مع انتقال البلدان حول العالم نحو تبني واعتماد مصادر الطاقة المتجددة، يجتمع قادة الدول المنتجة للنفط في النسخة الـ24 من مؤتمر البترول العالمي في كالجاري بكندا. شدد المسؤولون البارزون على الجوانب الحاسمة لأمن الطاقة والقدرة على تحمل تكاليفها، معترفين بأهميتها في التحول المستمر نحو الطاقة المستدامة.
تداعيات محتملة
وخلال كلمته الرئيسية في المؤتمر، حثّ أمين ناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في أرامكو السعودية، قادة العالم على تبني نهج شامل لتحول الطاقة العالمي. وأكد ناصر على أهمية وضع خطة واقعية ومتعددة الأبعاد تتضمن مصادر طاقة متعددة بسرعات متفاوتة.
كما لفت ناصر الانتباه إلى التداعيات المحتملة للتغاضي عن قضايا انتقال الطاقة، لا سيما أمن الطاقة والقدرة على تحمل التكاليف. وأشار إلى أنه في حين أن الاستدامة البيئية هي محور التركيز الرئيسي للكثيرين في دول شمال العالم، فإن البقاء الاقتصادي له الأولوية بالنسبة للكثيرين في جنوب الكرة الأرضية.
اتساع الفجوة
وأشار رئيس أرامكو إلى أن عدم وجود اعتراف كاف وحلول مميزة في التخطيط للمرحلة الانتقالية سيؤدي حتما إلى اتساع الفجوة.
وأكد ناصر كذلك المخاطر المرتبطة بالتخلص السابق لأوانه لمصادر الطاقة التقليدية.
وأشار إلى أن أوجه القصور الحالية في انتقال الطاقة تسبب ارتباكًا واسع النطاق عبر القطاعات التي تنتج الطاقة أو تعتمد عليها. يترك هذا الارتباك المخططين والمستثمرين على المدى الطويل غير متأكدين من مسار العمل المناسب.
ويجعل ذلك، وفق الناصر، المستقبل غامضًا بالنسبة للمستثمرين. مما يزيد خطر حدوث خلل حاد في توازن العرض والطلب في مجال الطاقة التقليدية، ومن ثم زيادة أزمة الطاقة، التي لن تؤثر سلبًا فقط في الاستثمارات، وإنما ستحد من ازدهار وتقدم الدول والشعوب.
وأوضح رئيس أرامكو المهندس أمين الناصر، أن الحديث اليوم عن تحوّل كامل للاقتصاد العالمي بقيمة تصل إلى 100 تريليون دولار، ومن المرجح أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2050، بسبب زيادة عدد مستهلكي الطاقة بنحو ملياري مستهلك.
وأضاف: “هذا باختصار يستدعي تغييرًا شاملًا لأسلوب حياتنا الذي يعتمد على الطاقة، وذلك في أقل من 30 عامًا من الآن”، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر، كان الشخصية التي حظيت بالتكريم هذا العام من قِبل مجلس النفط العالمي بجائزة ديوهورست، وهي جائزة مرموقة تُمنح للقادة الأكثر تأثيرًا بقطاع النفط والغاز والطاقة العالمية.
اقرأ أيضاً: وكالة الطاقة تتوقع عجزاً كبيراً في أسواق النفط في الربع الرابع بسبب تخفيضات أوبك+
أمن الطاقة
وخلال الحدث نفسه، سلط الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، الضوء على أهمية أمن الطاقة العالمي. وأشاد بمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) لنهجها المسؤول، واصفا إياه بأنه “حميد”. وأشار إلى التزام المجموعة بتقليل تقلبات السوق بدلاً من التركيز على أسعار نفط محددة.
بالإضافة إلى ذلك، شدد الوزير على أهمية اعتماد نهج خفيف إزاء التنظيم في أسواق الطاقة العالمية. مؤخراً، اتفقت المملكة العربية السعودية وروسيا بشكل مشترك على تمديد تخفيضات الإمدادات الطوعية بمقدار 1.3 مليون برميل من النفط يوميًا حتى نهاية العام الجاري.
وتحت شعار “انتقال الطاقة: الطريق إلى صافي الصفر”، يواصل مؤتمر البترول العالمي الجاري، فعالياته حتى 21 سبتمبر/أيلول.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الطاقة.