سياحة التجميل في الامارات في عزّ ازدهارها

لطالما كانت الإمارات العربية المتحدة مركزًا للسياحة العلاجية، لكنها باتت اليوم تجذب أيضًا المسافرين الباحثين عن جراحات التجميل.

فالعمليات التجميلية في الإمارات زادت بوتيرة سريعة خلال السنوات الأخيرة، لتحوّل الدولة إلى مركز عالمي للسياحة الطبية والجراحات التجميلية. وقد أحدثت سياحة التجميل طفرة ملحوظة في الاقتصاد المحلي لتصبح واحدة من مصادر تنويع الدخل الذي يُحقق بشكل كامل هدف اقتصاد تنافسي معرفي مبني على الابتكار.

وبحسب التقديرات، فإن إيرادات هذا القطاع ارتفعت مؤخراً بنسبة تتراوح ما بين 30 في المئة إلى 40 في المئة، بالمقارنة عن السنوات الخمس الماضية، على الرغم من وجود جائحة كورونا.

وتملك الامارات، ولاسيما دبي، بنية تحتية طبية عالية المستوى، ما جعلها تحتل المرتبة السادسة بين أفضل الوجهات العالمية من بين 46 موقعاً دولياً في مؤشر السياحة الطبية لعام 2020-2021، والاولى خليجيًا.

يذكر هنا أن الإمارات قررت في أبريل/نيسان تخصيص يوم التاسع من مايو/أيار في كل عام للاحتفال بـ”يوم الإمارات الطبي”، تقديراً لجهود الكوادر الطبية والعاملين في مجال الرعاية الصحية في تعزيز صحة المجتمع وجودة الحياة. وسيقام هذا العام تحت شعار “الإمارات تقدّركم”.

نمو على الرغم من المنافسة

تفوقت الإمارات على دول كثيرة لها باع طويل في هذا المجال، كتركيا، نتيجة الرقابة الصارمة التي توليها الجهات الحكومية على هذه الخدمة.

وتحقق مبيعات السياحة العلاجية في الامارات نمواً لافتاً، حيث يتوقع أن تسجل 19.5 مليار درهم في العام 2023، وبمعدل نمو سنوي تراكمي قدره  10.7 في المئة.

يساهم قطاع التجميل في الامارات بحوالي 50 في المئة من السياحة العلاجية.

وبحسب أرقام غرفة صناعة وتجارة دبي،ارتفعت الإيرادات التجميلية بنسبة تتراوح ما بين 30 إلى  40 في المئة في الفترة الأخيرة، بالمقارنة مع السنوات الخمس الماضية.

طواقم طبية عالية المستوى

عندما نتحدث عن البنية التحتية الطبية التي تتمتع بها الامارات نعني بذلك، الطواقم الطبية عالية المستوى الموجودة وفي مختلف الاختصاصات. إضافة الى المراكز الجراحية والتجميلية المهمة والتي تتضمن أهم المعدات والأكثر تطورًا في العالم، ما جعلها في تنافس في ما بينها.

وهو الامر الذي أدى الى تمتعها بأسعار علاج تنافسية، مع سهولة في تحديد مواعيد طبية مع وقت انتظار قصيروترافقت جودة الخدمات الطبية مع مراقبة صارمة من قبل الهيئات الصحية في تطبيق المعايير العالمية. وهذا ما ساهم برفع جودة العمليات والحد من الممارسات الخاطئة، الأمر الذي أدى لتشجيع الناس على اختيار الإمارات مكاناً لإجراء عمليات التجميل.

تسهيلات

إلى جانب الطواقم والمراكز الطبية الحديثة، هناك تحفيزات للتشجيع على الاقبال على هذا القطاع الذي بات ركيزة أساسية في الدولة، من خلال مجموعة من التسهيلات التي يتم تقديمها للمرضى كخصومات الإقامة الفندقية.

إضافةً إلى أن هناك باقات سياحية شاملة بالتعاون مع شركاء من قطاع الضيافة والسياحة الذين يساعدون في تأمين السفر والإقامة المطلوبة للرحلة العلاجية والتأشيرة والتأمين الطبي الذي يغطي أي مضاعفات صحية غير متوقعة للعلاج.

كما يتوافر فريق متخصص متعدد اللغات لمساعدة العملاء وتوفير احتياجاتهم.

إلى ذلك، اطلقت هيئة الصحة في دبي “بوابة تجربة دبي الصحية” (DXH) التي تشكل المنصة السياحية العلاجية الأولى عالميًا.

هذه البوابة توفر لمرتادي السياحة العلاجية سهولة الوصول إلى معلومات متكاملة عن الرعاية الصحية عالية الجودة وخدمات السفر والتأشيرة.

وفي السياق نفسه، قامت دائرة الصحة ودائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي منذ العام 2018 بإطلاق بوابة أبوظبي الإلكترونية للسياحة العلاجية وهيبوابة رقمية توفر لزوار الإمارة كل المعلومات حول الخدمات الطبية ومنشآت الرعاية الصحية طوال مدة زيارتهم.

أبرز التخصصات

وتقدم المستشفيات والمراكز الطبية المنتشرة في جميع أنحاء الدولة الخدمات العلاجية، حيث تستضيف الإمارات خدمات الرعاية الصحية المتخصصة. لكن من

أكثر أنواع الخدمات الطبية طلباً هو طب الأسنان (46 في المئة من مجمل الخدمات)، وثم جراحة العظام (18 في المئة)، ويتبعها علاج الأمراض الجلدية (10 في المئة).

كما أن عمليات شفط وإزالة الدهون ونحت الجسم من أكثر عمليات التجميل الجراحية التي تلقى إقبالاً من مختلف الجنسيات العربية، رجالاً ونساء.

فضلاً عن عمليات تجميل الأنف، وشد الوجه بالطرق الجراحية وغير الجراحية التي تعتمد على حقن مواد الفيلر والبوتوكس.

وأشارت دراسة الى أن 60 في المئة من عمليات التجميل الجراحية تنحصر في شفط الدهون، وشد البطن والذراع لإزالة الترهلات، خصوصاً بعد إجراء عمليات قص وربط المعدة، للتخلص من الوزن الزائد المنتشر بنسبة عالية في دول الخليج.

في حين أن 30 في المئة من إجمالي عمليات التجميل هي حقن البوتوكس والفليرز والليزر، ومنها 25 في المئة للرجال.

صناعة مستحضرات التجميل

السياحة التجميلية فتحت الباب أمام تطوير صناعة أخرى وهي “صناعة مستحضرات التجميل”، والتي انتشرت بصورة كبيرة في الدولة نتيجة انتشار المراكز التي تعنى بالتجميل على مستوى واسع.

ودخلت هذه الصناعة في مجال الاستثمارات الكبرى في العالم، ولعبت دوراً كبيراً في الترويج لهذه السلع، خصوصَاً مع دخول العديد من المشاهير في هذا المجال، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في عملية الترويج.

إذًا، التجربة العلاجية في الامارات ليست مجرد رعاية صحية طبية. فالسياحة العلاجية تجمع بين الخبرة والمهارة ووسائل الراحة، والاهم الثقة التي تركّزت بعدما انتصر القطاع الطبي والاستشفائيعلى كورونا، وكذلك الفرصة السياحية المهمة والراقية والتي تحظى باهتمام المرضى وراغبي الاستشفاء.