Share

قطاع ألعاب الفيديو في السعوديّة يحقّق ثورة تكنولوجيّة: أرباح بـ13 مليار دولار

ما هي أبرز الشركات في قطاع صناعة ألعاب الفيديو في السعوديّة؟
قطاع ألعاب الفيديو في السعوديّة يحقّق ثورة تكنولوجيّة: أرباح بـ13 مليار دولار
تضمّ السعوديّة 21 مليون لاعب يشكّلون حوالي 58 في المئة من السكان

تخوض المملكة العربيّة السعوديّة السباق في مجال ألعاب الفيديو بقوّة، سعيًا منها لأن تصبح مركزًا عالميا لألعاب الفيديو. وهذه الخطوة، جاءت استكمالا للخطوات التنفيذيّة لرؤية 2030 التي تتبناها السعوديّة، و تلعب الرقمنة دورًا محوريًا فيها، لتحقيق معالم التحول الوطني، التي يسعى إليها برنامج التحول الوطني (NTP). وتلجأ السعوديّة برؤيتها إلى مصادر دخل أخرى، بعيدة عن عالم النفط،  تعزّز إقتصادها وتنمّي الإستثمارات فيه. وتتوّقع المملكة أن يساهم قطاع ألعاب الفيديو في السعوديّة بـ50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بحلول 2030.

وإلى ذلك، تضمّ السعوديّة 21 مليون لاعب يشكّلون حوالي 58 في المئة من السكان. ووصلت قيمة سوق ألعاب الفيديو في السعوديّة، إلى مليار دولار في عام 2021، وهو الأعلى من بين دول المنطقة، حسب تقرير عن سوق الألعاب الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا أصدرته شركة “نيكو بارتنرز”، المتخصصة في هذا القطاع. فيما تقدّر قيمة صناعة ألعاب الفيديو حول العالم بـ180 مليار دولار سنوياً. وكان أحد التقارير الصادرة العام الماضي عن شركة PwC قد توقع أن تتجاوز إيرادات ألعاب الفيديو عالميا نحو 300 مليار دولار، وهو ما سيشكل أكثر من عُشر إجمالي الإنفاق على الترفيه والإعلام بحلول عام 2026.

ومن المتوقّع أن ينمو سوق الألعاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 56 في المئة إلى 2.79 مليار دولار بحلول عام 2026. وترى المملكة في هذه الأرقام محفزًا أكبر يدفعها إلى المزيد من الإستثمارات في قطاع ألعاب الفيديو في السعوديّة، خصوصا وأنّ 63 في المئة من المجتمع السعودي هم شباب أعمارهم تحت الـ30 عاما، (بحسب أرقام الهيئة العامة للإحصاء) ما يعني أنّ المجتمع السعودي فتيّ وبيئة حاضنة لاستثمارات من هذا النوع.

وعليه بدأت المملكة العربيّة السعوديّة، دخول عالم الألعاب الإلكترونيّة منذ مطلع العام 2020، كاشفة في شهر حزيران/يونيو 2023، عن رغبتها باستثمار 38 مليار دولار في صناعة ألعاب الفيديو في السعوديّة.

وأمام هذا الواقع،  أبدت شركات ومؤسسات حكوميّة وغير حكوميّة، اهتمامها في قطاع صناعة الألعاب الإلكترونيّة، وبدأت بالفعل توظّف استثماراتها في هذا القطاع. ونعرض فيما يلي:

 

 أبرز الشركات في قطاع صناعة ألعاب الفيديو في السعوديّة :

صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)

ويقوم صندوق الاستثمارات العامة بتمويل المشاريع ذات القيمة الاستراتيجية للاقتصاد الوطني السعودي، وقد استثمر 45 مليار دولار في SoftBank  لإنشاء صندوق استثمارات تكنولوجي بقيمة 100 مليار دولار في مزيج من أهداف رؤية 2030 في التكنولوجيا. وقد بدأ صندوق الاستثمارات العامة السعودي منذ العام 2020، بعمليّات شراء أسهم وحصص في أكبر شركات صناعة ألعاب الفيديو حول العالم ومنها Electronic Arts و Take-Two Interactive . ومنها شركة Nintendo لألعاب الفيديو والتي تعد واحدة من أكبر 3 شركات في العالم لتصنيع الألعاب الإلكترونية.

وعزز صندوق الاستثمارات العامة السعودي سيطرته على Electronic Arts، بحيث رفع حصته من 5.1 إلى 5.8 في المئة بعد الاستحواذ على مليوني سهم قرب نهاية 2022. وبعد شراء حوالي 3 ملايين سهم، قفز استثمار الصندوق كذلك في Take-Two من 5.3 في المئة إلى 6.8 في المئة في العام 2022. اعتبارًا من فبراير/شباط 2021، استثمر صندوق الاستثمارات العامة  حوالي 3.3 مليار دولار في Electronic Arts و Take-Two و Activision Blizzard.

وفي مايو/أيار 2022، استحوذت السعوديّة على حصة كبيرة بنسبة 5.01 في المئة في “نينتندو”. وقد جاء ذلك في أعقاب استثمارات ضخها الصندوق في شركات ألعاب أخرى، بما في ذلك SNK و Take-Two و Activision وElectronic Arts.

وزادت المملكة رويداً من هذه الحصص، حيث رفعت مؤخرًا استثماراتها في “نينتندو” إلى 8 في المئة. حيث باع صانع لعبة “ماريو” الشهيرة حصة إضافية بنسبة 1.01 في المئة من الشركة إلى الصندوق السيادي السعودي.

سافي غايمنغ:

وفي الإطار نفسه اشترت مجموعة “سافي غايمنغ” (Savvy Gaming)، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، والتي تأسست في يناير/ كانون الثاني  2022، حوالي 100 مليون سهم بقيمة مليار دولار من مجموعة “إمبريسر” السويدية للألعاب الإلكترونية.

وتهدف مجموعة “سافي”، التي يمتلكها “صندوق الاستثمارات العامة السعودي” بقيمة 700 مليار دولار أميركي وعلى رأسها التنفيذي براين وارد، إلى استثمار 39 مليار دولار في صناعة الألعاب. وتأمل في تأسيس 250 شركة محلياً وخلق 39 ألف فرصة عمل في السنوات السبع المقبلة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، استكملت المجموعة عملية شراء بمبلغ 4.9 مليارات دولار لشركة “سكوبلي”.

واستحصلت  مجموعة “سافي غايمنغ” على حصة كبيرة في VSPO الصينية ، ومجموعة Embracer السويدية ، وتمكّنت من الاستحواذ علىScopely  الأميركية.

إقرأ أيضا: السعوديّة تخطط لضخ 38 مليار دولار في قطاع ألعاب الفيديو

 

“نيوم” و “أم بي سي”:

أطلقت مجموعة “أم بي سي” وشركة “نيوم”  أول استوديو في المنطقة لإنتاج ألعاب الفيديو ذات الجودة العالية من تصنيف (AAA) مطلع عام 2022.  وتشرح المجموعتين أنّ القيمة السوقية لقطاع الألعاب الإلكترونية، في المملكة العربية السعوديّة والمنطقة، وصلت إلى 6 مليارات دولار أميركي. وتعمل “نيوم” على إنشاء مركز إقليمي ليكون نقطة انطلاق مركزية لهذا القطاع، والموهبين، والمبدعين، وشتى أنواع التعاون. وسيكون مركزاً متكاملاً فريداً، يسخِّر أحدث التقنيات والممارسات المتطورة لتحفيز الإبداع وفرص تطوير الأعمال والمشاريع.

 

مجموعة stc :

أعلنت مجموعة stc،عن إطلاق صندوق stc المؤسسي للاستثمار (CIF)، والذي يستهدف من خلاله الاستثمار المشاريع الناشئة بالمراحل الأولية في عدة مجالات من بينها التقنيات المالية والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والألعاب الرقمية وإنترنت الأشياء والبلوكشين ومجالات أخرى واعدة. وكانت المؤسسة قد أسست ذراعا للألعاب الإلكترونيّة، stc play.  وخلال مشاركتها في منتدى العالم القادم (NWF)، الذي استضافه مؤخراً الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، وقعت stc play مذكرة تفاهم مع “ال جي” LG وعقد رعاية مع فريق “جيكي ايسبورت” Geekay Esports. عكست المذكرة مع “ال جي” جانب تبادل ومشاركة البيانات والمعلومات الأساسية المرتبطة بتقييم المشروعات المقترحة بين الطرفين. بينما ركزت رعاية فريق “جيكي ايسبورت” على دعم stc play من خلال اقامة بطولات خاصة بالمنصة وصناعة محتوى للمنصة وتوفير رخصة عالمية غير حصرية لاستخدام علامة stc play وعرضها علناً ونقلها وبثها.

والجدير بالذكر أن المشاركة تأتي استمراراً لمساهمة stc play في تطوير منصات الألعاب عبر جهود جماعية، الأمر الذي يفتح آفاقاً جديدة حول التفاعل والتواصل على مستوى العالم في هذه الصناعة الواعدة.

 

في المحصّلة، يبدو أنّ قطاع صناعة الألعاب في السعوديّة أصبح عامل جذب جديّ للمستثمرين العرب والأجانب، وما نفّذ حتى اليوم من مشاريع تطوير وتوسّع وشراء أسهم ليس سوى البداية في رؤية السعوديّة التكنولوجيّة لعام 2030. فهل يتحقّق الهدف وتصبح السعوديّة مركزًا عالميا لألعاب الفيديو؟

 

انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار التكنولوجيا.