يجتمع قادة دول بريكس ذات الاقتصادات الناشئة والتي تمثّل نحو رُبع ثروة العالم، اعتباراً من يوم الثلاثاء في جوهانسبرغ في قمّة ترمي إلى توسيع نفوذ التكتّل وتعميق استخدام العملات المحلية في التجارة بين الدول الأعضاء. بالاضافة إلى قضايا أخرى، من بينها إنشاء نظام مدفوعات مشترك.
ويستضيف رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا كلاً من الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في القمة السنوية للتكتّل والتي تستمر ثلاثة أيام.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فسيشارك في القمّة عبر الفيديو.
وبعد تساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الروسي سيحضر قمة بريكس، قرّر بوتين الشهر الماضي عدم الذهاب إلى جوهانسبرغ في ضوء مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقّه.
وسيتوجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى جوهانسبرغ بدلاً منه.
اقرأ أيضاً: إثيوبيا تتطلّع إلى عضوية مجموعة بريكس
ولكن ما هي بريكس؟
مجموعة “بريكس” هي منظمة سياسية تضم حالياً البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006، وعقدت أول مؤتمر قمة لها في يونيو 2009 في مدينة يكاترينبورغ الروسية.
تحول اسمها من “بريك” إلى “بريكس” في 2011، بعد انضمام جنوب أفريقيا إليها.
وتهدف هذه المجموعة الدولية إلى تنمية العلاقات الاقتصادية فيما بينها بالعملات المحلية، ما يقلل الاعتماد على الدولار.
من المتوقع بحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول، اقتصاد أغنى الدول في العالم حاليا – بحسب غولدمان ساكس، والتي كان أول من استخدم هذا المصطلح في عام 2001.
صاغ فكرة مجموعة بريكس كبير الاقتصاديين في مصرف “غولدمان ساكس”، جيم أونيل ، في دراسة أجريت عام 2001 بعنوان “بناء اقتصادات عالمية أفضل لدول بريكس”.
وكان أونيل استخدم في البداية مصطلح “بريك” لوصف “الأسواق الناشئة” في البرازيل وروسيا والهند والصين.
ومنذ عام 2000 إلى عام 2008، ارتفعت حصة هذه البلدان الأربعة في الناتج العالمي بسرعة، من 16 بالمئة إلى 22 بالمئة، وكان أداء اقتصاداتها أفضل من المتوسط أثناء وبعد فترة الركود العالمي الذي ضربت العالم في 2008.
وفي عام 2006، أدى هذا المفهوم بحد ذاته إلى ظهور التجمع الذي تم دمجه بين البرازيل وروسيا والهند والصين؛ قبل أن تنضم جنوب إفريقيا في القمة الثالثة عام 2011.
وتمثل المجموعة 42 في المائة من سكان العالم، وأكثر من 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و16 في المائة من التجارة العالمية، وفق أرقام مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد).
وتشير التقديرات إلى أن عدد سكان دول “بريكس” بلغ في العام 2021، 3.24 مليار نسمة، وهو ما يزيد عن 40 في المائة من سكان العالم. تعيش غالبية هؤلاء إما في الصين أو الهند، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليار نسمة لكل منهما، بينما يبلغ عدد سكان البلدان الثلاثة الأخرى أقل بقليل من 420 مليون نسمة.
وتمتلك الصين أكبر ناتج محلي إجمالي بين دول “بريكس”، حيث بلغ 16.86 تريليون دولار في عام 2021، بينما تقل قيمته في الدول المتبقية عن ثلاثة تريليونات. مجتمعة، بلغ إجمالي الناتج المحلي لمجموعة “بريكس” أكثر من 26.03 تريليون دولار في عام 2022، وهو أكثر بقليل من الولايات المتحدة.
وخلال معظم العقدين الماضيين، حققت الصين أعلى نمو للناتج المحلي الإجمالي في أي من دول “بريكس”، على الرغم من تجاوزها من قبل الهند في منتصف عام 2010 التي حققت أعلى نمو في عام 2020. وقد شهدت جميع الدول الخمس انخفاض نمو ناتجها المحلي الإجمالي خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008، ومرة أخرى خلال جائحة كورونا في عام 2020. وكانت الصين الاقتصاد الوحيد الذي استمر في النمو خلال كلتا الأزمتين، على الرغم من نمو اقتصاد الهند أيضا خلال فترة الركود العظيم.
ما هي البنود التي ستثار خلال الاجتماع؟
-توسيع دائرة العضوية: يأتي توسيع عضوية “بريكس”. وهناك حالياً 23 دولة أخرى تسعى إلى الانضمام إليها، بما فيها إندونيسيا والسعودية ومصر.
-عملة مشتركة: من المقرر ان تعيد المجموعة إحياء فكرة تقليص هيمنة الدولار على نظام المدفوعات الدولية، وهي الفكرة التي طرحت للمناقشة في القمم السابقة.
وقد عاد النقاش ليبرز من جديد بعد رفع أسعار الفائدة الأميركية وحرب روسيا على أوكرانيا، مما أدى إلى ارتفاع العملة الأميركية، ومعها تكلفة السلع المقومة بالدولار.
وتشمل الاقتراحات التي تخضع للنقاش، زيادة استخدام العملات الوطنية للدول الأعضاء في التجارة، وإنشاء نظام دفع مشترك.
– بنك التنمية الجديد: ستقدم رئيسة بنك التنمية الجديد ومقره في شنغهاي، ديلما روسيف، آخر التحديثات بشأن خطط تنويع مصادر تمويله. وتشير تقديرات المصرف الذي سيكون قناة لإبرام المعاملات التجارية بين الدول الأعضاء، إلى أن ما لا يقل عن ثلث الإقراض سيكون بالعملات المحلية بحلول عام 2026.
– أوكرانيا: ستكون الحرب الروسية – الأوكرانية على جدول الأعمال. ظلت دول بريكس متماسكة منذ الحرب، حيث صوّتت البرازيل فقط لصالح قرار للأمم المتحدة في فبراير يدعو إلى إنهاء الصراع ويطالب روسيا بالانسحاب.
– الأمن الغذائي: سيكون الأمن الغذائي على جدول أعمال قمة جنوب أفريقيا في ظل الإجراءات التي اتخذتها الهند وروسيا والتي فاقمت الوضع.
وكانت الهند التي تمثل 40 في المئة من تجارة الأرز في العالم، زادت من القيود على الصادرات لحماية سوقها المحلية. في حين انسحبت روسيا من المبادرة التي تضمن المرور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية، والتي كانت مثالاً نادراً للتعاون خلال الحرب.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من الموضوعات الاقتصادية.