شاركت 28 دولة بينها السعودية والإمارات في قمة الذكاء الاصطناعي التي عقدت في بلتشلي بارك في المملكة المتحدة البريطانية. وأصدرت أول إعلان عالمي لضوابط الذكاء الاصطناعي لضبط الخطر الكارثي للذكاء الاصطناعي باسم إعلان بلتشلي. والخطر الكارثي يكمن في 4 جوانب هي الاستخدام الضار، وسباقات تسلح الذكاء الاصطناعي، والمخاطر التنظيمية، وأنظمة الذكاء الاصطناعي المارقة.
وكان من أبرز الدول المشاركة كل من الصين والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا الهند والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وهولندا وإسبانيا وسويسرا تركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
مبادئ إعلان بلتشلي
واتفق الاتحاد الأوروبي و28 دولة على الحاجة الملحة إلى فهم وإدارة المخاطر المحتملة من التقنيات الذكية، بشكل جماعي لضمان تطويرها ونشرها بطريقة آمنة ومسؤولة. وعلى المبادئ الأساسية لمنع هذه المخاطر. وهذه المبادئ هي:
- التعاون الدولي: يتم التركيز بشدة على تعزيز التعاون الدولي للتنقل في المشهد المعقد لسلامة الذكاء الاصطناعي. ويؤكد الإعلان على ضرورة تشكيل جبهة موحدة في مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص التي توفرها التقنيات الذكية على المسرح العالمي.
- معايير السلامة: يدعو الإعلان إلى إنشاء معايير سلامة عالية والالتزام بها في تصميم الأنظمة الذكية وتطويرها ونشرها. ويتضمن ذلك التزامًا مشتركًا بالحد من المخاطر المرتبطة بها وضمان تطوير هذه التقنيات مع اتباع نهج السلامة أولاً.
- الذكاء الاصطناعي الأخلاقي: هناك بوصلة أخلاقية قوية توجه الإعلان، مع التركيز على أهمية الاعتبارات الأخلاقية في عالم التكنولوجيا. ويشمل ذلك ضمان احترام تقنيات الذكاء الاصطناعي لحقوق الإنسان والخصوصية والقيم الديمقراطية، وتعزيز النهج الذي يركز على الإنسان في التعامل معها.
- الشفافية والمساءلة: يسلط الإعلان أيضًا الضوء على الأهمية الحاسمة للشفافية والمساءلة في الأنظمة الذكية. ويُنظر إلى ذلك على أنه حجر الزاوية لبناء ثقة الجمهور وفهمه. وهو أمر ضروري لنجاح دمج التقنيات الذكية في المجتمع.
- تبادل المعرفة: يعد تشجيع تبادل المعرفة والبحث التعاوني بين الدول جانبًا رئيسيًا من الإعلان. ويهدف ذلك إلى تسريع الفهم العالمي وتخفيف المخاطر المرتبطة بالتقنيات الذكية، وتعزيز ثقافة التعلم المشترك والتحسين المستمر في ممارسات السلامة في هذا المجال.
فرنسا ستستضيف الدورة المقبلة
وستستضيف فرنسا الدورة المقبلة من القمة الدولية للذكاء الاصطناعي في باريس، على ما أعلنت وزارة الاقتصاد الفرنسية. بعدما كانت المملكة المتحدة استقبلت القمة التي وُصفت بأنها “الأولى من نوعها”، المرتبطة بهذا المجال.
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، في بيان، إن “فرنسا تتشرف بحمل الشعلة البريطانية بتنظيم الدورة المقبلة من القمة”.
وأكد وزير الشؤون الرقمية الفرنسي، جان-نويل بارو، أن “فرنسا رائدة أوروبياً في ابتكار نماذج الذكاء الاصطناعي”. وأضاف أن “الحكومة تقف بجانب الجهات الفاعلة في القطاعين الخاص والعام، لتشجيع الابتكار وتنظيم القطاع، استناداً إلى الأخطار التي تحملها هذه النماذج”.
وأشار بارو إلى أن “فرنسا ستستضيف الدورة المقبلة من هذه القمة الدولية بنسخة حضورية في غضون عام”.
وكانت كوريا الجنوبية قد اقترحت عقد قمة افتراضية في شأن هذا الموضوع خلال الأشهر الستة المقبلة.
تحذير من مخاطر الذكاء الاصطناعي
قال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إن “الذكاء الاصطناعي قادر على تدمير آلاف الوظائف في العديد من القطاعات، بما في ذلك الفنون والإعلام. فضلا عن تهديدات إلكترونية وأخرى مرتبطة بالتضليل الإعلامي والاحتيال”.
وحذّر الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون موسك، من أن “الذكاء الاصطناعي هو أحد أكبر التهديدات للإنسانية وأنه يشكل خطرًا وجوديًا على البشر”.
واعتبر نيك كليج، من ميتا، إن “الانتخابات الأميركية والبريطانية معرضة لخطر التزييف العميق”.
بينما قال نائب وزير وعالم تقنية في الصين، وو تشاوهوي، إن “بلاده ترغب في تعزيز الحوار والاتصال فيما يخص سلامة الذكاء الاصطناعي مع جميع الأطراف. والمساهمة في آلية دولية مشتركة للبلدان متساوية بغض النظر عن حجمها في حق تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي”.
من جهتها، أشارت وزيرة الرقمية البريطانية، ميشيل دونيلان إلى أنه “لأول مرة تتفق الدول حول الحاجة لوضع حدود على الذكاء الاصطناعي والنظر بشكل جماعي إلى مخاطره”.
توظيف أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي في السعودية
على المقلب الآخر، شدد الرئيس التنفيذي، رئيس مجلس إدارة شركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، على” أهمية التقنيات الذكية لدعم التنمية الاقتصادية بالمملكة”، وذلك خلال حديثه في فعالية حضرها بالرياض تناولت “الذكاء الاصطناعي: حقبة جديدة”.
والتقى ناديلا خلال حضوره لهذه الفعالية، بأبرز قادة الأعمال المحليين والمسؤولين الحكوميين ومجموعة رائدة من المطورين التقنيين. ونوّه بالدور البارز الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في توفير فرص جديدة، لتعزيز الاقتصادي الرقمي في السعودية. بما يضمن الارتقاء بجودة حياة مواطنيها تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030″.
وأوضح ناديلا أن “الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي سيحدث تحولًا جذريًا في مستوى إنتاجية الأفراد. وسيعزز الابتكار في المؤسسات وقطاعات الأعمال على الصعيدين العالمي والمحلي”.
وأثنى ناديلا على “الجهود المبذولة من قبل المؤسسات السعودية في القطاعين الحكومي والخاص، لتكريس هذه التقنيات في تحفيز الابتكار وتقديم فرص وفيرة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية”.
وخلال الفعالية، جرت مناقشة بين وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، المهندس عبدالله بن عامر السواحه، والرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة مايكروسوفت، حول سُبل استراتيجيات توظيف أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي. وهدف هذا النقاش إلى تسريع تحقيق رؤية المملكة لتحولها إلى مجتمع رقمي يضمن حكومة رقمية متقدمة واقتصاد رقمي مزدهر. وتعزيز مستقبل مبتكر يصب في صالح الجميع دون استثناء.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار التكنولوجيا.