Share

استكشاف مستقبل أكثر استدامة مع مجموعة المسعود في أبوظبي لرئيس مجلس إدارتها سعادة مسعود أحمد المسعود

إحدى الشركات الأكثر تنوعًا في الإمارات تكشف عن رؤيتها في مجال الاستدامة ومجالات أخرى
استكشاف مستقبل أكثر استدامة مع مجموعة المسعود في أبوظبي لرئيس مجلس إدارتها سعادة مسعود أحمد المسعود
سعادة مسعود أحمد المسعود، رئيس مجلس إدارة مجموعة المسعود.

تملك أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، دوراً محورياً في التقدم الاقتصادي للبلاد. ففي الربع الأول من العام 2023، بلغ الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للإمارة 39.7 مليار دولار. ووفقاً لمركز الإحصاء-أبوظبي، يشكّل هذا الرقم أعلى ناتج حققته الإمارة منذ تسع سنوات. أما في الربع الأول من العام الماضي، بلغ الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في أبوظبي 37.5 مليار دولار.

أدى هذا الارتفاع الملحوظ إلى تحسّن حصة القطاعات غير النفطية من الناتج المحلي الإجمالي. وبنسبة 52.8 في المئة، تمثل هذه الحصّة أعلى مستوى حققته الإمارة في السنوات الثماني الماضية.

تُعرف مجموعة المسعود أنها واحدة من الشركات الخاصة الأكثر تنوعًا في أبوظبي. وتفتخر بتواجدها في 18 قطاعًا، بما في ذلك السيارات وخدمات الأعمال والصناعة والعقارات والبحرية.

خلال مناقشتنا مع سعادة مسعود أحمد المسعود، رئيس مجلس إدارة مجموعة المسعود، نستكشف الموقع الاستراتيجي للمجموعة والتزامها في سبيل تحقيق التنمية المستدامة. لا تعطي المجموعة الأولوية للمسؤولية المجتمعية للشركات فحسب، بل تتبنى أيضًا الاتجاهات الناشئة، مما يعكس مهمتها الحيوية والحاسمة.

وتتمثل هذه المهمة في تشكيل مستقبل أكثر استدامة ليس في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وحسب، بل في العالم أجمع.  .

إيكونومي ميدل إيست: تلعب أبوظبي دوراً هاماً في الاقتصاد العالمي. كيف تنظر إلى مكانة أبوظبي كعاصمة؟ وكيف أثرت على استراتيجيات ونمو مجموعة المسعود؟

سعادة مسعود أحمد المسعود: صعدت أبوظبي بسرعة إلى مكانة اقتصادية بارزة، فهي تلعب دورًا أساسيًا في اقتصاد دولة الإمارات. لقد ازدادت جاذبية المدينة للشركات الدولية، مما حوّلها إلى وجهة مرغوبة للتنمية الاقتصادية. وقد أدى تفانيها في تحقيق التنمية المستدامة وخفض انبعاثاتها إلى الصفر إلى تعزيز جاذبيتها للأعمال التجارية.

وفي هذا السياق الحيوي، تجد مجموعة المسعود نفسها في موقع استراتيجي يسمح لها أن تساهم في تقدم وازدهار كل من العاصمة والدولة. إن قدرتنا واستعدادنا لتطوير الحلول عالية الجودة بشكل سريع وفعال يدعم الجهود للتخفيف من التحديات العالمية الملحّة مثل تلك المتعلقة بالمخاوف البيئية. فذلك يجسد عقليّتنا الموجّهة نحو النمو.

إيكونومي ميدل إيست: تكتسب الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات أهمية متزايدة في مشهد الأعمال اليوم. كيف تدمج مجموعة المسعود الممارسات المستدامة وتساهم في المجتمع من خلال مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات؟

سعادة مسعود أحمد المسعود: يسلّط تقرير الاستدامة الأول لمجموعتنا الضوء على التزامنا بتقديم رؤى واضحة لجهودنا. إذ نعمل بنشاط على منهجية موحدة هدفها دعم التقارير القادمة للاستدامة. هذا يضمن إطارًا قويًا لتقييم التقدم الذي أحرزناه في مجال البيئة والمجتمع والحوكمة والإبلاغ عنها.

تلتزم مجموعة المسعود بإعداد تقارير الاستدامة بناءً على أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. في دورة إعداد التقارير القادمة، سنتخذ تدابير مدروسة لتعزيز إطار الاستدامة الخاص بنا والذي يحدد كيف تساهم عمليات المجموعة في تحقيق الأهداف العالمية.

وبالتعاون مع “شاحنات رينو” في الشرق الأوسط (Renault Trucks Middle East) و”تدوير” (Tadweer)، وتماشيًا مع طموحات الإمارات في تحقيق طموحات صافي الصفر وأجندة الاستدامة، أطلقنا مؤخرًا أول شاحنة نفايات كهربائية 100 في المئة في الشرق الأوسط. تستخدم هذه الشاحنة شركة “تدوير”، الجهة الوحيدة المسؤولة عن إدارة النفايات في أبوظبي. فتقوم هذه الشاحنات بجمع النفايات المنزلية بطريقة صديقة للبيئة.

بالإضافة إلى ذلك، قدمنا لسوق أبوظبي في وقت سابق شاحنة “كرونر”(UD Trucks Croner PKE 250hp Euro 5) الصديقة للبيئة. وذلك لتعزيز استخدام الوسائل المسؤولة في قطاع الخدمات اللوجستية والنقل. تم تصميم هذه الشاحنات لتلبية معايير الانبعاثات الصارمة مع الحفاظ على أدائها الموثوق.

وفي خطوة ملحوظة نحو الاستدامة، أصبحنا الموزع الرسمي للرافعات الشوكية الكهربائية المتوازنة (TCM) في الإمارات. فتوفر هذه الرافعات بديلاً أنظف وأقل صخباً من الرافعات الشوكية التقليدية التي تعمل بالديزل. ويساهم ذلك في تقليل الانبعاثات، مع توفير بيئة عمل أكثر صحة.

إيكونومي ميدل إيست: ما هي بعض الأمثلة الجديرة بالذكر؟

سعادة مسعود أحمد المسعود: لقد اتخذت مختلف أقسامنا خطوات عدة لدعم التحول إلى الطاقة الخضراء والحلول البيئية. على سبيل المثال، قام قسم المسعود للطاقة بطرح حل الشحن بالطاقة الشمسية الذي تم تصنيعه في الإمارات والمعروف باسم شمس+ (SHAMS+). فتستخدم محطات الشحن هذه الطاقة الشمسية لشحن السيارات الكهربائية والمراكب البحرية وأي نوع من المراكب الأخرى التي تتطلب الطاقة. لقد بدأنا مشروعنا الاول في هذا المجال ونسعى جاهدين للحصول على فرص للتوسع، لا سيما في القطاع الصناعي.

كما وضعت مجموعة المسعود معايير داخلية وخارجية صارمة للمسؤولية الاجتماعية. ونحافظ على التزامنا الصارم بدعم تكافؤ الفرص والتأكيد على أهمية القوى العاملة المتنوعة والشاملة كمصدر للقوة والابتكار.

وإدراكًا لأهمية تشجيع أسلوب حياة صحي ونشط، دعمت مجموعة المسعود الرياضة والفعاليات الشبابية. لقد أقمنا شراكة قوية مع مجلس أبوظبي الرياضي، حيث قمنا برعاية الأحداث الرياضية الكبرى في العاصمة. وبذلك ساهمنا في رفع مستوى أبوظبي كمركز رياضي عالمي رائد. نحن نؤمن حقًا أن الرياضة حافزًا قويًا في تعزيز الوحدة والشعور بالانتماء للمجتمع بين الناس.

مسعود أحمد المسعود

إيكونومي ميدل إيست: كل منظمة ناجحة لديها مهمة ورؤية توجيهية. ما هي المهمة الأساسية لمجموعة المسعود، وكيف تتماشى مع أهداف التنمية الاقتصادية في أبوظبي ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام؟

سعادة مسعود أحمد المسعود: في مجموعة المسعود، تتمحور مهمتنا الأساسية حول تنمية العلاقات المستدامة والمربحة مع جميع شركائنا. وذلك من خلال الاستثمار في مجتمعنا وموظفينا وعملائنا، مع تحقيق الهدف الشامل المتمثل في ضمان الرضا الشامل.

ولتحقيق ذلك، فإننا نعطي الأولوية للشراكات ذات المنفعة المتبادلة والمستدامة على المدى الطويل. ومن أجل احترام تلك الشراكات، فإننا نستثمر بكثافة في موظفينا. نريد تعزيز القوى العاملة المحفزة وذات المهارات العالية. كما نسعى لتوفير بيئة آمنة لهم مع فرص ثابتة للنمو.

يؤكد جزء من مهمتنا التزامنا تجاه عملائنا والمجتمع الذين هم في نهاية المطاف، حجر الأساس للعمل الذي نقوم به. وهذا يترجم في تطلعاتنا لتجاوز توقعات عملائنا. نقوم بذلك من خلال تقديم منتجات وخدمات عالية الجودة والحفاظ على مشاركتهم لضمان رضاهم.

تتوافق مهمتنا بشكل كامل مع الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي. فهي تحدد التزام الحكومة ببناء اقتصاد مستدام ومتنوع وذو قيمة مضافة عالية بحلول العام 2030. فنلتزم بتوظيف مواردنا وخبراتنا لدعم تحقيق أهداف الإمارة من خلال الاستفادة من القدرات البشرية والمادية والمالية لخدمة وطننا بشكل أفضل.

إيكونومي ميدل إيست: تتمتع مجموعة المسعود بتاريخ حافل من العمليات التجارية. هل يمكنك تسليط الضوء على العوامل الرئيسية التي ساهمت في النمو والابتكار المستمر للمجموعة؟ كيف تتصور مستقبل المجموعة في ظل المشهد الاقتصادي المتقلّب؟

سعادة مسعود أحمد المسعود: منذ إنشائها في العام 1970، التزمت مجموعة المسعود بدعم النمو الاقتصادي الشامل وخطط التنمية في بلادنا. لقد أحضرنا إلى الأمة مجموعة من العلامات التجارية العالمية. وأنشأنا العديد من العلامات التجارية المحلية لتعزيز التقدم الاجتماعي والاقتصادي والتجاري في أبوظبي. تعمل مجموعة شركاتنا المتنوعة في قطاعات رئيسية ذات أهمية كبيرة للتنمية الاقتصادية الإمارات، مثل قطاع السيارات والخدمات اللوجستية والطاقة والنقل والتصنيع وتوليد الطاقة والخدمات البحرية.

طوال رحلتنا التي تمتد على مدار خمسين عامًا، قمنا بتعزيز ثقافة التميّز التي عززت التزامنا بالعمل بفعالية وكفاءة ومسؤولية. لقد تبنينا نموذج أعمال مرنًا يركز على العملاء، مما يعزز الابتكار في جميع أقسامنا. نؤمن بأن النجاح يعتمد على ثقافة تنظيمية منفتحة وشاخصة إلى المستقبل ضمن بيئة عمل إيجابية.

في مشهد الأعمال الذي يتسم بالتقلّب، يعد التنويع مكونًا أساسيًا لاستراتيجيتنا، مما يحمينا من تحديات السوق. وتشكل الاستدامة أيضًا جزءًا لا يتجزأ من جدول أعمالنا التشغيلي. وهي تتماشى مع الاهتمامات البيئية العالمية ورؤيتنا كمؤسسة وأمة. وفي المستقبل، سنواصل الاستثمار في الصناعات الاستراتيجية واستكشاف فرص جديدة في الإمارات وفي جميع أنحاء المنطقة.

إيكونومي ميدل إيست: في المستقبل، ما هي الاتجاهات والفرص الناشئة في اقتصاد الشرق الأوسط والتي تعتقد أنها ستشكل مستقبل الشركات، بما في ذلك مجموعة المسعود؟ وكيف تستعد المجموعة للاستفادة من هذه التوجهات لتحقيق أهدافها؟

سعادة مسعود أحمد المسعود: تشكّلت أولويات المنطقة إلى حد كبير من خلال جدول الأعمال البيئة والاجتماعية والحوكمة (ESG). وهناك تركيز ملحوظ على الاستدامة، لا سيما في ضوء انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي  (COP28)  في دولة الإمارات. ومن خلال تعظيم رؤية الحكومة ونهجها تجاه القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة، فإننا نشارك بنشاط في عملية تحديد الحلول التجارية القابلة للتطبيق لتحقيق الاستدامة. وتشمل أهدافنا خلق موارد الطاقة النظيفة، والحد من النفايات والحد من البصمة الكربونية.

في مجموعة المسعود، ندرك أن الاستدامة ليست مجرد كلمة بل التزام حقيقي يمس كل جانب من جوانب عملياتنا. باعتبارها مجموعة متنوعة من الشركات النشطة في القطاعات الرئيسية لاقتصاد الإمارات، تدور استراتيجية مجموعة المسعود حول مواءمة أهدافنا مع استراتيجيات الاستدامة الحكومية. ولا يهدف هذا التوافق إلى تعزيز اقتصاد البلاد فحسب، بل أيضًا إلى الحفاظ على بيئتنا الطبيعية وخدمة المجتمع بشكل أفضل.

تعترف شركة المسعود للسيارات أيضًا بالوعي البيئي المتنامي داخل صناعة السيارات، مع التحول الملحوظ نحو السيارات الكهربائية واعتماد الاقتصادات الدائرية. لقد أنشأ شريكنا العالمي “مجموعة رينو” (Renault Group) شعار “The Future is NEYTRAL”. ومن خلال هذا الكيان الجديد المختص بالاقتصاد الدائري، أصبحت “رينو” أول شركة تعمل عبر سلسلة القيمة بأكملها للاقتصاد الدائري للسيارات. كما تعهدت “نيسان”، وهي أيضًا إحدى العلامات التجارية الرئيسية للسيارات لدينا، بأن تصبح محايدة للكربون بحلول العام 2050. ومن خلال وضع السيارات الكهربائية في قلب رؤية الشركة طويلة المدى، رؤية طموحات 2030، تهدف “نيسان” إلى تسريع عملية التحول إلى السيارات الكهربائية في تشكيلة سياراتها وفي معدل الابتكار التكنولوجي. وتهدف “نيسان” أيضًا إلى تقديم 23 طرازًا كهربائيًا جديدًا، بما في ذلك 15 سيارة كهربائية جديدة بحلول السنة المالية 2030. وتهدف إلى مزيج من السيارات الكهربائية بنسبة تزيد عن 50 في المئة عالميًا من خلال علامتي “نيسان” و”إنفينيتي”.

مسعود أحمد المسعود

إيكونومي ميدل إيست: هل يمكنك إطلاعنا أكثر حول كيفية ترسيخ مجموعة المسعود لالتزامها بالاستدامة؟

سعادة مسعود أحمد المسعود: إن التزام مجموعة المسعود بالاستدامة يتجاوز عالم السيارات. لقد قمنا بتحسين إدارة النفايات في منشآت السيارات التابعة لنا بهدف إبعاد النفايات عن المكبّات.

بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن قطاع الطاقة مساهمٌ رئيسي في انبعاثات الكربون، فمن الضروري تسهيل التحول نحو موارد الطاقة النظيفة. ولتحقيق هذه الغاية، كان أحد الإنجازات المهمة التي حققتها مجموعة المسعود للطاقة العام الماضي هو إطلاق محطة شحن لها شمس+ (SHAMS+ Charge)، كما ذكرت سابقًا. يسخر هذا النظام قوة الشمس لشحن السيارات الكهربائية والسفن البحرية الهجينة، مما يحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي.

نعتبر أنفسنا محظوظين كوننا شكلنا جزءًا من رحلة هذه الدولة على مدى العقود الخمسة الماضية. ونطمح إلى مواصلة القيام بذلك، ودفعها نحو مستقبل أكثر استدامة وإشراقا.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات.

مواضيع ذات صلة: