آسيا. والجدير بالذكر أن جزءًا كبيراً من الأداء الضعيف للذهب خلال الفترة السابقة كان بسبب انتقال المستثمرين إلى السيولة مع تراجع أداء أسواق الأسهم، في حين أدت عمليات الإغلاق في الصين أيضاً إلى إضعاف الطلب.
من ناحية أخرى، غرقت عملة إيثر وغيرها من العملات الرقمية الأخرى مثل كاردانو وسولانا وأفالانش الأسبوع الماضي بعد أسابيع قليلة قاسية. يأتي هذا بعد انهيار نظام Terra ، مما أدى إلى تدمير ما يسمى بالعملة المستقرة TerraUSD والعملات المشفرة الشقيقة Luna، بالإضافة إلى العوامل الماكرو اقتصادية التي أضافت بالفعل ضغطاً تنازلياً على سوق العملات المشفرة. هذا وتكافح بيتكوين، وهي أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، للاحتفاظ بمستوى 30 ألف دولار، حيث انخفضت إلى 28412 دولاراً قبل أن تعاود ارتفاعها بعض الشيء.